أكثر من عمل يتقاسمه عدد من الفنانين .. البطولة الجماعية رِهان النجوم فى دراما رمضان

اعتمدت الدراما التليفزيونية على البطولة الجماعية فى الآونة الأخيرة، لتحقق طفرة ونجاحا كبيرا بعدد من الأعمال منها «أبو العروسة 3» و«نقل عام»، ونحن على أعتاب الموسم الرمضانى 2022 الذى يطل علينا بأعماله الدرامية المتنوعة، التى تتنافس فيما بينها على الفوز بالجمهور الذى يتطلع دائمًا إلى رؤية أكبر قدر ممكن من نجومه المفضلين على الشاشة.
وتبدو شركات الإنتاج حائرة بين اختيار النجم الواحد أو البطولة الجماعية، رغم أن لكل واحد من الخيارين ميزاته، ففى الوقت الذى يستحوذ فيه النجم الواحد على النصيب الأكبر من ميزانية العمل، والتى يذهب البقية منها إلى المخرج وبقية طاقم العمل، تتجه بعض الشركات إلى خيار البطولة الجماعية التى تضمن لها النجاح فى تسويق العمل ومتابعته، لما تمتاز به البطولة الجماعية من منافسة تثرى العمل الفنى وتمتع الجمهور، وتسهم فى خلق نكهة فنية متميزة بين نجوم الصف الأول الكبار والشباب.
وفى شهر رمضان المقبل يجمع الماراثون الدرامى عددًا كبيرًا من البطولات الجماعية لنجوم تخلوا عن البطولة المطلقة، منهم أبطال مسلسل «جزيرة غمام» الذى يقوم ببطولته طارق لطفى ومى عز الدين ورياض الخولى وهبة عبد الغنى ومحمد جمعة وهاجر الشرنوبى ووفاء عامر وميار الغيطى وعبدالعزيز مخيون، المسلسل من تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج حسين المنباوى.
بوستر «جزيرة غمام»
ويراهن أيضا مسلسل «ولاد عابد» على البطولة الجماعية، بالنجوم أيتن عامر ورياض الخولى وصبرى فواز وصفاء الطوخى ومحسن ومحيى الدين وصبرى فواز وفراس سعيد وصفوة وفيدرا وسما إبراهيم وجميل برسوم، وتاتيانا، ومحمد رضوان، وسارة ناجى، وعفاف مصطفى، وعدد كبير من شباب معهد الفنون المسرحية من تأليف سماح الحريرى وإخراج أكرم فريد.
ويأتى مسلسل «الاختيار 3» بطولة النجوم كريم عبد العزيز، وأحمد السقا وأحمد عز، وياسر جلال، وخالد الصاوى، وهشام إسماعيل، ليشكل منافسة أخرى على رهان البطولة الجماعية والأدوار المتنوعة فى دراما رمضان المقبل، والمسلسل من تأليف هانى سرحان وإخراج بيتر ميمى.
أيضا يعتمد مسلسل «مكتوب عليا» على البطولة الجماعية وهو بطولة أكرم حسنى وآيتن عامر، وعمرو عبد الجليل، وهنادى مهنا، وحنان سليمان، وإساعيل فرغلى، وحنان لبيب، ومحمد طعيمة، ولأول مرة فى دراما رمضان، محمود السيسى وهلا رشا، والعمل من تأليف إيهاب بليبل، وإخراج خالد الحلفاوى.
ويجمع مسلسل «راجعين يا هوى» ما يقرب من 12 نجما، يتصدرهم خالد النبوى ومنهم هنا شيحة وأنوشكا ونور ووفاء عامر وأحمد بدير وكريم قاسم وإسلام إبراهيم وشريف حافظ وجلا هشام، والمسلسل قصة أسامة أنور عكاشة، معالجة وسيناريو وحوار محمد سليمان عبد المالك، وإخراج محمد سلام.
كما يتقاسم النجوم عمرو سعد وماجد المصرى وصبا مبارك وحسن أبوالروس ومحمد دياب ومحمد لطفى وأسماء أبو اليزيد بطولة مسلسل «توبة».
الناقدة ماجدة خير الله علقت على أهمية البطولة الجماعية بأنها تعطى تنوعا فى الموضوع نفسه والأداء، ويظل هناك تنافس فى طرح الموضوع وهذا كان فى الفترة السابقة من أيام سلسلة «ليالى الحلمية»، وتابعت: البطل الفردى سواء كان رجلا أو امرأة قد ينجح، فلا بد أن يكون معه أطراف ثانية قوية، مهما كانت نجوميته فلا بد من جود معه شخصيات مرسومة باقتدار.
وأشارت «خير الله» إلى أنه لا بد من تنوع الموضوع والشخصيات التى تؤدى الدور على أكمل وجه، ولا تعتمد على شخصية أو اثنتين فقط، فالاختيار الجيد للممثلين، واحتواء كم من الشخصيات الأساسية، والمحتوى وقوة النص، وأيضًا دور المخرج أن يتعامل مع هذه الشخصيات وكيفية توظيفها والاختيار الجيد للأبطال.
وتابعت: لا بد فى فترة ما أيضا من وجود نجم له شعبية، والجمهور يحب أن يراه ويعتاد على نجمه المفضل من خلال الشخصيات المساعدة والمحتوى والفكرة الجيدة، والبطولة الجماعية إذا كان النص جيدا ويحتمل بطولة جماعية، فهذا أمر جيد، إلا إذا كان المخرج ليس له القدرة على التعامل مع توظيف النجوم، وإظهار نقاط قوتهم، وكذلك النجوم الشابة والوجوه الجديدة، فالمخرج له دور وعامل كبير، والبطولات الجماعية ليست بالضرورة عددا كثيرا من النجوم، فمن الممكن أن تقتصر على 3 نجوم.
من ناحية أخرى قال الناقد رامى عبد الرازق إن البطولة الجماعية أمر طبيعى للدراما التليفزيونية، وفى أى عمل فنى فلا بد أن يكون فيه شخصيات وممثلون، كل واحد يؤدى دوره، وهذا ما اعتدنا عليه طوال السنين السابقة سواء من 20 أو 25 عاما، والقاعدة التى تربينا عليها مثل مسلسل ليالى الحلمية، كان فيه يحيى الفخرانى وصلاح السعدنى وصفية العمرى وغيرهم، و«الشهد والدموع»، تربينا على أن الممثلين ممثلون، ليسوا فقط نجوما، المسلسلات تباع بأسمائها وليس بأسماء ممثليها، فلم يقولوا على «ليالى الحلمية» مسلسل يحيى الفخرانى أو صلاح السعدنى، والطبيعى أن المسلسل أو أى عمل فنى يوجد فيه مجموعة ممثلين يكون الممثل مناسبا للدور بشكل أو بآخر، وهذه هى القاعدة الأساسية، أما الاستثناء فهو الذى نحن فيه بأن تتحول المسلسلات إلى أسماء نجوم كأن نقول مسلسل كريم عبد العزيز أو مسلسل يسرا.
وتابع «عبد الرازق»: «حصل شذوذ فى القاعدة واستثنائها واستمرت لسنين طويلة نتيجة ظروف معينة، وخلال السنوات العشر الماضية، سنلاحظ أن أفضل الأعمال التى قدمت فى الدراما التليفزيونية تصنف بين قوسين (أعمال البطولة الجماعية)، مثل: موجة حارة، نيران صديقة، السبع وصايا، سجن النسا، زاد».
ولفت الناقد رامى عبد الرازق إلى أنه مع الوقت لو انتبه صناع الدراما التليفزيونية سواء الفنانون أو المنتجون أو القائمون على الصناعة إلى أن هذا هو الصحيح ليس من باب التوفير أو المزايدة والدعاية، وإنه كان عندى نجم واحد وبقى عندى مجموعة من النجوم، فلا بد أن نلغى لفظ «النجم الواحد» ونرجع نقول «مجموعة فنانين، مجموعة نجوم»، ولا بد أن نتعامل مع ممثلين عندهم خبراتهم ومواهبهم وجاذبيتهم وقاعدتهم الشعبية من خلال العمل الجيد، وليس أن يحتوى على «الممثل الفلانى»، فمسلسل محمد رمضان «الأسطورة»، الجماهير لا تقول محمد رمضان، بل مسلسل «رفاعى» أو «ناصر» باسم الشخصية، لكن محمد رمضان أراد أن يظل يخاطب قاعدة النجم الواحد التى شكلها فى مسلسلاته، ولم يستطع الخروج منها، لتأتى مسلسلاته الأخيرة خارج التصنيف، حتى فى مسلسله «البرنس» مثلا كانت الجماهير تتحدث عن أحمد زاهر وروجينا فقط.
وتابع: الموسم المقبل الفنانون يعملون مع بعض والجماهير ترى المسلسل يقدمه مجموعة من النجوم، والأمر يتطور كل موسم، وهذا أفضل علاج لأزمة الأجور، كما أن فكرة أعمال النجم الأوحد أضرت الصناعة بشكل كبير خلال السنوات السابقة.
وأضاف «عبد الرازق»: المحتوى هو الذى يحكم على جودة العمل من كتابة وإخراج وتصوير وتمثيل، كل هذا لو على درجة من القوة والعمق والنضج والتفكير، فهذا يخلق تجربة ومسلسلا فنيا جيدا يصنعه مجموعة من الفنانين، لكن لو العناصر جميعها ضعيفة ومفككة، مثل النجم الفلانى، سيتحمل الليلة ولكن سيسقط بعد ذلك، وفى رأيى لم يكن لدى مسلسلات النجم الواحد أو الممثل الواحد أى إيجابيات، فما كان يحدث أن الممثلين يختارون النصوص على ذوقهم، وهذا خطأ لأن النصوص تكتب انطلاقًا من هموم ومشاكل وأفكار وقضايا للمناقشة، والممثل هو أداة لا صاحب قرار ولا بد أن يعوا ذلك، وشركات الإنتاج والدعاية هى التى جعلت الممثل يختار لذوقه، ويحرك العمل مما أفسد الدراما على مدار السنوات وجعل التجربة فى منتهى السوء.
ونوّه الناقد رامى عبد الرازق بأنه على أمل أن القائمين على الصناعة يستوعبون أن بطولات النجم الواحد فى الفترة السابقة أضرت الصناعة بشكل كبير وملحوظ، ولكى تستمر هذه الصناعة وتنجح وتبقى فى ذاكرة الجماهير أو يرتبطوا بها لا بد من الرجوع للقواعد الأساسية التى بنيت عليها الدراما؛ وهى المحتوى الجيد بغض النظر عن أسماء النجوم المشاركين، وأن يتنازلوا أخيرًا عن التشبث بالنجم والإعلان والدعاية له.
واختتم: لكن المسألة، لو مسألة موضة لتقليل الأجور أو أسماء معينة تشتغل أو لا تشتغل، لو من باب التجارة ستفشل، لكن من باب الفن ستحقق مدى من النجاح.
هذا المحتوى ينشر بالتنسيق مع «مركز المصرى اليوم للتدريب»