«زفة على الحصان ومزمار بلدى».. هكذا احتفلت أسرة الطفل ناصر عاصم حسن بإتمامه حفظ القرآن الكريم كاملًا، وهو فى سن ال13، بقرية كفر الأطرش مركز شربين بالدقهلية. «ناصر»، الذى تُوفى والده وهو فى السابعة من عمره إثر تعرضه لأزمة قلبية، اتخذ من القرآن الكريم خليلًا وصاحبًا، فحفظ آياته ورتّلها، كما شجعه صوته العذب على التجويد والتلاوة بصوت مشابه لصوت الشيخ ماهر المعيقلى، وبجانب القرآن برع فى الإنشاد الدينى، فأصبح أشهر أقرانه فى قريته، ووعده جده لأمه بالاحتفال به إذا أتَمَّ حفظ القرآن كاملًا، وأوفى الجد بالوعد فى حفل بهيج حضره الأهل والأصدقاء. وعلى نغمات المزمار البلدى، تراقصت الخيل احتفالًا بالطفل «ناصر»، الذى وصفه الجميع بأنه عريس القرية الذى زينه حفظ كتاب الله، وحرص الطفل على اعتلاء ظهر الحصان الذى تمايل به ابتهاجًا بالحدث الجميل، وأعقب ذلك ترتيل آيات من الذكر الحكيم بصوته العذب. وقالت دعاء عبدالرحمن الدسوقى، والدة «ناصر»: «منذ وفاة زوجى، أشعر بمسؤولية مضاعفة تجاه أبنائى، و(ناصر) هو الأكبر والقدوة، فشجعته على حفظ القرآن، وتبناه أحد أساتذة الأزهر وقام بتحفيظه حتى أنعم الله عليه بحفظ القرآن كاملًا، وقام والدى بتنظيم حفل كبير له حتى يشجعه ويشجع باقى إخوته وأقرانه على الحفظ». وأوضح عبدالرحمن الدسوقى، جد الطفل، أنه وعد حفيده منذ بداية تعلمه حفظ القرآن الكريم بأنه سيقيم له حفلًا كبيرًا إذا أتَمَّ حفظ القرآن كاملًا بالتجويد، والحمد لله أتَمَّ الحفظ وشرفنا جميعًا. وقال الطفل «ناصر» إن قدوته فى قراءة القرآن الشيخان السديسى وماهر المعيقلى، مضيفًا: «أتمنى أن أحصل على المركز الأول فى المسابقة العالمية للقرآن الكريم لأسعد أمى وجدى لأنهما تعبا جدًا معى، وشجعانى على الحفظ والتجويد». وأكد أنه سيستمر فى حفظ القراءات المختلفة للقرآن حتى يكون متمكنًا من جميع القراءات، مشيرًا إلى تفوقه فى دراسته العلمية بجانب حفظ القرآن الكريم ويتمنى أن يصبح طبيبًا وقارئًا للقرآن.
