«اشترى الموبايل بالتقسيط وكان فرحان بيه».. ترددها والدة الطفل نور الدين سيد، 14 عامًا، بعد قتله على يد سائقى «توك توك» قاما بسحله وسرقة هاتفه المحمول، أثناء عودته إلى منزله فى عين شمس عقب فرحته بفوز المنتخب الوطنى، حيث كان يشاهد «الماتش» مع أصدقائه على أحد المقاهى. «نور الدين»، قُتل وترك والدته «القعيدة»، تناجيه وكأنه «حى يرزق»: «تعال لىّ وعاوزاك تقومنى انزل الشارع، عاوزه أدخل المطبخ والحمام»، فتتذكر أنه «راح ومبقاش معانا»، فيوم الجريمة طالبها بارتداء «الطقم الجديد»، يعتصرها الألم: «كان لسه شاريه، ومكنتش عاوزاه يلبسه قبلها بيوم بس وهو رايح يتفرج على الماتش قلت له: ماشى». الطفل خرج من منزله قاصدًا المقهى، وأمه ترجوه: «يا حبيبى متتأخرش علشان عاوزاك»، بعد نتيجة الفوز مرّ على جدته «سعاد» ومنحته 100 جنيه، وبطريق عودته للمنزل هاتف والدته «يا ماما معايا فلوس أشترى ليك إيه؟»، قالت له: «عاوزاك إنت تيجى بسرعة». الأم انتظرت حتى منتصف الليل، ولم يأت «نور الدين»، اتصلت عليه مرارًا وتكرارًا وهاتفه المحمول مغلق، القلق أكل قلبها على «فلذة الكبد»، صاحت فى زوجها للاستيقاظ: «قوم شوف الواد لحد دلوقتى مجاش». رحلة البحث حتى مطلع الفجر، انتهت بالعثور على الطفل بأحد المستشفيات الحكومية جثة هامدة، الأم لم تصدق مسامعها حين أخبرها أهلها بأن «الواد مات وفى التلاجة»، انهارت وتصورت كذبهم «جايه أشوفه إزاى دا لسه مكلمنى»، بعين مملوءة بالدموع وحزن يكسو الوجه طالعت الجثة «ابنى كان بيضحك ونايم ملاك برىء». لم يدر بخلد الأم أن «يكون ابنها ميت مقتول»، فتصورت أن «عربية خبطته بحادثة وهو بيعدى الطريق»، لكنّ مالك كشك بقالة، قال لأجهزة الأمن إنّ «عيلين سواقين توك توك خطفوا التليفون من إيد الطفل، وفضل يقاوم معاهم وماسك فى التوك توك، فسحلوه حتى الموت»، مضيفًا: «الدنيا كانت ساكتة خالص ومفيش حركة بالشارع بعد الماتش، وخرجت من الكشك على صراخ الواد». حين عرفت والدة «نور الدين» بتفاصيل الجريمة، لطمت خديها: «الواد كان شغال مع خاله وبيدرس فى الإعدادية، واشترى تليفونه بالتقسيط جديد وكان فرحان بيه»، قبل أن تغيب عن الوعى: «ليه قتلوه كانوا خدوا التليفون». قبل 24 ساعة من قتل الطفل، أعد مفاجأة لوالدته وأحضر لها «تورتة» واحتفل معها بعيد ميلادها وسط الأسرة، ووثق اللحظات السعيدة بالفيديو، وحين تطالعه الأم تصرخ: «كنت فديتك أنا بعمرى كله». «كنت بتمنى إنه ربنا يشفينى، دلوقتى بتمنى ينام اللى عملوا كده فى ابنى تحت التراب زيه».. الأم المكلومة تطالب بالقصاص بالقانون ومحاكمة عاجلة للمتهمين بعد القبض عليهما «وأسمع بودنى حكم الإعدام»، وبصوت مبحبوح وبكاء يسبق كلامها: «ابنى 14 سنة ونايم تحت التراب يرضى مين دا؟!». وتؤكد: لو اتعدموا مش هتنطفى النيران فى قلبى، يؤكد زوجها وهو يهدئها: «ابنك مات راجل، لأنه ما سابش حاجته»، فترد عليه: «كان عندنا ولدين دلوقتى بقى واحد بس اللى معانا، ونور الدين كان نور عينى، دا نور قلبى». النيابة العامة، قررت حبس المتهمين 4 أيام احتياطيًا، ومثلا جريمتهما وقالا: «ضربنا الطفل وخطفنا منه التليفون، بس جرى ورانا وكان ماسك بالتوك توك فاتسحل تحت عجلاته ومات».
