شهد عام 2021 أداءً ناجحًا بكل المقاييس للعملات المشفرة، إذ كانت هناك مساحة أكبر لجميع العملات الأخرى، حيث بلغت التداولات العام الماضي 3 تريليونات دولار، في ظل توقعات بتسجيل أداء قوي خلال العام الحالي. وأظهر استطلاع للرأي، أجراه مدير صناديق التحوط للأصول الرقمية، الخاضعة للجهات التنظيمية في أوروبا، أن المخاوف الأمنية تُعد أكثر ما يثير قلق المستثمرين المؤسسيين أكثر من تقلبات العملات المشفرة والأصول الرقمية . شمل الاستطلاع المستثمرين المؤسسيين ومديري الثروات ممن يديروا نحو 108.4 مليار دولار من الأصول، وأظهر أن 79% يرون أن طريقة حفظ الأصول تمثل العامل الرئيسي لقرار الاستثمار في هذا المجال، إذ يوفر أمناء الحفظ حلولًا للمستثمرين الراغبين في تخزين الأصول المشفرة، التي يملكونها وضمان حمايتها بشكل آمن. وكانت العملات المشفرة الرئيسية، قد حققت خلال العام الماضي مكاسب قياسية بلغت 170%، قبل أن تتراجع قليلًا نهاية عام2021. نيكيل ديجيتال لإدارة الأصول أجرت مسحا شمل مقابلات مع 50 مدير ثروة، و50 مؤسسة استثمارية، في الولاياتالمتحدة وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والإمارات. وذكرت أن أهم أسباب عدم الاستثمار في البيتكوين والعملات المشفرة، جاء بحسب النسب التالية: - تقلب الأسعار 67% - القيمة السوقية 65% - البيئة التنظيمية 49% - البصمة الكربونية 12% كانت لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، قد طالبت الكونجرس بتزويد اللجنة بمزيد من الصلاحيات؛ لمراقبة تداول العملات المشفرة، وإقراضها ومنصات تداولها. وقد توقع 76% ممن تمت مقابلتهم أن يوافق الكونجرس على منحها خلال العام الحالي. ويعتقد 73% من المستثمرين المؤسسيين، ومديري الثروات، أن منح لجنة الأوراق المالية والبورصات تلك الصلاحيات سيكون له تأثير إيجابي على سعر الأصول المشفرة والرقمية، بينما يعتقد 32% أنه سيكون له تأثير إيجابي للغاية. وفي ظل هذه التكهنات، إلا أن عملة البيتكوين قد تراجعت بشكل كبير، إذ استمرت أكثر الأصول المضاربة في التأثر بشدة، فيما واصلت هدر المكاسب التي حققتها في السنوات القليلة الماضية من الأسواق العالمية. واقتربت البيتكوين أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية من عتبة 40 ألف دولار لأول مرة منذ أواخر سبتمبر الماضي، ما زاد خسائرها منذ ذروتها قبل ثلاثة أشهر فقط إلى حوالي 42%. كما تراجعت «إيثر»، ثاني أكبر الأصول الرقمية، بينما ظلت أسعار عملات التمويل اللامركزي الشهيرة مثل «يوني سواب»، (Uniswap) و«أفي» (Aave) تحت وطأة الضغوط . تقلبات العملات تأتي وسط إشارات حول استعداد الاحتياطي الفيدرالي، لمكافحة التضخم المستمر من خلال سحب التحفيز. وأظهر محضر اجتماع الاحتياطي الذي تم نشره الأربعاء الماضي، عن فرصة لرفع أسعار الفائدة في وقت أقرب، بالإضافة إلى تقليص محتمل في الميزانية العمومية. جائحة كورونا «كوفيد-19» ساعدت عملة البيتكوين على الاندماج مع الاتجاه السائد، إذ انخرط مستثمرو المؤسسات والأفراد في سوق العملات المشفرة، والمشاريع الملحقة به. والآن، بعد أن أصبح الاحتياطي الفيدرالي أكثر تعقيدا، فقد عانت الأصول الأكثر خطورة مثل الأسهم والأصول الرقمية. وخسر مؤشر «بلومبرج جالاكسي كريبتو» الذي يقيس عدداً من أكبر العملات المشفرة، ما يقرب من 10% حتى مطلع العام الجاري. وتبين المؤشرات إلى أن الانخفاضات التي امتدت لفئات الأصول هي مجرد بدايات ل سوق هابطة صغيرة، وربما ينسحب المستثمرون الجدد ليكون حاملو الأصول على المدى الطويل هم المالكون الأساسيون. وفقاً لإريك إرفين، الرئيس التنفيذي في بلوكفورس كابيتال. وتعد البيتكوين وغيرها من العملات المشفرة سيئة السمعة بسبب تقلباتها، إذ من المعروف أنها تبث تقلبات كبيرة صعوداً وهبوطاً، وأحياناً تحدث التقلبات في غضون دقائق. ويؤدي التداول في عطلة نهاية الأسبوع إلى تفاقم التقلبات، ويرجع ذلك إلى أحجام التداول الضئيلة وهيكل السوق، الذي يتألف من مئات التداولات المنفصلة. وفي بداية ديسمبر الماضي، سجلت «بتكوين» انهياراً مفاجئاً في نهاية الأسبوع بخسارة 21% في أسوأ حالاتها.
