شهدت الفترة الماضية حالة من الجدل بعد صعود عملات افتراضية جديدة منافسة لعملة البيتكوين، التي تستحوذ على جانب كبير من الاهتمام بعد المكاسب الكبيرة التي حققتها مؤخرا وجذبت انظار المستثمرين نحوها بفضل العائد الكبير الذي تقدمه لمستخدميها. وأظهر تقرير اقتصادي أن المكاسب الخيالية التي حققتها " البيتكوين" فتح المجال امام دخول عملات جديدة على الساحة والاستحواذ على حصة أكبر مَن السوق ، مما يشكل تحديًا لقيمة " بيتكوين " مستقبلًا ويهددها بتراجع قيمتها السوقية مع المحفزات التي ستقدمها العملات الجديدة. وكشف التقرير عن تراجع حصة "بيتكوين" السوقية هذا العام ل 46% مقابل 70% العام الماضية، ويعكس ذلك التطورات الكبيرة لقطاع العملات المشفرة والذي يبلغ قيمة التداول به لنحو 2.3 تريليون دولار وتحتل "إيثر" المرتبة الثانية بحصة 15%، فيما ضاعفت مجموعة أخرى من العملات الرقمية خارج الفئة القليلة الأولى حصتها خلال نفس الفترة لتصل إلى 36%. وظهر مؤخرا عملات اخري بديلة يبدو انها ستخطو خطوات البيتكوين مثل عملة ايثريوم وDogecoin وSafemars التي تندرج تحت مسمي Defi وتعتمد في تقنيتها على Binance smart Chain. واكد عدد من خبراء أسواق المال، ان هناك اهتمام متزايد من جانب المستثمرين للعملات المشفرة لتنويع استثماراتهم في مجموعة اخري من العملات الرقمية، الا ان ذلك مرهون بتقديم محفزات جديدة وعائد أفضل. وقال الدكتور محمد عبد المطلب المدير المشارك في إحدى شركات التداول، إن بنك التمويل الأوروبي أصدر شهادات بقيمة 121 مليون دولار باستخدام عملة إيثيريوم، لافتًا إلى هذه الخطوة من مؤسسة دولية ذات ثقل أعطى مصداقية لهذه العملة، كما تعطي ميزات مختلفة عن العملات المشفرة الأخرى ولها تطبيقات أخرى مستخدمة، مثل ملكية الأصول الرقمية. وأوضح ان "بيتكوين" لا تزال أكبر عملة مشفرة، لكن الزخم الذي طال الرموز الأخرى بدأ يجذب اهتمامًا متزايدًا، مثل "إيثريوم" التي اخترقت مستوى 3000 دولار لأول مرّة بعد أن تضاعف سعرها هذا العام أربع مرات. فيما يري إدوارد مويا، كبير محللي السوق في Oanda Corp، ان "إيثريوم آخذ في الارتفاع ولا يبدو أن هناك الكثير في طريقها. وأوضح أن التوزيع الحالي للحصة السوقية يعكس الهزة التي طالت قطاع العملات المشفرة، وعدم قدرة بيتكوين على استرداد كل المكاسب التي فقدتها بعد هبوطها من المستوى القياسي الذي بلغته منتصف أبريل عند 64870 دولارًا تقريبًا. وأشار إلى أن إدراج شركة Coinbase Global Inc في بورصة نيويورك الشهر الماضي، اعطي ثقة لجذب المزيد من المستثمرين للعملات الرقمية، على الرغم من المخاطر الناجمة عن المستويات العالية من التقلبات والتوسع في التدقيق التنظيمي. وتعد "إيثر" من العملات التي تحقق معدلات نمو في قيمتها، حيث بلغت مستوى مستوى 3900 دولارا. وشهدت العملات المشفرة الأخرى، قفزة في قيمتها خلال ال 12 شهرًا الماضية التي يشار إليها غالبًا باسم "العملات البديلة"، حيث ارتفع سعر Binance Coin بنسبة 3490%، وعملة Safemars الجديدة التي وصلت ل 500٪ وDogecoin التي بدأت باعتبارها مزحة في عام 2013، أصبحت الآن مفضلة على وسائل التواصل الاجتماعي ويروج له أمثال Elon Musk، الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، حيث ارتفعت بنسبة 15000% إلى قيمة سوقية تبلغ نحو 50 مليار دولار. والعملات المشفرة، هي نقود افتراضية أو رقمية، في حين أن بعض العملات المشفرة دخلت العالم المادي ببطاقات ائتمان أو مشاريع أخرى، فإن الغالبية العظمى منها لا تزال غير ملموسة تمامًا. ويشير مصطلح "التشفير" في العملات المشفرة إلى التشفير المعقد الذي يسمح بإنشاء ومعالجة العملات الرقمية ومعاملاتها عبر الأنظمة اللامركزية. وتُصمم العملات المشفرة دائمًا لتكون خالية من التلاعب، على الرغم من أنها أصبحت أكثر انتشارا، وهي مصممة على غرار Bitcoin تسمى بشكل جماعي altcoins مثل عملة الايثريوم ودوج كوين وSafemars وغالبًا ما حاولت تقديم نفسها كإصدارات معدلة أو محسّنة من Bitcoin حيث إن سعرها لا يتعدي قروش أو عده جنيهات أو سنتات الا انها طبقا لكلام الخبراء قد تصبح مثل البيتكوين يوما ما على المدي البعيد.