تشهد السينما المصرية عرض فيلم جديد تحت عنوان «الجريمة» بدءًا من الليلة فى عدد كبير من دور العرض بتصنيف عمرى +16، بطولة النجم أحمد عز، والنجمة منة شلبى، والفنانين ماجد الكدوانى، سيد رجب، رياض الخولى، محمد جمعة، محمد أبو داوود، نبيل عيسى، محمد الشرنوبى، ميرنا نور الدين، عن قصة وإخراج شريف عرفة، سيناريو وحوار أمين جمال، محمد محرز. «الفيلم» يصنف سيكودراما- تشويق يحتوى على بعض مشاهد العنف والجريمة، ولهذا السبب تم منحه تصنيف عمرى من جانب جهاز الرقابة على المصنفات الفنية +16. أحمد عز يخوض من خلال العمل مغامرة جديدة على مستوى الفكرة والصناعة والتنفيذ والإخراج والإنتاج، الجريمة منطقة جديدة يحاول أن يدخلها «عز» وشخصية تعد من أهم وأصعب الأدوار التى جسدها أمام الشاشة الكبيرة، نوع مختلف على السينما لم يقدم بهذه الجرأة والتفاصيل من قبل كون معظم مشاهده تعتمد على الحالة النفسية للأبطال، ويحاول من خلاله إرضاء نفسه كممثل بأن يتناول ويتصدى لكل تيمات الدراما والسينما. الفيلم تدور أحداثه بالكامل فى حقبة السبعينيات، بمدينة القصير بالبحر الأحمر، بعد حرب أكتوبر، حول شخصية عادل أدهم حسين الناضورى - أحمد عز- مهندس بترول، من أسرة غنية لديه البيزنس الخاص به، ورث عن جده- رياض الخولى- مصنع للفوسفات، وتجارة المخدرات والممنوعات، يعانى من عقدة نفسية وصدمة فى حياته، تتسبب له بانفصام فى الشخصية ليواجه اضطراب عقلى شديد، ويفسرالواقع بشكل غير طبيعى، ويتسبب له فى العديد من الهلاوس والأوهام، شخصية صعبة ومركبة وتحمل فى كل مشهد العديد من التعبيرات والرسائل. نيولوك يظهر «عز» بلوك مختلف تمامًا وارتدى ماسك للوجه ليتقدم فى العمر قرابة ال 30 عامًا تقريبًا، وفى فترة شبابه أعتمد على إطالة الشعر والشارب وهو اللوك السائد للكثيرين فى تلك الحقبة الزمنية، وكان اختيار الملابس و«الاستايل» متناسق ومقنع جدًا ومعبر عنها وكذلك الديكورات والاكسسوارات والسيارات وأماكن التصوير. وتبدأ الأحداث بجلوس «عادل» فى إحدى المصحات النفسية غير قادر على الحركة، قعيد، ليلتقى بنجله حسين - محمد الشرنوبي- ويبدأ له فى تبرير كل تصرفاته وجرائمه، وحقيقة قيامه بقتل والدته نادية - منة شلبي- التى أبدعت فى تجسيد شخصية الزوجة متعددة العلاقات والخائنة بسبب أيضًا عقدة نفسية تعانى منها منذ الصغر، العاشقة للسهر والرقص، تفرض رأيها على كل من حولها، وتتصرف كيفما تشاء، وتعد من أهم الأدوار المركبة التى قدمتها منة فى السنوات الأخيرة. عادل مضطرب نفسيًا يواجه شياطين عدة، كل جريمة أرتكبها يطارده صاحبها فى عقله الباطن، يكره والدته، متأثر جدًا بجده الذى بخ العديد من السموم فى عقله وكان سببًا فى جعله أكثر عدوانية وكرهًا. وقدم ماجد الكدوانى أحد أهم الأدوار الرئيسية فى الفيلم من خلال شخصية مفتش المباحث العقيد أمجد الحسينى، الدؤوب فى عمله، نموذج إيجابى لضابط الشرطة والمحقق، الذى يعتمد على ذكائه، يمتلك ذاكرة قوية، قادر على الربط بين الأحداث بشكل قوى جدًا، إنسان لديه مشاعر وفى عينيه مساحة تعبيرات كبيرة جدًا. وجسد محمد جمعة شخصية الغفير توفيق الذى يكون محركًا لبعض الأحداث، وقدمت ميرنا نور الدين شخصية «علا» وهى شقيقة عادل. وكان نبيل عيسى صاحب بصمة فى الفيلم بشخصية هشام المدمن، وشقيق نادية الذى يكرهها ويحمل لها العديد من المشاعر الصعبة بسبب تصرفاتها معه. وجاءت مشاهد محمد أبوداوود قليلة فى العمل لكن أداءه كان مؤثرًا، جسد شخصية إبراهيم والد نادية وصاحب السلطة والنفوذ، وبسبب بعض تصرفاته تعانى أسرته بالكامل من عقد نفسية عديدة. الفلاش باك ومصطلحات الجريمة الإخراج لشريف عرفة كان قادرا على توصيل فكرة الفيلم بسلاسة دون فلسفة أو تعقيد، رغم اعتماده على أسلوب السرد والفلاش باك إلا أن الإيقاع كان سريعًا بعيدًا عن الملل والمونتاج كان من أهم عناصر الفيلم. والبارز فى الحوار الخاص بالفيلم والذى يكشف جزءا من رسالته كان مليئا بالجمل الحوارية المهمة من بينها: «مفيش غضب كبير إلا لما بيبتدى صغير ولو سبته يكبر جواك أكتر من اللازم هيسيطر عليك، الدنيا زى البحر لو مضربتش وعافرت فيها هتخبطك وتهد فيك زى البحر، العقاب على أد الفعل، الحقيقة مش دايما اللى بنشوفها بعنينيا». الفيلم جاءت نهايته مختلفة وغير متوقعة، حقق الهدف من السينما بالمتعة وحاول الارتقاء بالذوق العام وزيادة الوعى الجماهيرى حول مرض انفصام الشخصية ومدى المعاناة التى يعيشها أصحاب هذا المرض.
