أشادت وسائل الإعلام العالمية بحفل افتتاح «طريق الكِباش»، مساء أمس الأول، والذى يربط بين معبدى الكرنك والأقصر. وقالت وكالة «رويترز» للأنباء إن الحفل تم فى أجواء احتفالية مهيبة مزجت بين المؤثرات التكنولوجية الحديثة وعبق التاريخ القديم، مشيرة إلى أن الطريق أثرى يعود إلى نحو 3400 عام، وكان شاهدًا على مواكب كبرى عبرت فيه ويحرسه من الجانبين أكثر من 1000 تمثال. وأوضحت أن طول طريق الكِباش يبلغ نحو 2700 متر، وعرضه أكثر من 70 مترًا، ويربط بين معبد الكرنك شمالًا ومعبد الأقصر جنوبًا، وتتراصّ على جانبى الطريق الحجرى تماثيل على هيئة أبى الهول وأخرى بهيئة كِباش، لافتة إلى أن بناء الطريق بدأ فى عهد الأسرة ال18 بمصر القديمة على يد الملك أمنحتب الثالث الذى بدأ تشييد معبد الأقصر، لكن النصيب الأكبر من التنفيذ يرجع إلى الملك نختنبو الأول، مؤسِّس الأسرة ال30، وكان يُستخدم أثناء عيد الأوبت المرتبط بفيضان نهر النيل، الذى تسجل أعمدة وجدران المعابد فى الأقصر طرق المصريين القدماء فى الاحتفال به وأناشيدهم فى هذه المناسبة. وتابعت: «بمرور السنين طُمست معالم الطريق وأُقيمت عليه إشغالات مختلفة قديمًا وحديثًا، لكن فى عام 1949 جرى الكشف عن الطريق مجددًا، وبدأت عملية إحيائه التى استغرقت عقودًا لإزالة الإشغالات وتطوير الموقع»، مردفة: «تضمن حفل إحياء طريق الكِباش عرضًا فنيًا يحاكى بعض جوانب احتفال المصريين القدماء بعيد الأوبت، شارك فيه مئات من طلاب الجامعات بأزياء فرعونية، وشهده الرئيس عبدالفتاح السيسى وعدد من أعضاء الحكومة وسفراء أجانب وعرب». ووصفت وكالة الأنباء الفرنسية الحفل بأنه كان «مهيبًا»، لافتة إلى أن مصر خلال الأشهر المقبلة تعتزم افتتاح متحف جديد آخر، هو المتحف المصرى الكبير، الذى يتم تشييده عند سفح الأهرامات، وسيكون بديلًا للمتحف المصرى فى ميدان التحرير، الذى لم يعد يتسع لعرض مئات القطع الموجودة فى مخازن وزارة الآثار. ووصفت وكالة «سبوتنيك» الروسية حفل افتتاح طريق الكِباش بأنه «أسطورى»، وقالت، فى سياق متابعة لحظية لحفل الافتتاح، إنه حفل مهيب خطف أنظار العالم إلى مصر. ووصفت شبكة «إن بى سى نيوز» الأمريكية الحفل بأنه فخم وجذاب، وذكرت، فى تقريرها، أنه بينما كان الأمريكيون يستمتعون باستعراض يوم عيد الشكر الكامل، بعد غياب لمدة عامين، أَحْيَت مصر على بُعد 6000 ميل تقريبًا تقليدًا ثقافيًّا مختلفًا تمامًا لم نشهده منذ عدة آلاف من السنين. وأشارت إلى أن طريق الكِباش كان يسمى قديمًا ب«طريق الله»، ويبلغ عمره 3000 عام، لافتة إلى أن المسيرة الفخمة تضمنت مشاركين بالزى الفرعونى وأوركسترا سيمفونية وتأثيرات ضوئية وراقصين محترفين وقوارب على النيل وعربات تجرها الخيول وغيرها. وقالت الشبكة إن مصر تسعى فى الوقت الحالى إلى إنعاش القطاع السياحى فى البلاد بعد سنواتٍ من الاضطرابات السياسية التى أعقبت أحداث 2011 إضافة إلى جائحة كورونا، وافتتاح طريق الكِباش هو أحدث مشروع حكومى يتم تنفيذه لتسليط الضوء على الكنوز الأثرية فى البلاد. ووصفت الشبكة الحدث المصرى بأنه ثانى حفل ساحر هذا العام لتكريم التراث المصرى، مشيرة إلى موكب المومياوات الملكية المصرية الذى تم الاحتفال به، إبريل الماضى. وأبرزت صحيفة الجارديان البريطانية تغطيتها للحفل الذى وصفته بأنه «احتفال كبير لإعادة فتح طريق عمره 3400 عام يهدف إلى المساعدة فى إنعاش صناعة السياحة»، مؤكدة أنه حفل فخم يهدف إلى إبراز صورة أحد أهم المواقع السياحية، فى إشارة إلى الأقصر.
