تتواصل الحرب الأهلية في إثيوبيا بين الجيش الحكومى والميليشيات الموالية له، في مواجهة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى وحلفائها من مسلحى إقليم أورومو المجاور، وأفادت أنباء بأن مسلحى جبهة تحرير تيجراى تواصل تقدمها في المعارك، وأنها باتت تقترب من السيطرة على الطريق الذي يربط بين العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وجيبوتى، مما يحرم القوات الحكومية من طريق مهم للإمدادات العسكرية خلال الحرب المشتعلة. ولاتزال المواجهات بين قوات الجيش الإثيوبى ومسلحى جبهة تيجراى مستمرة في شمال البلاد، وتحديدًا في إقليمى أمهرة وعفر وبعض مناطق إقليم أوروميا، كما لاتزال قوات إقليم عفر، بالاشتراك مع القوات الإثيوبية، تتصدى لمحاولات زحف مسلحى جبهة تيجراى الذين يحاولون التوغل والسيطرة على الطريق الحيوى الرابط بين جيبوتى وأديس أبابا. في المقابل، تبدو الأجواء في العاصمة أديس أبابا هادئة، إلا أن التشديدات الأمنية وحواجز التفتيش لاتزال مستمرة، كما تواصل الحكومة ومؤسساتها إرسال الدعم لقوات الحكومة الإثيوبية التي تقاتل على عدة جبهات. وفى الوقت نفسه، أعلن إقليم أوروميا الإثيوبى، قرب أديس أبابا، مساء أمس الأول، فرض حظر التجوال الليلى، وسط الصراع المستمر بين القوات الحكومية وقوات تيجراى الشمالية، طبقًا لما ذكرته وكالة «بلومبرج» الأمريكية. وقال رئيس مكتب النائب العام في منطقة أوروميا، أدوجنا أحمد، إنه طلب من السكان البقاء في المنازل، وأغلقت المنشآت أبوابها بين الثامنة مساء والخامسة والنصف صباحًا. وأسفرت الحرب في إثيوبيا، التي أطلقها آبى أحمد ضد إقليم تيجراى في 4 نوفمبر 2020، عن مقتل الآلاف ونزوح مئات الآلاف الآخرين، ودفعت الأممالمتحدة للتحذير من خطر تعرض أكثر من 400 ألف للمجاعة، وبات مسلحو تيجراى على بعد حوالى 200 ميل من أديس أبابا. ووصل إلى أديس أبابا، مساء أمس الأول، الرئيس الكينى، أوهورو كينياتا، وبحث مع رئيس وزراء إثيوبيا آبى أحمد وقف إطلاق النار والسلام مع الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى، ولم يكشف آبى أحمد تفاصيل هذه الزيارة التي لم يسبق الإعلان عنها، لكن مراقبين ربطوا بينها وبين سعى كينياتا إلى عقد اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن. بدوره، قال مبعوث الاتحاد الإفريقى، أولوسيجون أوباسانجو، أمس الأول، إن الحكومة الإثيوبية وقوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراى أعربتا عن رغبتهما في السلام والاستقرار في إثيوبيا، وأكد المبعوث الإفريقى مواصلة جهوده لإحلال السلام، مناشدًا «جميع أصحاب النوايا الحسنة والقادة في إفريقيا والمجتمع الدولى مواصلة دعم جهود الوساطة الإفريقية.
