ناقش سامح شكرى، وزير الخارجية، خلال عدد من اللقاءات مع وزراء خارجية أمريكا وفرنسا وبريطانيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية وكينيا، على هامش اجتماعات التحالف الدولى ضد تنظيم «داعش الإرهابى»، فى العاصمة الإيطالية «روما»، آخر مستجدات قضية سد النهضة، فضلًا عن استمرار التنسيق الوثيق حول عدد من الملفات الثنائية والإقليمية. فى السياق ذاته، اعتبر العضو المستقيل من وفد السودان فى مفاوضات سد النهضة، الدكتور أحمد المفتى، أن ما تردد عن تلقى «السودان» من «الكونغو» مقترح اتفاق مرحلى لتعبئة سد النهضة، تدعمه الأممالمتحدة والولايات المتحدة، كارثة على السودان، وهو خضوع للإرادة الإثيوبية والأمريكية والأوروبية. وقال «المفتى»، فى تصريحات الأثنين، إنها هى المبادرة نفسها التى سبق أن حملها رئيس الكونغو بنفسه إلى «الخرطوم والقاهرة» لإبرام اتفاق جزئى للملء الثانى، وذلك عقب اجتماعات «كينشاسا» فى إبريل الماضى. وأضاف: «سبق أن أوضحنا أن تلك المبادرة هى فى الأصل مقترح أمريكى أوروبى تم الضغط على رئيس الكونغو لتبنيه، على أساس أنه مبادرة من الاتحاد الإفريقى، والشاهد على ذلك أنه لو كانت مبادرة من الكونغو لكان قد قدمها فى اجتماعات كينشاسا». وأشار «المفتى» إلى تصريحات المتحدث باسم الحكومة السودانية فى ملف سد النهضة، والتى أكد خلالها أن السودان قد قبل الاتفاق المرحلى فعلًا، ب4 شروط، على رأسها أن يتم بعد الاتفاق المرحلى وخلال 6 أشهر إبرام اتفاق شامل، متابعًا: «قطعًا لا يدرى المفاوض السودانى أن الاتفاق على الاتفاق ليس باتفاق، وذلك يؤكد ما ذكرته من كارثية الاتفاق المرحلى، الذى تضمن شرطًا ليس له قيمة قانونية». وفيما يخص المناقشات بشأن «داعش» الإرهابى، أوضح «شكرى» أن هذا التنظيم لايزال يمثل خطرًا حقيقيًا، رغم ما تم تحقيقه من نجاح على صعيد تحرير مناطق واسعة من الأراضى التى كان يسيطر عليها فى العراق وسوريا، مشددًا على ضرورة تدعيم الجهود المشتركة للدول الأعضاء فى التحالف للقضاء على التهديد الذى يمثله. وأكد «شكرى»- بحسب أحمد حافظ، المتحدث باسم وزارة الخارجية- التزام مصر الكامل بدعم جهود التحالف من خلال تبنيها مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب لا تستند فقط إلى البعد الأمنى، بل تأخذ بعين الاعتبار أيضًا الأبعاد الفكرية من خلال إصلاح وتحديث الخطاب الدينى وتفكيك الخطاب المغلوط الذى تستند إليه العناصر الإرهابية، منوهًا بالدور الذى يضطلع به الأزهر الشريف فى دحض التفسيرات المغلوطة للنصوص الدينية وتفسيرها على النحو الذى يتماشى مع التعاليم الإسلامية السليمة. وأعرب «شكرى»- كذلك- عن قلق مصر من تزايد نشاط المجموعات التابعة ل«داعش» فى بعض المناطق بالقارة الإفريقية، مشددًا على أن مصر ملتزمة فى هذا الصدد بتعزيز التعاون مع دول القارة فى مجال مكافحة الإرهاب، وكذلك بأهداف التحالف ودعمها جهود تحقيق الاستقرار وإعادة الإعمار فى العراق وسوريا، وعزمها القضاء على جميع الجماعات الإرهابية التى تتبنى أيديولوجيات وأهداف هذا التنظيم. بدوره، أكد أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، خلال كلمته أمام الاجتماع، أن المعركة مع «داعش- التنظيم» لابد أن تسير جنبًا إلى جنب مع الحرب على «داعش- الفكر»، موضحًا أن وحدة العمل الدولى هى كلمة السر فى القضاء عليه.
