شارك الآلاف فى المحافظات فى تشييع جنازات ضحايا حادث قطارى سوهاج، على مدار يومين، وتحولت قرى الضحايا إلى سرادقات مفتوحة للعزاء. واتّشح عدد من قرى نجع حمادى بالسواد حزنًا على فقدان 3 من أبنائها فى الحادث، ففى قرية القناوية التى تقع شرق نجع حمادى، خيّم الحزن على فقيد القرية «أحمد أدهم»، صاحب ال20 عامًا، المجند الذى دخل الخدمة العسكرية منذ 3 أشهر وعاد من تدريبه ليقضى إجازته وسط أسرته وفور انتهاء إجازته عاد لأداء واجبه الوطنى ليستقل القطار رقم 157 من محطة نجع حمادى متجهًا إلى القاهرة لتكون رحلته الأخيرة ليلقى ربه مع ضحايا حادث القطارين. وقال شاذلى عوض، أحد أهالى القرية، إن الشهيد هو أكبر أشقائه، ويبلغ من العمر 20 عامًا، ووالده يعمل مزارعًا، ووالدته ربة منزل. وفى قرية الخضيرات، التى تقع على بُعد 10 كيلو من مدينة نجع حمادى، اتّشحت القرية بالسواد حزنًا على فقيد القرية مصطفى ذاكر محمود أحمد، صاحب ال32 عامًا، والذى يعمل عاملًا باليومية، وهو متزوج من ربة منزل مُعاقة، وله 3 أولاد: «أحمد»، بالصف الثالث الابتدائى، و«كريمة»، بالصف الأول الابتدائى، و«عبدالصمد»، بالحضانة، ووالدته سيدة مُسِنّة تتخطى حاجز ال70 عامًا، وساقته ظروفه الصعبة وضيق المعيشة إلى القطار 157 ليذهب إلى القاهرة ليبحث عن فرصة عمل لتوفير قوت يومه له ولأسرته ووالدته المُسِنّة، ولكن القدَر لم يمهله ليكون اسمًا بين ضحايا القطارين. أما الضحية الثالثة فهى للمجند عمرو رمضان، ابن قرية نجع فكار بقرية الشرقى بهجورة بنجع حمادى، والذى اتّشحت قريته بالسواد حزنًا على فراقه، حيث كان يقضى إجازته من الخدمة العسكرية بقريته، واستقل القطار 157 ليتوجه إلى كتيبته، ولكن القدَر لم يمهله ليكون جثة هامدة من ضمن 33 جثة ضحايا حادث القطارين. وفى سوهاج، شارك الآلاف فى تشييع جنازة 5 من ضحايا الحادث، بعد وصول جثامينهم، فى سيارات إسعاف، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، وحرص أهالى القرى على انتظار الجثامين فى مداخل القرى، وأداء صلاة الجنازة عليهم فى ساحات الخلاء بالقرب من المقابر، وتم تشييع الجنازات وسط حالة من الحزن وبكاء ونحيب أقاربهم. وأدى المئات من أهالى قرية برديس فى مركز البلينا صلاة الجنازة على جثمان أحمد عمر، من شباب القرية الذين تُوفوا فى الحادث، وحرص أبناء القرية على مواساة أسرته، وانتظروا معهم حتى إتمام إجراءات الدفن وواجب العزاء، وشيّع الآلاف من أهالى مركز المنشأ جنازة أحمد محمد صديق، وسط حالة من الحزن وبكاء أقارب الضحية. إلى ذلك، قالت سمرة الراوى- من نجع حمادى فى قنا، والتى تبلغ من العمر 58 عامًا، إحدى الناجيات من حادث قطارى سوهاج، والتى استقلت القطار من محطة نجع حمادى، متجهة إلى القاهرة- إن نجلها طردها من المنزل واستقلت القطار قاصدة أولياء الله الصالحين. وأضافت: «حسِّيت إن الدنيا ضاقت بى بعد طرد ابنى، وقلت لنفسى مفيش غير مقام السيدة زينب، أعيش فيه أشكى لها حالى ومعاملة ابنى لى، وأسكن جنبها لأن مفيش سكن معاى فى القاهرة لغاية ما يتوفّانى ربنا»، وأوضحت أنها رأت الموت بعينيها كونها كانت فى العربة الأخيرة من القطار، موضحة أنه بعد انطلاق القطار من محطة سوهاج فوجئت بالقطار وقف مرة واحدة، وتابعت: «بعدها هبدت الدنيا، وفوجئنا بقطار جاء من الخلف صدمنا حتى تم إنقاذنا، وتوجهنا إلى المستشفى لتلقى العلاج، ومن قوة الصدمة وشدة الذهول ما حسِّيتش بنفسى غير بأقول: يا ولدى تعالى طلّعنى.. هو إيه اللى حصل؟!، ولما خرجت أُغمى علىَّ، ونقلونى إلى أحد المنازل (شربت مية فيه)، ومنه نقلونى إلى المستشفى». واستقبل مستشفى الأقصر العام 3 حالات من المصابين، وهم من أبناء الأقصر ممن أُصيبوا فى الحادث.
