وسط أجواء احتفالية، تزامنا مع أعياد الميلاد، شهدت شوارع القاهرةوالمحافظات، خلال الساعات القليلة الأخيرة إجراءات تأمينية مشددة، وتواجدا أمنيا بمحيط الكنائس والمطرانيات، مع انتشار الكمائن والحملات المرورية بشكل مكثف. وهنأ البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، فى ختام عظته باجتماع الأربعاء الأسبوعى، المصريين بحلول العام الجديد 2021، وأعياد الميلاد والغطاس والختان وعرس قانا الجليل. وترأس البابا مساء أمس، صلوات نصف الليل والتسبحة، والتى أعقبها القداس الإلهى الذى ينتهى مع مطلع أول أيام العام الميلادى الجديد 2021، بدير القديس الأنبا بيشوى بوادى النطرون. وقال البابا فى عظته: «أهنئكم ببداية العام الجديد، ونصلى أن يعطينا الله عامًا هادئًا ومفرحًا وسعيدًا على الكل ويرفع الجائحة الموجودة فى العالم كله ويعطى عودة لحياتنا الطبيعية الهادئة». وأضاف: «الله يدبر حياتنا كلنا ويعطينا عامًا هادئًا ويحفظ بلادنا وكنيستنا وأهنئكم بعيد الميلاد المجيد وعيد الغطاس وعيد الختان وعرس قانا الجليل وبنعمة المسيح نتوقف خلال شهر يناير وكل سنة وأنتم طيبون». ودارت العظة التى نقلتها القنوات الفضائية المسيحية، من المقر البابوى بالقاهرة، حول عنوان «لا تكن جاهلًا». وقال البابا فى عظته: «الجهل له معان كثيرة ليس جهل التعليم فقط»، وتابع: تكلمنا من قبل عن «لا تكن قاسيًا، ولا تكن ثرثارًا، ولا تكن مغرورًا، ولا تكن صغير النفس، ولا تكشف أسرارك»، ونختتم هذا الأسبوع بالحديث عن «لا تكن جاهلاً»، لافتا إلى أن الجهل أنواع: النوع الأول هو الجهل بالوقت، وهو النوع الشائع ويقع فيه ناس كثيرة دون النظر عن ثقافتهم، فمثلا العذارى الحكيمات والجاهلات، الفرق بينهما أن الجاهلات لم تستغل الوقت فى الاستعداد، فالجاهل هنا هو الإنسان الذى يضيع الوقت «تسويف العمر باطلًا». وقال البابا: «يجب أن يكون لك مرجع، جمال الحياة الرهبانية أن التلميذ يسأل معلمه، ومن الأمور الجيدة فى كنيستنا أن يكون للإنسان أب اعتراف أو مرشد روحى لاَ تَسْتَخِفَّ بِكَلاَمِ الْحُكَمَاءِ، بَلْ كُنْ لَهِجًا بِأَمْثَالِهِمْ، لاَ تُهْمِلْ كَلاَمَ الشُّيُوخِ، فَإِنَّهُمْ تَعَلَّمُوا مِنْ آبَائِهِمْ»، ومعرفة الشيوخ الذين عاشوا فى مدرسة الحياة لها قيمتها. وتطرق البابا فى عظته إلى الجهل الاجتماعى، قائلاً: «للأسف الشديد مع انتشار وسائل السوشيال ميديا، قد يأخذ الكلام بمعنى خطأ والناس تتداوله وصار العالم يعيش فى بحر من الأكاذيب (عصر الكذب)، بسبب السوشيال ميديا»، محذرا فى الوقت نفسه مما وصفه ب «الجهل بوقت الفرح»، قائلاً: «لا تكن جاهلًا بوقت الفرح بمعنى أنك لا تضيع وقت الفرح حتى لا تكون سبب النكد». وشارك البابا فى الصلوات والقداس، عدد محدود من الآباء الأساقفة العموميين، ورهبان الأديرة، فى وادى النطرون، وسط إجراءات احترازية وتدابير وقائية لمواجهة فيروس كورونا. وقال القمص إبرام إميل، وكيل عام كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس فى الإسكندرية، ل«المصرى اليوم»، إنه لأول مرة فى تاريخ الكنيسة يتم إلغاء سهرات رأس السنة فى الكنائس، والاكتفاء بمتابعة سهرة رأس السنة من وادى النطرون عبر شاشات الفضائيات والمواقع الرسمية للقيادات الكنسية والكنائس بحضور البابا تواضروس الثانى «أونلاين»، بسبب كورونا. وشهدت المحافظات إجراءات تأمينية مشددة، وتواجدا أمنيا بمحيط الكنائس والمطرانيات، تزامنا مع احتفالات عيد الميلاد. فى المنيا، ورغم إلغاء الاحتفالات، بسبب وباء كورونا المستجد، كثفت الأجهزة الأمنية، من تواجدها أمام المطرانيات والكنائس، لتأمين صلاة القداس، التى تقتصر على الآباء الكهنة، و5 شمامسة بكل مطرانية، وكنيسة، وبثها عبر المواقع الرسمية للمطرانيات والكنائس. ووجه اللواء محمود خليل، مدير أمن المنيا، مساعديه للإشراف على القطاعات، وتوزيع الخدمات من خلال مأمورى الأقسام والمراكز، وتكثيفها أمام المطرانيات والكنائس الكبيرة. وشكل المحافظ اللواء أسامة القاضى، غرف عمليات بالمراكز والمحافظة لمتابعة قداس عيد الميلاد، فيما التزام المواطنون بغلق المحلات والمقاهى والكافيهات، فى المواعيد المحددة. وفى دمياط، شهدت مدينة رأس البر ودمياط الجديدة اختفاء كافة مظاهر الاحتفالات المعتادة، فيما عدا بعض بوابات البالون وهياكل بابانويل التى حرصت المحال على وضعها كنوع من الاحتفاء الرمزى بالمناسبة، وشددت المحافظ الدكتورة منال عوض على إلغاء كافة الاحتفالات والتجمعات وذلك تجنبا للإصابة بالكورونا. فى أسوان، وجه المحافظ، اللواء أشرف عطية، رؤساء المراكز والمدن بالتنسيق مع الجهات المعنية للحد من التجمعات وخاصة على كورنيش النيل القديم والجديد والفنادق والمطاعم والكافيهات والتى تتيح الاختلاط والتزاحم لأعداد كبيرة من المواطنين احتفالاً بليلة رأس السنة. وشدد محافظ أسوان على المسؤولين بمراجعة الاشتراطات البيئية والصحية لقاعات الفنادق الثابتة والعائمة والمطاعم والكافيهات على مستوى المحافظة حيث سيتم إصدار قرارات غلق لها فى حالة عدم التزامها، أو وجود أى تجمعات مخالفة، لافتاً إلى أن غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة ستتابع أى تجاوزات فى هذا الاتجاه مع اتخاذ الإجراءات الرادعة حيال كل من يخالف تنفيذ ذلك. وطالب المواطنين، خاصة الشباب، بضرورة الحفاظ على أنفسهم وتحقيق أعلى درجات الوقاية بتجنب هذه التجمعات التى يمكن أن تؤدى لزيادة معدلات الإصابة والوفاة والمساهمة فى انتشار الفيروس لأكبر عدد منهم.