تواصلت أعمال البعثة المصرية لإعادة ترميم وتطوير وإظهار ألوان معبد«خنوم» بمدينة إسنا جنوبالأقصر، والذي يشهد مشروعا قوميا لتطويره بالكامل وإظهار جماله ليكون نقطة مهمة للسياحة الوافدة لزيارة المدن المطلة على النيل بين الأقصر وأسوان وتحتوى على مقاصد أثرية مهمة لزيارتها، حيث يقوم قسم المصريات بجامعة توبنجن الألمانية، بتوثيق الأعمال التي تتم بأياد مصرية خالصة. من جانبه، أوضح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار أن أعمال الترميم التي تتم بالمعبد، تهدف لإظهار الرسومات التي يتفرد بها، موضحاً أن الأعمال تتضمن القيام بالترميم والتنظيف للحوائط، بجانب تثبيت الألوان وإزالة السناج من المقصورات والجدران المختلفة، بجانب تركيب بعض البلوكات الحجرية التي تساقطت عبر الزمان، لافتاً أن الأعمال تشمل ترميم وتنظيف طبقات السناج والاتساخات وإزالة الأملاح من جدران وسقف المعبدوإظهار الألوان الأصلية للنقوش، خاصة النقوش الفلكية التي تزين سقف المعبد، والتى سبق وتمكن فريق الترميم من إظهار جزء كبير منها خلال عملهم المواسم السابقة، مؤكدا أن هذه الأعمال تتم بأيد مصرية خالصة. وتابع: «وعانت نقوش المعبدالملونة على مر قرن من تجمع طبقات سميكة من السناج والأتربة والاتساخات، بالإضافة إلى مخلفات الطيور والوطاويط، وعشش العنكبوت، بالإضافة إلى تكلسات الأملاح»، موضحا أن أهم ما يميز هذا الصرح العظيم اختلاف أشكال تيجان الأعمدة وألوانها ويعود المعبدإلى العصر اليوناني الروماني إلا أن المصادر التاريخية تؤكد أنه يعود إلى عصر الملك تحتمس الثالث وتم تجديده في العصر الصاوي. بدأت منطقة آثار الأقصر أعمال مشروع ترميم وتطوير معبدإسنا أواخر عام 2018، في إطار خطة وزارة الآثار لتطوير المناطق الأثرية. ويعد معبدإسنا من أهم معالم مدينة إسنا الأثرية وهو يقع على بعد حوالي 55 كم جنوب مدينة الأقصر على الضفة الغربية للنيل، وقد تم اكتشافه وتنظيفه من الرديم عام 1843، أي في أواخر عصر محمد على باشا، وبدأ إنشاؤه في عصر الإمبراطور الروماني، كلاوديوس، في القرن الأول الميلادي، وانتهى تزينه بالنقوش في عصر الإمبراطور ديسيوس بين عامي 249- 251، وكٌرس المعبدلعبادة الإله «خنوم» في هيئة الكبش ومعه زوجتاه.
