صحف القاهرة: كلينتون تتهم إعلامنا الرسمي ب«النفخ في النار».. وأمريكا «تتحرَّش» ب«العسكري»

أبرزت صحف القاهرة، الصادرة السبت، على مختلف انتماءاتها، تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية بخصوص الحالة السياسية في مصر، وإن اختلفت الصحف في اتجاه التصريحات التى اختارت التركيز عليها، ورصدت تداعيات ما يسميه الكاتب الصحفي صلاح عيسى ب«مقتلة ماسبيرو»، الأحد 9 أكتوبر، والتي أسفرت عن استشهاد 25 مواطنا بالرصاص ودهسا بالمدرعات.
إشادة كلينتون بالعسكري
نقلت «الشروق» في عنوانها الرئيسي جانبا من مقابلة كلينتون مع وكالة «رويترز»، قالت فيه «كلينتون: نؤيد الجيش المصري بقوة.. وقانون الطوارئ اضطراري».
وقالت الصحيفة في متن تقرير نشرته على صفحتها الأولى، أن هيلارى كلينتون ترى أن مهمة الجيش لإعادة الانضباط «صعبة» في ظل غياب الشرطة، وأضافت أن كلينتون أعربت عن قلقها من «أحداث ماسبيرو»، مطالبة السلطة ببذل المزيد من الجهود لحماية الجميع في مصر «وخاصة الأقليات».
فيما اكتفت الصحف القومية بإبراز تصريحات كلينتون، «المشيدة» بالمجلس العسكري ودوره في إدارة المرحلة الانتقالية.
ونقلت الصحف المستقلة والحزبية جوانب أخرى من المقابلة، ومنها صحيفة «التحرير»، التي نقلت تصريحات كلينتون التي أبدت فيها قلقها من الأوضاع في مصر واصفة إياها ب«غير المستقرة».
ونقلت «التحرير» جانبا آخر من الحوار اتهمت فيه وزيرة الخارجية الأمريكية الإعلام الرسمي في مصر بكونه «ينفخ في النار»، مضيفة أن وزير الخارجية المصري أوضح لها إدراك الحكومة لما قام به الإعلام الرسمي في مصر، مؤكدا أن الحكومة «ستتخذ تصرفا بشأن ما حدث».
وأبدت كلينتون قلقها من فقد المجلس العسكري للسيطرة على الأمور في مصر في ظل الغياب المستمر لجهاز الشرطة، مضيفة أن السلطة الحاكمة في مصر «عليها أن تعود لحماية التظاهر السلمي وحرية العبادة والحريات الأساسية التي تخلق مجتمعا ديمقراطيا سليما».
أما صحيفة «الوفد» فجاءت رؤيتها للحوار مختلفة، حيث قررت أن «أمريكا تتحرش بالمجلس العسكري»، وقالت في عناوين تقريرها الرئيسي على صفحتها الأولى: «كلينتون تتهم العسكري بفقدان السيطرة على الأمور وتتخوف من العنف الطائفي، وتطلب وقف التمييز ضد الأقباط».
ما بعد «المَقتلة»
واستمرت صحف القاهرة في رصد تداعيات ما شهدته منطقة ماسبيرو، مساء الأحد الماضي. وخصصت صحيفة «التحرير» مساحة واسعة في صفحتها الثانية لنقل تصريحات كبار الشيوخ التابعين لتيارات الدعوة المختلفة خلال خطبة الجمعة.
وقالت «التحرير» إن مسيرة دعا إليها عشرات النشطاء، الجمعة، بدأت من الجامع الأزهر وصولا إلى التحرير، للمناداة بنبذ التمييز الطائفي، هُوجمت من قبل تابعين للتيار السلفي. وأكدت الصحيفة أنه «تم قذف المتظاهرين بالحجارة من قبل سلفيين، ارتفعت أصواتهم بهتافات مؤيدة للمجلس العسكري».
وقالت في تقريرها إن الشيخ المحلاوي، خطيب مسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية، «هاجم» الأقباط بشدة خلال خطبة الجمعة، وجاءت كلمته «لتصب الزيت على النار»، بحسب تعبير الصحيفة.
ونقلت «التحرير» عن الشيخ المحلاوي رفضه لإصدار قانون موحَّد لدور العبادة، مناشدا المجلس العسكري «عدم الاستجابة للدعوات التي تساند إصدار هذا القانون»، متسائلا:« هل يستوي تسعين مليونا بأقلية من النصارى؟».
ووجَّه المحلاوي «تحذيرا شديد اللهجة للمصريين المسيحيين متهما إيَّاهم بالاستقواء بأمريكا» قائلا:« أيها النصارى أفيقوا، لن تنفعكم أمريكا كما لم تستطع حماية مبارك من قبل»، على حد تعبيره.
وذكر تقرير لصحيفة «اليوم السابع» أن شيخا آخر من قيادات تيار الدعوة السلفية وهو « محمد حسان»، شن خلال مؤتمر أقيم، الجمعة، بمسقط رأسه بالدقهلية، هجوما على المواطنين المسيحيين، وقال حسان: «نرفض أن تكون الكنيسة دولة داخل الدولة».
وقال حسان في المؤتمر الذي حضره دعاة سلفيون آخرون إن هناك قلة تحاول إشعال البلد نارًا، وأن الصالحين سيكتوون بتلك النار، وأن تلك القلة تحاول جر البلد وراءها إلى الخراب والدمار.
واتهمت صحيفتا «الأهرام» و«الأخبار» من أسمتهم ب«قادة تيارات سياسية» ب«الوقوف وراء أحداث ماسبيرو».
وبينما أكدت «الأهرام»، نقلا عن «مصدر مطلع»، أن جنود القوات المسلحة «أصيبوا بطلقات خرطوش وطلقات حية أودت بحياة بعضهم»، قال تقرير نشرته صحيفة «التحرير»، نقلا عن واقع سجلات المستشفيات، إن الحالات التي تسلمتها المستشفيات القريبة من ماسبيرو لجنود من الجيش، كانت كلها عبارة عن «إصابات سطحية، مع حالتي كسر وحالة إصابة بطلقة خرطوش، ولم تسجل سجلات المستشفيات أية وفيات أو إصابة بطلقات حية».