بين حالة الجدل السياسى ومحاولات تفسير الأسباب والاتهامات بالسعى إلى السلطة والإشادة والتهليل، تناولت الصحف القومية والمستقلة والحزبية خبر نزول المشير محمد حسين طنطاوى، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى منطقة وسط القاهرة وتجوله فى شارع قصر النيل دون حراسة سيرا على الأقدام. وتصدر الخبر الصفحات الأولى للصحف القومية فى طبعاتها الثالثة ليوم الثلاثاء الموافق 27 سبتمبر الماضى، فيما تناولته الصحف المستقلة والحزبية فى أعدادها الصادرة يوم الأربعاء الموافق 28 سبتمبر الماضى، وبين إشادة الصحف القومية بالواقعة ونشرها فى المانشيت الرئيسى لها، وبين تحليل وانتقاد الصحف المستقلة كان التعامل مع الخبر، الذى حظى باهتمام كل وسائل الإعلام. صحيفة الجمهورية كانت الأكثر اهتماما بالخبر و«تهليلاً» له، حيث نشرت فى صدر صفحتها الأولى فى عددها الصادر بتاريخ الثلاثاء 27 سبتمبر خبراً على «5 عمود» يمثل المانشيت الرئيسى للجريدة بعنوان «المشير مترجلاً بين المواطنين فى شوارع وسط البلد»، ووضعت أسفل الخبر صورتين للمشير وهو يصافح المارة ويتحاور معهم، كما نشرت فى صفحتها الثالثة فى العدد ذاته خبرا بنفس العنوان أشادت فيه بما قام به رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، مؤكده أنه استقبل ترحيب المواطنين بابتسامة، وأن الزيارة المفاجئة له أكدت قوة العلاقة بين المجلس العسكرى والشعب، وردت على اتهامات البعض للمجلس العسكرى، ومحاولاتهم التشكيك فى حب الشارع للمجلس ولرئيسه المشير محمد حسين طنطاوى. وأكد الخبر ذاته أن المارة رحبوا بالمشير بحفاوة، وتحدثوا معه فى عجالة عن أمور وأحوال البلد «داعين» له وللمجلس العسكرى بالتوفيق، معبرين عن امتنانهم وشكرهم له على حمايتهم ومساندة الثورة، أما جريدة الأهرام فتناولت الخبر فى صدر الصفحة الأولى لعددها الصادر بنفس التاريخ، حيث جاء المانشيت الرئيسى للجريدة كالتالى «المشير بالزى المدنى بين المواطنين فى شارع قصر النيل»، إضافة إلى عنوان فرعى هو «طنطاوى يتحاور مع المارة دون حراسة». وتناولت صحيفة الأخبار الحدث أيضا فى صدر صفحتها الأولى لعددها الصادر فى نفس اليوم، حيث جاء الخبر بعنوان «المشير بين الناس فى وسط البلد»، وآخر تمهيدى «تجول بدون حراسة والتف حوله المارة يرحبون به بحفاوة». وجاءت تفاصيل الخبر فى الصفحة الخامسة للجريدة فى عددها الصادر بنفس اليوم، حيث أشادت «الأخبار» بزيارة المشير، مؤكدة أن هذه الزيارة تدل على مدى حالة الاستقرار التى تعيشها مصر، وأنها خير رد على كل الاتهامات ومحاولات الوقيعة بين الشعب والمجلس الأعلى للقوات المسلحة. أما صحيفة الشروق المستقلة، فتصدر خبر زيارة المشير صدر صفحتها الأولى فى عددها الصادر بتاريخ الأربعاء 28 من سبتمبر الماضى، وكان تعاملها مع الخبر بنفس أسلوب تعامل الصحف القومية بل زايدت عليها فى تبرير الزيارة، حيث جاء الخبر المنشور فى الصفحة الأولى بعنوان «مصدر عسكرى: طنطاوى لم يفكر مطلقاً فى الترشح للرئاسة»، وعنوان آخر فرعى هو «زيارة المشير لوسط البلد ليست الأولى ولو أراد الحكم لقبل منصب نائب مبارك»، و برر الخبر على لسان المصدر العسكرى المجهول، زيارة طنطاوى لوسط القاهرة والتأكيد على أنها لم تكن جولة رئاسية، وليس لها أى علاقة بالدعاية الانتخابية، نافيا فكرة رغبة «طنطاوى» فى الترشح لرئاسة مصر خلال الانتخابات المقبلة. وهاجمت صحيفة اليوم السابع الزيارة، حيث جاء المانشيت الرئيسى للجريدة فى عددها الصادر بتاريخ الأربعاء 28 سبتمبر هو «المشير فى وسط البلد مصادفة أم استفتاء على حكم عسكرى؟»، وآخر فرعى «المجلس العسكرى يسعى لصياغة الحكم من وراء الكواليس بحصانة دستورية.. ونشطاء «على جثتى يا مشير».