اهتمت الصحف العربية، الصادرة الاثنين، باستمرار الأزمة بين مصر وإسرائيل على الحدود، ورفض مصر «الأسف» الإسرائيلي الذي لم تحصل عليه تركيا رغم مرور 10 أشهر على أزمة «أسطول الحرية»، وانهيار نظام العقيد الليبي معمر القذافي بعد سيطرة الثوار على العاصمة طرابلس. السفير لا يعلم شيئا استمرارا للتوترات بين مصر وإسرائيل بسبب شن الأخيرة غارة جوية على الحدود المصرية الفلسطينية، أسفرت عن مقتل 5 جنود مصريين، وكشفت صحيفة «الراي» الكويتية على لسان سفير مصر في إسرائيل ياسر رضا، إنه لم تتقرر مغادرته تل أبيب على خلفية الاعتداءات التي قامت بها القوات الإسرائيلية على الحدود المصرية. وأضاف أنه لا يعلم أي شيء عن وجود قرار صادر عن مجلس الوزراء بسحبه، و إنه سمع عن هذا الأمر من وسائل الإعلام فقط. وشدد رضا على أن «البعثة الدبلوماسية المصرية في تل أبيب بخير، و لا توجد أي تظاهرات أمام السفارة المصرية هناك، أو أي مضايقات من الجانب الإسرائيلي». ورفض الإفصاح عن مضمون الاتصالات الأخيرة التي أجراها مع الحكومة الإسرائيلية. أسف مرفوض من ناحية أخرى، أشارت الصحيفة الكويتية «الراي» إلى أن مصر حصلت في 10 ساعات على اعتذار إسرائيل الذي لم تحصل عليه تركيا في 10 أشهر في أزمة أسطول الحرية التي راح ضحيتها 9 ناشطين أتراك على يد قوات الجيش الإسرائيلي، بينما تحفظت مصر على «الأسف» الإسرائيلي، واعتبرته غير كاف وغير مناسب لجسامة الحدث. كما أوضحت أن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أمر وزراء حكومته بعدم التحدث في وسائل الإعلام عن الأزمة المصرية. أما وكالة «معا» الإخبارية الفلسطينية، فكشفت أن صحف إسرائيلية قالت إن المشير حسين طنطاوي القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس المجلس العسكري الحاكم كان وراء قرار منع عودة السفير المصري من تل أبيب إلى القاهرة، رغم قرار الحكومة المصرية سحبه. وقال عبد الباري عطوان، رئيس تحرير صحيفة «القدس العربي»، إن هناك فرقا شاسعا بين «الأسف» لمقتل الجنود والاعتذار عن قتلهم، موضحا أن الإسرائيليين لا يعتذرون للعرب والمسلمين بل يتوقعون منهم أن يعتذروا لهم «لأنهم (الإسرائيليين) يحتقرونهم ويحتقرون شهدائهم ولا يرون أي خطأ في قتل هؤلاء يستوجب الاعتذار». من ناحية أخرى، اهتمت معظم الصحف بتغطية قصة إنزال العلم الإسرائيلي من على السفارة الإسرائيلية في القاهرة على يد شاب مصري يدعى أحمد الشحات، قام بتسلق العمارة التي يبلغ ارتفاعها أكثر من 70 مترا، ليسقط العلم الإسرائيلي للمرة الأولى منذ تدشين السفارة عام 1980، ويرفع بدلا منه علم مصر. القذافي ينهار كان عنوان صحيفة «العرب» القطرية الرئيسي على صفحتها الأولى هو «نظام القذافي ينهار»، بعد أن نجح الثوار في السيطرة على معظم العاصمة الليبية طرابلس، وهو ما أكده الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي أندرس فوج راسموسن، مبديا استعداده للتعاون مع الثوار الليبيين، كما أعلنت عنه الحكومة البريطانية. من جانبه، أكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، أن سيف الإسلام القذافي، نجل العقيد الليبي معمر القذافي، وقع في يد الثوار وهو معتقل تحت حراسة مشددة بانتظار «محاكمة عادلة». وقالت «الجريدة» الكويتية إن طرابلس انتفضت، معتبرة أن «ثورة ليبيا باتت قريبة جدا من النهاية السعيدة»، موضحة أن مكان القذافي غير معروفا حتى الآن لكن الثوار أعلنوا أنه سيتم معاملته كأسير حرب. صحيفة «الوطن» السعودية قالت إن ساعة القذافي «حانت»، مشيرة إلى أن المتحدث الرسمي باسم حكومة القذافي، موسى إبراهيم، صرح أن «الحكومة مستعدة للتفاوض فورا، وتطلب وقف هجمات قوات المعارضة»، فيما رد عليه عبد الجليل بأن المجلس الانتقالي «مستعد لوقف النار مقابل إعلان القذافي وأبنائه الرحيل»، كما أبدى استعداد الثوار لتوفير ممرا آمنا لهم لكي يرحلوا. صحيفة «الرياض» السعودية قالت على لسان مصادر ليبية أن القذافي توجه للحدود الجزائرية، فيما تناثرت أنباء عن خوف بعض سكان العاصمة الليبية من الخروج بسبب استمرار إطلاق النار ووجود بعض القناصة على الأسطح. أما صحيفة «الشرق الأوسط» فكان مانشيتها الرئيسي اليوم هو «ليبيا.. نهاية طاغية»، واعتبرت أن ليبيا شهدت الأحد نهاية القذافي ونهاية نظامه الذي استمر 42 عاما في الحكم بالطغيان وبالقبضة الحديدية، لافتة إلى هروب عائلة القذافي إلى جنوب ليبيا استعدادا للذهاب إلى إحدى الدول الإفريقية التي يتمتع القذافي بعلاقات جيدة مع رؤسائها.