منحت جامعة «ليفربول» البريطانية الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية، درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية، كأول عالم مسلم يحصل عليها «اعترافاً وتقديرًا لجهوده كأحد أهم الشخصيات العالمية في نشر التسامح والتفاهم بين الأديان على مستوى العالم». أقيمت مراسم التكريم ومنح وتسليم الدكتوراه الفخرية في قاعة احتفالات التخرج الكبرى بجامعة ليفربول بمدينة ليفربول بإنجلترا الأربعاء، بحضور ديم لورنا مورهد، ممثلة عن ملكة بريطانيا، وعدد من كبار الشخصيات السياسية الدينية بإنجلترا. وقال مفتى الجمهورية في كلمته خلال مراسم الاحتفال إن منح الدكتوراه الفخرية لعالم دين مصري مسلم يؤكد «نجاح جهود علماء مصر في نشر صحيح الدين وفلسفته»، مشدداً على أن «المصريين المسلمين عاشوا ولايزالون في انسجام واحترام متبادل مع جيرانهم المسيحيين، وسيبقى الشعب المصري شعباً متديناً، يرى أن دور الدين يظل ضامنا لحقوق جميع المصريين». وطالب المفتي في نهاية كلمته ب«نبذ الخلاف وتضافر جهود المخلصين من أصحاب الديانات السماوية، واعتماد ميثاق للتعايش بين المسيحيين والمسلمين في العالم يقوم على التوافق على أمرين هما حب الله وطاعته، وأن من مقتضيات حب الله وطاعته تحتم حب بقية الإنسانية ورعايتهم والاعتناء بهم». وأهدى المفتي درجة الدكتوراه «إلى مصر العظيمة في عهدها الجديد داعيا المولى عز وجل أن تسود روح المودة والمحبة والأمل المقرونة بالعمل المخلص بين جميع أبناء شعب مصر». من جانبه أكد رئيس جامعة ليفربول، الدكتور جي جي بيلاي، أن لجنة منح الجوائز والدرجات الفخرية التابعة للجامعة قررت بالإجماع منح الدكتور علي جمعة درجة الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية. وأشار بيلاوي إلى أن مفتي مصر «قيادة دينية لها قبول في العالم أجمع ويملك قدرات وإمكانيات هائلة للتواصل مع العالم، وتقديرا لهذه الجهود قررت لجنة الأمناء بالجامعة تكريم هذه القامة الدينية الكبيرة ليكون أول قيادة إسلامية يتم منحها درجة الدكتوراه الفخرية في تاريخ الجامعة». وأوضح بيلاي أن توقيت منح المفتى للدكتوراه الفخرية «رسالة تكريم أخرى لمصر ولشعب مصر الذي نال احترام وتقدير العالم خاصة في بريطانيا».
