افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، عدداً من المشاريع العملاقة فى الإسماعيلية وبورسعيد، حيث افتتح مزارع سمكية ضخمة فى الإسماعيلية، وكوبرى «النصر العائم»، الذى يربط ما بين بورسعيد وبورفؤاد، كما سلم الرئيس 10 عقود 58 مصنعا لشباب بورسعيد بمنطقة جنوب الرسوة على عدد من صغار المستثمرين للبدء فى تنفيذ مشروعاتهم الصناعية، وافتتح المركز الثقافى الترفيهى الجديد، المركز الثقافى «دار الأوبرا»، الذى يضم مركزاً إعلامياً للمراسلين وقاعة مؤتمرات وأخرى لكبار الزوار وقاعتين للعروض السينمائية ومكتبة ثقافية وقاعات للندوات والمعارض، الذى أقيم على مساحة 3650 مترا مربعا، ويكرم الرئيس عبدالفتاح السيسى أبطال انتصارات عام 1956 بحضور عدد من القيادات التنفيذية والشعبية. وهنأ الرئيس عبدالفتاح السيسى أهالى محافظة بورسعيد بمناسبة العيد القومى للمحافظة، وقال إن المحافظة «مدينة التصدى التى كتبت الحرية لمصر بالدماء، وهى رمز للتحدى والصمود للجميع». وقال السيسى، فى كلمة له خلال زيارته لمحافظة بورسعيد، إنه فى منتصف عام 2017، ستحتفل المحافظة بانتهاء الأماكن غير المخططة (العشوائية)، مضيفًا: «لا أقبل بوجود مناطق غير مخططة (عشوائية) فى محافظات مصر». واختتم: «أنا هطلب من الحكومة طلب، بورسعيد ناضلت نضال كبير أوى، يا ترى تم توثيق ده بشكل يليق بأحداث بورسعيد، مش بس بورسعيد لا كمان الإسماعيليةوالسويس عايزين نشكل لجنة توثق العمل والنضال اللى قامت به بورسعيد فى التاريخ الحديث فى الفترة بتاعت 56 و67 وياريت نعمل متحف قومى يسجل ده لبورسعيد»، ودعا وزارة التربية والتعليم لتدريس تاريخ المحافظات التى ناضلت. وواصل السيسى ضاحكًا: «عايز الناس تدفع يا عادل (محافظ بورسعيد)»، فرد عليه المحافظ: «إحنا وراك يا ريس»، فرد عليه: «لا أنا عايزاك قدام». وأشاد الرئيس بالمحافظ وقال: «يستحق كل خير عادل الغضبان». وفى الإسماعيلية، افتتح الرئيس مشروع الاستزراع السمكى، أمس، بحضور المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، والفريق أول صدقى صبحى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وعدد من كبار رجال الدولة. وقدم للمشروع رئيس هيئة الرقابة الإدارية. وقال السيسى خلال الافتتاح إنه لا يوجد أحد أو جهة خارج المساءلة، وإن «أى حد يغلط يتحاسب مفيش حد كبير على الحساب، من أول رئيس الجمهورية حتى أصغر موظف، لأن الشعب المصرى حملنا هذه الأمانة». وأعرب الرئيس عن شكره العميق لهيئة الرقابة الإدارية على الجهود التى بذلتها مؤخرا، خاصة فى ظل هذه المرحلة الصعبة، مؤكدا أن «الدولة جادة فى مواجهة الفساد». وأضاف: «حين قلنا إننا سنواجه الفساد فى مصر، كنا جادين ومؤمنين بضرورة بذل الجهد لمجابهته، وأرجو أن القضية التى طرحت فى وسائل الإعلام خلال اليومين الماضيين، أن يأخذها الرأى العام فى إطار مكافحة الفساد، ولا تمتد الإساة إلى الغير، إننا دولة قانون ومؤسسات، ولا يعنى أن شخصا يسىء فى أى جهة، أن تمتد الإساءة إلى تلك الجهة». وأضاف أن مشروع الاستزراع السمكى يعد تجربة جديدة فى مصر، والدولة تتدخل فيها عن طريق هيئة قناة السويس وآخرين وهى بحاجة إلى متابعة مستمرة، وتابع: «حتى نكون منصفين، وحتى نتحرك فى مشروع بحجم 4 آلاف حوض، ونرغب فى أن ينجح، لابد أن يشارك فيه مجموعة استشارية متخصصة، أعلم أن جامعة قناة السويس شريك تقدم الاستشارة، ولكننا نرغب فى عمل مؤسسى بمعنى وجود متخصصين بشكل دائم فى هذا المشروع، وأرجو أن الملاحظات التى طرحها رئيس هيئة الرقابة الإدارية يحدد لها توقيت سواء لما نفذ أو الذى سيتم تنفيذه». وتابع: «مؤسسات الدولة محترمة وهيئاتها كلها، وتضم أشخاصا محترمين جدا، ولكن عندما يكون هناك تجاوز ستتم محاسبة المسؤول عنه، دعونى أوضح أن الأجهزة الرقابية لن تستطيع بمفردها مجابهة الفساد، لكن لابد من أن نتحد مع بعض كمسؤولين، وعندما تحدثت فى مشروعات الصرف والرى فى الإسكندرية والبحيرة وغيرها كان الهدف منها أن أقول لدينا أدوات وأجهزة ومحافظون وقادة لديهم اهتمام وحرص على مكافحة الفساد فى بلدنا بالأجهزة الرقابية، وهذا جهد كبير». وواصل السيسى حديثه: «يمكن أن نفعل شىء لمساعدة الأجهزة الرقابية، وأنا قلت النهارده إن محافظى الإسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية وكل المحافظين يعرفوا حجم المشروعات الموجودة لديهم ويتدخلوا فيها، بما لا يؤجل العمل، وإن المحافظين يستطيعوا أن يخاطبوا كل جامعة فى نطاقهم لجلب مجموعة متخصصة من أساتذة الجامعة أو الهندسة أو حسب المشروع». وأضاف: «لو أنا مسؤول كبير ويوجد لدى تعاقدات للجهة التى أتولى إدارتها لابد أن أسأل عن كل صغيرة وكبيرة، سيعمل ذلك على تقليل الفرص لوجود تجاوز، وهذه تجربة خضناها، يعنى انت كمسؤول اسأله قوله انت بتعمل ايه بتجيب بكام هتشترى إزاى، المناقصة دى مين فيها، وممكن أقوله أنا عاوز أقابل المقاولين الذين تم التعاقد معاهم أيا ما كان نوع العمل والمقاولة التى تتم سواء كانت مصانع أو مزارع، من حقك لأن أنت مسؤول عن عدم وجود أى تجاوز». وتابع: «تخيلوا لو إحنا كلنا فى مصر بالكامل، كل وزير ومحافظ ورئيس هيئة، وضع يده معنا فى أى التزام بيتعمل سيساعد فى عدم التجاوز، وعلى كل مسؤول أن يكون على اتصال مستمر مع رئيس هيئة الرقابة الإدارية و«الجهاز المركزى»، وأنا على استعداد لمساعدة أى مسؤول، إحنا مش عاوزين نأخذ وقت كبير فى مكافحة الأمراض دى، عاوزين بسرعة لأن لدينا جهد وعمل كبير عاوزين ننجزه، وذلك لن يتم إلا بسرعة تجاوز كل السلبيات التى يمكن أن تعيق مسيرة التقدم». وقال السيسى: «لا أحد كان يتصور أنه من الممكن أن يتحمل الشعب هذه الظروف، لأن الإجراءات التى اتخذت صعبة، وتأثيرها صعب، والجهود التى تبذل لتدارك هذه الآثار كثيرة، ولكن على كل حال مرة ثانية الشعب المصرى نجح فى هذا الاختبار، ودائما يؤكد هذا الشعب أنه صلب وقادر وواعى ويستطيع أن يفرق بين المصلحة والضرر». وأضاف: «لدينا 3 مشاريع للاستزراع السمكى، ومنها هذا المشروع بكل مراحله، الذى نفتتحه، ثم مزرعة شرق بورسعيد على مساحة 19 ألف فدان، وجارى العمل بها الآن، ثم مزرعة بكر الغليون فى كفر الشيخ والتى كانت من المفترض أن يتم افتتاحها خلال هذا الشهر، ولكن الأعمال لم تنته حتى الآن، لأن العمل فى جميع المشاريع يحتاج إلى جهد ضخم، بالإضافة إلى وقت كبير، هذه المشروعات سيتم إنجازها قبل نهاية 2017». وتابع: «يوجد 9 بحيرات، وأنا بذكر هنا أمامكم عشان بيتم طرح تساؤلات وشكاوى، عن أن هذه البحيرات فى حالة صعبة جدا، فأنا برد البحيرات حتى نستعيدها مرة ثانية بنفس المستوى التى كانت عليه من 50 عاما وأكثر هتكلفنا كام، وحتى نتخلص من كل الآثار الضارة موجودة فيها سنحتاج إلى مبالغ كثيرة، وإحنا مصرين على استعادتها». وأشار إلى أنه تم عمل جزء كبير فى بحرية البردويل، ولكن بقية البحيرات، التى أتحدث بشأنها مثل المنزلة والبرلس، ستأخذ جهدا، وأموالا، ويتم السير فيها بشكل جيد. وقال: «إننا نسير بشكل جيد، وجادين فى تحركنا، ونحقق النجاح وسننجح أكثر إن شاء الله، راجيا من الحكومة بذل المزيد من الجهد للعمل على ضبط الأسعار، مش هقول الحكومة بس هقول حتى المواطنين ورجال الأعمال من فضلكم قفوا بجانب مصر 6 شهور بس وإحنا هنجد الأمور إن شاء الله أفضل بكثير». وألقى محمد عرفان، رئيس هيئة الرقابة الإدارية، كلمة قال فيها: «انطلاقا من توجيهات الرئيس بتحرى الحقيقة فيما يتم إنجازه من مشروعات لهذا الوطن بالإضافة إلى دقة التنفيذ وكفاءة الأداء والشفافية فيما يتم إنفاقه من موازنات أو أموال تبتعد عن أى شبهة وتتفق مع التشريعات والقوانين دون استغلال لسلطة أو تحقيق منفعة أو إهدار للأموال، قد آلينا على أنفسنا إلا أن نكون رجالا يتحملون المسؤولية ويبتغون القمة ليحققوا لمصر الأمل والرجاء لمستقبل أفضل». وعرض «عرفان» نتائج أعمال لجنة المشروعات القومية، قائلا إنه تمت مراجعة 1637 مشروعا منها 120 مشروعا بغرض الافتتاح الرئاسى، لافتا إلى أنه تمت الموافقة على 96 مشروعا منها، فيما تم إرجاء افتتاح 24 مشروعا لوجود ملاحظات بها جار تداركها علما بأنه تمت إحالة مشروعات للجهات المعنية لافتتاحها بمعرفة الوزراء والمحافظين. وتابع: المركز الثقافى الترفيهى ببورسعيد تبين عدم وضوح الرؤية فى تشغيل المركز بصورة اقتصادية تحقق الأهداف التى أنشئ من أجلها، وتم التنسيق مع كل من وزيرى الآثار والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لوضع تصورهما بشأن الاستغلال الأمثل لمبنى المشروع. وأشار إلى أنه تم تشكيل 11 لجنة لمراجعة مشروعات الرى والصرف الصحى بمحافظتى الإسكندرية والبحيرة، والمقرر لها مليار جنيه من صندوق (تحيا مصر)، بمشاركة أساتذة كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية على أن يتم الانتهاء من ذلك خلال الأسبوع المقبل لعرض النتائج. وأضاف: «معكم سيادة الرئيس الأمل لمصر تحت رايتكم سنقهر الصعاب، التحديات عظيمة والصعاب عديدة، لكن الشعب الأعظم به وبسيادتكم سنعبر».