تباينت ردود أفعال الأحزاب والقوى السياسية حول وثيقة الإخوان المسلمين التى تضمنت رؤية الجماعة للإصلاح السياسى، وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بقائمة موحدة بين القوى السياسية. وأبدى الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، موافقته على مبادرة الإخوان، لأنها تتوافق مع مبادئ حزب الوفد والتأكيد على مدنية الدولة وحظر إنشاء أحزاب على أساس دينى وإقرار المواطنة وحرية الاقتصاد، موضحاً أن حزب الوفد شارك فى إعداد هذه الوثيقة. واقترح «البدوى» تشكيل جبهة وحدة وطنية لخوض انتخابات مجلس الشعب، تضم جميع الأحزاب التى تؤمن بالمواطنة ومدنية الدولة، لأن هذه هى الطريقة الوحيدة لتحقيق أهداف الثورة، وتستطيع النهوض بمصر فى المرحلة المقبلة. وقال سامح عاشور، رئيس الحزب الناصرى، إن الحزب يوافق من حيث المبدأ على الدخول فى تحالف مع جماعة الإخوان المسلمين فى انتخابات مجلس الشعب المقبلة، ولكن يجب الاتفاق على التفاصيل المتعلقة بالبرنامج المشترك. وأوضح «عاشور» أن مبادرة الإخوان هى بعض تفسيرات الدستور القادم، ولا يختلف عليها أحد، وتضاف المبادرة إلى ما نتج عن مؤتمر مصر الأول. ورفض نبيل زكى، المتحدث باسم حزب التجمع، تحديد موقف الحزب من الوثيقة أو التحالف مع الإخوان، معللاً ذلك بأن الوثيقة لم ترد للحزب. وأوضح أن هناك تحركاً من حزب التجمع لتحالف الدولة المدنية، ودعوة كل الأحزاب والقوى السياسية دون جماعة الإخوان لأنها تؤمن بالدولة المدنية ذات المرجعية الدينية وهو أمر مرفوض من الحزب. وقال المهندس طارق الملط، المتحدث الرسمى لحزب الوسط الجديد، إن وثيقة جماعة الإخوان المسلمين لم تصل إلى الحزب ولم تتم دعوة قيادات الوسط للحديث حولها. وأوضح «الملط» أن الوثيقة تتضمن مبادئ عامة وتحتاج للحديث حول تفاصيلها، خاصة المحور المتعلق بالقائمة الموحدة للقوى الوطنية لخوض الانتخابات التشريعة المقبلة، موضحاً أن الوسط لا يمانع فى خوض الانتخابات من خلال تلك القائمة شريطة أن تكون على أرضية وطنية، مشيراً إلى اعتراض الحزب على سيطرة الإخوان على تلك القائمة. واقترح «الملط» أن يقوم حزب الوفد بتنسيق القائمة الموحدة. وأوضح عصام الشريف، ممثل الجبهة الحرة للتغيير السلمى داخل اتحاد شباب الثورة، أن جماعة الإخوان تجاهلت التيارات الشبابية التى دعت ونظمت الثورة المصرية البيضاء فى النقاش حول الوثيقة سواء بإرسال نسخة منها إليهم أو دعوتهم للحوار حولها، مشيراً إلى أن الجماعة تحتاج إلى مراجعة أفكارها فى التعامل والتواصل مع القوى السياسية، لأنها مازالت تستثنى بعض الأحزاب والحركات من الحوار، موضحاً أن ما جاء بالوثيقة يتعلق بالإخوان ومن يريد أن يتقاسم معهم عدد المقاعد النيابية فى الانتخابات المقبلة. وأشار بلال دياب، عضو ائتلاف شباب الثورة، إلى موافقة الائتلاف على ما تطرحه جماعة الإخوان بشأن خوض القوى الوطنية الانتخابات المقبلة بقائمة موحدة لإبعاد أكبر عدد من بقايا الحزب الوطنى وفلوله عن البرلمان، لافتاً إلى ضرورة إسناد وثيقة الإصلاح السياسى والديمقراطى إلى فصيل آخر غير جماعة الإخوان المسلمين، خاصة فى الوقت الحالى الذى نتحدث فيه عن الدولة المدنية، ويتحدث قادة الجماعة عن تطبيق الحدود.