منذ زواجهما قبل 5 سنوات، لم يكف «محمد. س» عن ضرب زوجته «ياسمين»، تارة بسبب ضيق ذات اليد ومصروفات المنزل وتارة أخرى بسبب حملها في طفل ثانٍ، حتى انتهى عمرها في إحدى المرات داخل منزلهما بمدينة النهضة بالسلام، وهى حامل في «طفلة» بالشهر الثامن. تزوج «محمد»، ويعمل سباكاً، من «ياسمين» عن قصة حب، واستمرت خطبتهما عاماً ونصف العام. وقالت سعاد عادل، عمة المتهم، ل«المصرى اليوم»، إن الأعباء المعيشية زادت عندما أنجبت الزوجة طفلتهما «بسملة»: «(محمد) كان يشتغل يوم ويوم، ويقوم بمصروفات المنزل أحياناً ويعجز عن تلبيتها كثيراً». وكانت الزوجة المجنى عليها تفى بطلبات المنزل، حيث عملت خادمة في أحد المنازل بالرحاب دون علم زوجها، وعندما يسألها عن مصدر الأشياء التي تحملها يومياً إلى البيت تجيبه: «أهلى بيساعدونى، وأحياناً أقترض منهم لحين الفرج». وأوضحت الحاجة أم السعد، إحدى الجيران، التي كانت تعرف بسر الزوجين، كحال كثيرين في المنطقة الشعبية التي يعرف سكانها كل شىء عن بعضهم البعض: «هنا البيوت كلها مفتوحة على بعض». وأضافت أن المشكلات بدأت تزداد، حيث عجزت «ياسمين» عن سد احتياجات المنزل لحملها في الشهر الثامن: «الست لم تستطع أن تخدم في المنازل لتدهور صحتها، والمتهم (محمد) كان ينتظر على المقاهى طوال اليوم لحين قدوم مأمورية عمل دون جدوى، وفى النهاية يرجع بيته فاضى». وتابعت: «قصدت المجنى عليها أكثر من مرة بيت عائلتها غضبانة ومصرة على الطلاق، لكن في النهاية تعود في كلامها، بنتها (بسملة) تمثل نقطة ضعفها، كانت لا ترغب في حرمان البنت من العيش مع والديها». يذكر نبيل على، أحد الجيران، أن المتهم كان يتحايل كثيراً على الزوجة لعودتها ثم يعاود ضربها من جديد، والجيران عرفوا باستيلاء المتهم على أموال زوجته التي استغاثت بنا، وقالت: «زوجى يأخذ فلوسى». وحَكَت إحدى عمات المتهم عن معيشة الزوجين، قائلة: «آخر مرة كنت في زيارة لهما كان البيت خالياً من الطعام، واقترضا منى قيمة إيجار الشقة، والفقر هو الذي أجبر الزوجين على تلك النهاية المأساوية، فكانت الزوجة على كل حال صبورة وصاحبة خلق عظيم». واكتفت والدة المجنى عليها بالدعاء على المتهم: «عمره ما شال هم لأنه لم يعتد العمل»، مطالبة بالقِصاص لابنتها وجنينها: «قتل روحين والمفروض ياخد إعدام». وتلقى قسم شرطة السلام ثانٍ بلاغاً من الأهالى بالعثور على جثة سيدة داخل شقتها بمنطقة النهضة، وتبين من التحقيقات أن زوجها هو مَن أقدم على قتلها، وأن المتهم استل «مفكاً» وضرب زوجته في بطنها ورأسها حتى سقطت جثة هامدة، فحاول خداع الأهالى بأن زوجته الحامل تنزف بشدة، وعندما استعان بطبيب خاص لغياب الإسعاف، كانت قد لفظت أنفاسها الأخيرة. وكانت النيابة العامة قد أمرت بحبس المتهم 4 أيام، جددها قاضى المعارضات 15 يوماً على ذمة التحقيقات.
