سجل الآن.. خطوات التقديم للصف الأول الثانوي إلكترونيًا عبر الموقع الرسمي (رابط مفعل)    القوات المسلحة تحتفل بالعام الهجري الجديد    ميناء دمياط يستقبل 12 سفينة متنوعة خلال 24 ساعة    عيار 21 الآن بعد التراجع الأخير.. أسعار الذهب في منتصف تعاملات اليوم الجمعة (التفاصيل)    السقطي يدعو لتأسيس مكتب فنى بكل وزارة لخدمة المستثمرين    بتكلفة 750 مليون جنيه.. تطوير ورفع كفاءة مداخل مجمع الفيروز الطبي بطور سيناء    الإجمالي 611 ألف طن.. استمرار توريد محصول القمح لصوامع وشون الشرقية    مسئول روسي: وفاة طفلة في تجدد هجمات المسيرات الأوكرانية جنوب البلاد    "حزب الله" يعلن استهداف مواقع إسرائيلية وتحقيق إصابات مباشرة    القوات البحرية تستقبل وفدًا من الأمم المتحدة    بيرناردو سيلفا: دموع رونالدو طبيعية نحن بشر    ليفربول: مفاوضاتنا مع صلاح سرية    غدا.. أختبارات البراعم في نادي محافظة الفيوم    بقصد الاتجار.. حبس المتهم بحيازة أقراص مخدرة في الوراق    استمرار المراجعات النهائية لمادة الكيمياء للثانوية العامة بسمنود    إصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين «ربع نقل» بسوهاج    حريق هائل بمنزل بالدقهلية والحماية المدنية تحاول السيطرة عليه    ب«الأبيض والأسود».. أصالة تخطف الأنظار بإطلالتين في حفل ليلة وردة    هاجر أحمد تتعرض لأزمة صحية ووضعها على جهاز تنفس صناعى    فى ذكرى رحيل رجاء الجداوى.. أبرز محطات الفن والحب والرسالة الأخيرة    الصحة تنظم البرنامج التدريبي الدولي لعلاج إصابات العظام وتثبيت الكسور    مدبولي: توجيهات من الرئيس بالتواصل مع المواطنين وحل شكاويهم    محافظ الشرقية يشرف على إصلاح خط مياه الشرب الرئيسي بمدينة الزقازيق    مقتل شاب بعدة طعنات في مشاجرة بالبساتين    "يويفا" يقرر إيقاف بيلينجهام مع إيقاف التنفيذ وتغريمه 30 ألف يورو    الخارجية الروسية تُحذر: سنرد على احتمال طرد دبلوماسيين من بعثتها لدى مولدوفا    أوربان يلتقي بوتين في إطار «مهمة سلام» بشأن الأزمة الأوكرانية    مهرجان شرم الشيخ للمسرح الشبابي، تفاصيل مسابقة فاطمة المعدول للتأليف    8 أسابيع من البهجة بمهرجان العلمين في دورته الثانية    مراسل «القاهرة الإخبارية»: طائرات الاحتلال تقصف منزلا في مخيم النصيرات وسط غزة    شيخ الأزهر يزور مؤسسة دار القرآن جاكيم في العاصمة الماليزية كوالالمبور    «صباح الخير يا مصر».. طبيب مصري يفوز بالمركز الأول في حفظ القرآن بمسابقة التبيان الدولية الأمريكية    اختتام فعاليات المؤتمر العلمي الأول لنقابة العلميين في الدقهلية (صور)    الدكتور أحمد الطيب: الجرأة على التكفير والتفسيق والتبديع كفيلة بهدم المجتمع الإسلامى    وزيرة البيئة تتابع إنشاء أول محطة لتحويل المخلفات لطاقة كهربائية بأبو رواش    دراسة طبية حديثة تكشف فوائد تناول الحليب الذهبي وتأثيره على الصحة العامة    أسبوع رئاسي حاسم.. قرارات جمهورية قوية وتكليفات مهمة للحكومة الجديدة    «إكسترا نيوز»: القضية الفلسطينية ودعم غزة حاضرة بقوة في مهرجان العلمين    مهرجان المسرح المصري يكرم الفنان حسن العدل في افتتاح دورته ال 17    الرئيس السيسي يهنئ الجاليات المصرية المسلمة بالخارج بمناسبة حلول العام الهجري الجديد    ارتفاع أسعار النفط للأسبوع الرابع على التوالى وسط توقعات بانخفاض الطلب    الأعمال المستحبة في بداية السنة الهجرية لتجديد الإيمان والرجوع إلى الله    المحكمة تحدد مصير حسين الشحات بتهمة التعدى على الشيبى 9 يوليو    سيولة وانتظام حركة السيارات في القاهرة والجيزة.. النشرة المرورية    قبل النوم.. فوائد مذهلة للجسم بعد تناول هذا المشروب ليلاً    الرئاسة التركية: موعد زيارة بوتين إلى تركيا لم يتحدد بعد    رئيس جامعة القاهرة: وزير العدل قيمة قضائية كبيرة حصل على ثقة القيادة السياسية لكفاءته    وزير البترول يتابع ضخ الغاز لشبكة الكهرباء للانتهاء من تخفيف الأحمال قريبًا    أسباب حدوث المياه البيضاء الخلقية عند الأطفال    دعاء الجمعة الأخيرة من العام الهجري.. «اللهم اغفر لنا ذنوبنا»    نص خطبة الجمعة اليوم.. «الهجرة النبوية المشرفة وحديث القرآن عن المهاجرين»    سي إن إن: الساعات القادمة قد تكون حاسمة في حياة بايدن السياسية    لامين يامال: لن ألعب أبدًا لريال مدريد    «كاف» يوقع عقوبة مالية على صامويل إيتو بسبب اتهامات بالتلاعب    تامر عبدالحميد يوجه رسالة حادة لمجلس الزمالك بعد حل أزمة الرخصة الإفريقية    ياسر صادق يكشف عن تخبط في تعيين الحكام في دورة الترقي بسبب واقعة نادر قمر الدولة    «الدواء موجود وصرفه متأخر».. الصحة: تحقيق عاجل مع مسؤولي مستشفيات الإسكندرية    كواليس أزمة قائمة المنتخب الأولمبي وتأجيل الدوري المصري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الحبيب الجفري: التجديد مطلب شرعي لم يتوقف على مدى قرون (صور)
نشر في المصري اليوم يوم 17 - 10 - 2018

أكد الداعية الحبيب على الجفري أنَّ التجديد حقيقة ثابتة ومطلب شرعي، ولم يتوقف على مدى القرون، غير أنه يتراوح بين القوة والضعف، والأخذ بنتاجه أو إهماله، و«كم مضى في تاريخنا من مجددين أُغفِل نتاج تجديدهم، وتجوهلت ثمار جهودهم، إما جهلًا أو تعصًبا أو جمودًا أو حسدًا أو إهمالًا، أو غفلة عن أهمية ما قاموا به، وقد مرت علينا قرون من إهمال جهود المجددين في مختلف المجالات حتى غدا السمت العام للخطاب الشرعي جامدًا على موروثٍ أصولُه ثابتة وفروعُه ذاوية بعد أن كانت في السماء، فإنَّ الشجرة إذا أُغفلت ولم تُتَعَهَّد بالرعاية وقص الفروع الذاوية توقف ارتفاعها، وضعف نتاجها، وسارع إليها الهرم».
وأضاف «الجفرى»، خلال كلمته، الأربعاء، بالجلسة الثالثة باليوم الثانى لمؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم المنعقد تحت عنوان «التجديد في الفتوى بين النظرية والتطبيق» بمشاركة وفود وعلماء 73 دولة: «يصاحب هذا العناء معترك داخلي مع المثقفين أو المتثاقفين الذين يشنون الهجمة تلو الهجمة على الموروث الشرعي على نحو بدأ فيه الهجوم بتحقير الموروث الفقهي الناتج عن اجتهادات فقهاء الأمة العظام، واتهامه بجرائم تتعلق بحقوق الإنسان المعاصرة، مع إغفال أنَّ هذه المعايير مستحدثة لم يكن لها وجود في أزمنتهم، وإغفال أنَّ مسائلهم الاجتهادية هي نتاج جهد بشري مبارك، أصاب فيه القائمون عليه وأخطؤوا، وكان في بعض اجتهاداتهم ما يناسب ثقافة عصرهم ولا يناسب متغيرات زماننا المعتبرة».
وتابع: «ثمّ تصاعدت الهجمات إلى مصادر التشريع طعنًا في صحيح السنة وفي قواعد الجرح والتعديل التي بها يُميَّز الصحيح من الضعيف، ليصل عن قريب إلى التشكيك الجزئي في آيات من القرآن هدمًا لأصل الدين، ونحن في تفاعلنا مع هذا الهدم المنظم مشغولون بالإجابات الجزئية والردود التفصيلية عن تناول النموذج المعرفي الذي تنطلق منه هذه الهجمات وتفنيده من خلال نموذجنا المعرفي، ولعل الإشكال الذي حال بين تناولنا لهذا وذاك عبر رؤية معرفية شاملة هو تأخرنا عن تجديد نموذجنا المعرفي واستخراج الرؤى الأوسع لمفهوم حقوق الإنسان انطلاقًا من مكونات هذا النموذج المعرفي».
وأشار الداعية إلى أنه «نتج عن ذلك تأخرنا عن مستوى الشراكة العالمية في صياغة مفاهيم حقوق الإنسان، واحتجابنا عن مستوى الاشتباك المعرفي المبني على مبدأ اعتبار التنوع محفّزًا على التعارف، فتحولنا إلى التترس خلف الشريعة والخصوصية الثقافية، على الرغم من أنّ الخطاب الإلهي وجهنا إلى نشر ما أوحي إلينا عبر الحكمة في المحتوى والأسلوب، والموعظة الحسنة التي تلامس القلوب فتحرك الفطرة الكامنة، والجدل المعرفي بالتي هي أحسن: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}».
وذكر أن جوهر التجديد في إحياء مفهوم الشراكة القائمة على تجديد النموذج المعرفي المسلم، وفتح الباب أمام إسهامه في صياغة المنطلقات الأساسية لمفاهيم الحقوق وما يترتب عليها من معاهدات تتحول إلى قوانين، حيث أن أصل هذه الشراكة قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}، وهذه الشراكة المنبثقة عن الأخذ بمقتضى الحكمة الإلهية من وجود التنوع تقوم على مبدأ التعارف الذي يتجاوز التفاضل بحسب الجنس والعرق واللون والإمكانيات المعرفية والعسكرية والاقتصادية.
وأوضح أن هذه الشراكة تتجاوز ذلك إلى ما هو أعمق منه، حيث تُجرِّدُ الإنسان من صلاحية الحكم على نظيره، فتحيل مبدأ التفاضل إلى الله، وتخلص النفس البشرية من رعونة المفاخرة والمكاثرة والاستقواء، وتخبر الإنسان بأن الأفضلية لا تقاس بالمقياس البشري، وليس من حق البشر الحكم بعضهم على بعض، فإنهم جميعًا مشمولون بعموم التكريم الإلهي: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء: 70)، وأما الأكرم من بين المكرمين فهو أمرٌ عند الله وليس من شأن الإنسان أن يقرره أو يحكم به {إنَّ أكرَمَكم عندَ الله..} فهي عند الله لا تكون مبنية على جنس ولا عرق ولا لون بل أساسها التقوى {.. أتقاكم}، والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأن التقوى أمرٌ قلبي غيبي لا يقاس بظاهر قول أو ظاهر فعل عندما أشار إلى صدره الشريف وقال صلى الله عليه وسلم: «التقوى هاهُنا».
وأردف «الجفرى»، قائلا إن الشرائع السماوية جاءت من لدن أبينا آدم إلى سيدنا محمِّد، صلى الله وسلَّم عليهما وعلى سائر الأنبياء والمرسلين، موضحةً أمر الحقوق الخاصة والعامة، ومبيّنةً ما للفرد والمجتمع، وما على كل منهما، وقد عُرف الحديث عن حقوق الإنسان قديمًا في الفلسفة البشرية؛ فقد تحدث «بوذا» وفلاسفة الهند عن الأخطار المحدقة بالإنسان بسبب العنف والفقر والاستغلال، وصاغت الحضارة الهندية قانون «مانوا» قبل الميلاد بأكثر من ألف عام، وكان لفلاسفة الحضارة الصينية وقفاتٌ أمام حقوق الإنسان الأساسية في الحياة والسعادة، حتى نسب إلى «كونفوشيوس» قوله: «الإنسان لا يتعلم المدنية إلا عندما يُطعَم ويُكسى بصورة لائقة» واعتنى فلاسفة اليونان بحق الإنسان في الحياة وفي حرية التعبير والمساواة أمام السلطة وغيرها، وكان لدى العرب قبل الإسلام أعراف راسخة في الحقوق أثناء السلم والحرب.
ولفت الداعية إلى أن مسيرة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وما تبعه من معاهدات وملحقات شهدت العديدَ من الإشكاليات والتحفظات، ولم تكن مقصورة على المسلمين، بل شهدت العديد من جولات النقاش والجدل من مختلف الخلفيات والثقافات وحتى الدول الكبرى، وترفض الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بشرعية المحكمة الجنائية الدولية التي تحكم في القضايا المتعلقة بالجرائم ضد الانسانية.
وأضاف: «كان للدول الإسلامية صولات وجولات في التعامل مع نصوص المعاهدات المتعلقة بحقوق الإنسان تراوحت بين التحفظِ، لاعتبار النقاط المتحفظ عليها مخالفة للشريعة الإسلامية، وكونِها تتعارض مع الدساتير والقوانين الوطنية، كما طرأت على المنطقة تغيرات متوالية على مستوى الحكومات والمؤسسات الدينية والشعوب، فالحكومات المسلمة تتعرض لضغوطات متعددة منذ الاعتداء الأمريكي على أفغانستان والعراق تضاعفت وتيرتها في مرحلة الثورات سنة 2011، وما ترتب عليها من دمار واشتعال للصراع الإقليمي، مما جعل قدرتها على مقاومة الضغوط المتعلقة بالمعاهدات تفتقد قدرًا غير قليل من صلابتها، وكذلك فقدت الشعوب الكثير من حماستها تجاه القضايا الدينية بسبب استغلال الجماعات الإسلامية للشريعة المطهّرة في صراعاتها وتنافساتها على السلطة، وساورت الشكوك شرائح متسعة من الشباب تجاه الخطاب الديني لهول ما ظهر من الجرائم التي ارتكبتها التنظيمات المسلحة باسم الدين».
وتابع «الجفرى»: «أيضًا فقدت المؤسسات الدينية الأصيلة قدرًا غير قليل من تأثيرها ومرجعيتها على إثر التشكيك المتراكم الذي مارسته الجماعات الإسلامية في مصداقية هذه المؤسسات، ثم جاء دور متطرفي العلمانيين و»الحداثيين«ليكملوا ما بدأته الجماعات الإسلامية المتطرفة في حماسة غير مسبوقة، فتوالت حملاتهم الطاعنة في هذه المؤسسات العريقة وفي أهليتها وسلامة مناهجها، وكأنهم الخلف المعد لهذه الجماعات ويتطلّب هذا، مع ما سبق، نظرًا جادًّا في لب الإشكالية والعمل على جوهر التجديد».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.