اعترف الدكتور أشرف صبحى، وزير الشباب والرياضة، بأن هناك العديد من الأزمات التى تحاصر الرياضة المصرية فى المرحلة الراهنة، وأن الحديث عنها أثر على العديد من الإيجابيات التى تشهدها الساحة سواء على صعيد إنجازات المنتخبات الوطنية فى الألعاب الجماعية والفردية أو رعاية وإعداد الأبطال الأوليمبيين. وأكد «صبحى» أن الرياضة المصرية تعانى سلبيات قانون الرياضة، بعدما أثبتت التجربة والتطبيق العملى الحاجة إلى تعديل بعض بنوده، خاصة فى ظل وجود عدم وضوح فى تفسير بعض المواد من جانب الأطراف المتنازعة- وفقاً لرؤيته- وهو ما يحتاج إلى تدخل قضائى من جانب مركز التسوية لحسم الخلافات. وأوضح أن علاقته قوية باللجنة الأوليمبية فى ظل احترامه المواثيق الأوليمبية والدولية، وأن أى تعديل للقانون لابد أن يكون بموافقة مجلس «الأوليمبية». وشدد على أنه بحكم منصبه، هو الأب الشرعى للرياضة المصرية، وأنه لا ينحاز إلى طرف على حساب الآخر، وفى الوقت نفسه لا يتهاون فى أى مخالفات، وأنه بحث مع رئيس «الكاف» أحمد أحمد تداعيات إيقاف مرتضى منصور، رئيس الزمالك، كما أنه يبحث قرارات إيقاف اللجنة الأوليمبية ل«منصور» فى ضوء القانون، وأن ما يحكمه هو الصالح العام فى التدخل لحل أى أزمة. وكشف عن تشكيل لجنة خاصة لبحث ردود الأهلى على ما يتعلق بوجود مخالفات بتلقى أموال وهدايا خارجية دون الحصول على موافقة الجهة الإدارية، والعديد من الحقائق والمفاجآت فى نص الحوار التالى: ■ كيف ترى الأزمات على الساحة الرياضية على الصعيدين المحلى والقارى؟ - الساحة الرياضية بها العديد من الإيجابيات، ومن الطبيعى أن تكون بها أزمات، خاصة إذا كانت تتعلق بقضايا جماهيرية، والساعات الأخيرة شهدت أكثر من أزمة، ونسعى جاهدين لحلها، خاصة أن الرياضة ليست ساحة للخلاف بقدر ما هى وسيلة لتقريب وجهات النظر. ■ بماذا تفسر صمت الوزارة عما يدور من أزمات؟ - وزارة الرياضة تتدخل فى إطار القانون واحترام المواثيق الدولية، وأؤكد أننى لا أتهاون فى أى مخالفات تتعارض مع القانون، وأعمل بكل شفافية ووضوح، ويتم إعلان النتائج فى وقتها، ولكن ليس مطلوباً أن يتم الحديث عن أى إجراء تتخذه الوزارة فى وسائل الإعلام قبل انتهاء التحقيقات وإعلان النتائج، فنحن نحترم الإعلام، ونتواصل معه بقوة، ونبلغه بالنتائج بكل شفافية. ■ هل تحدثتَ مع أحمد أحمد، رئيس «كاف»، عن أزمة إيقاف مرتضى منصور؟ - من الطبيعى أن أتحدث مع رئيس الاتحاد الأفريقى عن أى أزمة تتعلق بأمور تخص الرياضة المصرية، ولكن الحديث كان فى إطار الصالح العام والاستفسار، خاصة أن وزارة الرياضة لا تتدخل فى عمل الاتحادات المصرية أو القارية أو الدولية، وعموماً رئيس الزمالك كما علم الجميع تم اتخاذ قرار بإيقافه من قِبَل «كاف»، واللوائح تعطيه الحق فى التظلم أمام لجنة القيم، ثم اللجوء إلى المحكمة الرياضية، ونحن فى انتظار ما ستسفر عنه التحركات التى تمت على مدار الساعات الماضية من نتائج. ■ وكيف ترى قرار اللجنة الأوليمبية بإيقاف «منصور»؟ - وزارة الرياضة تعمل فى إطار القانون، والذى نقره ونعترف به أن التجربة أثبتت وجود بعض الأخطاء التى تحتاج تعديلاً، والكثيرون يطالبون بتدخل وزارة الرياضة، ونحن نتابع أزمة اللجنة الأوليمبية مع رئيس نادى الزمالك، ولكن تدخلنا يكون فى إطار القانون. ■ هل وزارة الرياضة تدعم «منصور» على حساب اللجنة الأوليمبية؟ - نحن لا ندعم طرفاً على حساب طرف، ووفقاً للقانون، وبحكم منصبى، فأنا الأب الشرعى للرياضة المصرية، ولابد أن يكون أى قرار أصدره قائماً على العدالة والشفافية، ولا أنحاز لطرف على حساب الآخر، وفى أى أزمة تحدث أستمع لجميع وجهات النظر، فأزمة الزمالك مع «الأوليمبية» بدأت حول الخلاف على صحة أو بطلان الجمعية العمومية، ووزارة الرياضة، وفقاً للقانون، مراقب وليست صاحبة القرار، وفى ظل تفسير طرف للقانون، وفقاً لرؤيته، فإن الأفضل الاحتكام للقضاء ومركز التسوية لحسم الجدل. ■ ما حقيقة وجود تهديدات أفريقية بنقل مقر «كاف»؟ - كلام غير صحيح، وعلى مسؤوليتى الشخصية، مقر الاتحاد الأفريقى لكرة القدم «كاف» لن يتم نقله، وتحدثت مع أحمد أحمد، رئيس الاتحاد، فى اجتماع سابق، وتكرر الحديث، على هامش الجمعية العمومية، والجديد أن الدولة تتخذ إجراءات إضافية لدعم استمرار «كاف» وكل الاتحادات الأفريقية الموجودة فى مصر. ■ ما الإجراءات الجديدة؟ - حصلنا على موافقة من مجلس الوزراء بزيادة وتوسعة مقر «كاف» فى 6 أكتوبر، مع الاستجابة لجميع مطالب الاتحاد من تسهيلات لضمان سهولة العمل، فضلاً عن رصد ميزانية جديدة لدعم المقار الأفريقية لجميع الاتحادات الموجودة فى مصر، فى إطار خطة الدولة لتشجيع تواجد مقار الاتحادات الدولية والقارية فى مصر، مع تشجيع استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، كما حدث فى استضافة الجمعية العمومية ل«كاف» بشرم الشيخ. ■ كيف ترى تنظيم عمومية «كاف» وإقامتها بشرم الشيخ؟ - أمر مشرف ورسالة إلى العالم أجمع، خاصة فى ظل وجود «إنفانتينو»، رئيس الاتحاد الدولى، ومتابعة جميع وسائل الإعلام العالمية لعمومية القارة السمراء، بحضور رئيس «كاف» والمكتب التنفيذى ورؤساء الاتحادات الأفريقية، وهو ما يسهم فى نشر وجه مصر الحضارى والسياحى وتدعيم التعاون بين مصر وأفريقيا، وأنا سعيد بالنتائج المثمرة لاجتماع الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقى خلال انعقاد اجتماعهم بشرم الشيخ، بما يسهم فى دعم وتنمية كرة القدم الأفريقية. ■ ما أبرز ما تضمنته كلمتك أمام عمومية «كاف»؟ - التركيز على أن الرياضة أحد أهم الجسور التى تعمل على تحقيق التواصل والترابط بين الأوطان، ومنها كرة القدم، أكثر الرياضات شهرةً فى العالم، والتى تُعد وسيلة فاعلة فى نشر السلام وتعليم التسامح وتقبل الآخر ونبذ العنف والكراهية والتعصب، وطالبت الاتحادات الرياضية فى مختلف دول العالم بالعمل على نشر ثقافة ممارسة الرياضة. ■ لماذا ركزتَ فى كلمتك على مشروع اكتشاف المواهب فى مصر؟ - حديثى عن المشروع القومى للكشف عن الموهبة فى كرة القدم، والذى تتبناه وزارة الرياضة، رسالة إلى مسؤولى الاتحاد الأفريقى لكرة القدم لتشجيع الاتحادات المحلية على وضع آليات وسياسات محددة للكشف عن مواهب القارة السمراء، حيث أكدت أن مشروع «الألف محترف» يعمل على إعداد المواهب وتأهيلها للاحتراف، بالتعاون مع الاتحاد المصرى لكرة القدم، ليكون المشروع بادرة أولى لإنتاج وإفراز لاعبين مصريين عالميين، وهو ما سينعكس على تطور كرة القدم المصرية والأفريقية. ■ كيف ترى قرار «كاف» بزيادة عدد المنتخبات فى البطولة الأفريقية إلى 24 نادياً؟ - تحدثت فى كلمتى أمام «كاف» عن ثقتى فى رؤية الاتحاد الأفريقى فى تحقيق مزيد من الازدهار والنهضة الحقيقية والتطورات المستمرة للكرة الأفريقية من أجل أن تحتل المكانة التى تليق بها على المستوى العالمى، وتأكيد دعمى قرار «كاف» بزيادة عدد منتخبات بطولة كأس الأمم الأفريقية إلى 24 منتخباً بدلاً من 16 منتخباً، مع إقامة البطولة فى فصل الصيف. ■ كيف ترى قدرة مصر على استضافة الأحداث الرياضية الكبرى؟ - أكدت- خلال كلمتى ل«كاف»- أننا نمتلك ثروة إنشائية هائلة، وقادرون على استضافة العديد من البطولات الرياضية الدولية على مدار العام، مُرحِّباً باستضافة بطولات الاتحاد الأفريقى لكرة القدم فى أى وقت، مُقدِّماً الشكر والتقدير للاتحاد الأفريقى لكرة القدم على إسناد ملف استضافة بطولة أمم أفريقيا لكرة القدم الشاطئية إلى مصر، والمزمع إقامتها فى شهر ديسمبر القادم، بمدينة شرم الشيخ، بالإضافة إلى استضافة مصر منافسات كأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة خلال العام القادم. ■ ما آخر المستجدات بالنسبة لأزمة محمد صلاح واتحاد الكرة؟ - محمد صلاح قيمة كبيرة وفخر لكل مصر وعربى ويحظى بحب وتقدير العالم أجمعه ودعمه واجب وطنى وسعيد جداً بمؤازرة ووقوف الجميع مع «صلاح» لاستعادة مستواه وكامل قدراته التهديفية، وأعتقد أن أزماته مع اتحاد الكرة اقتربت من الحل جميعها، وكما قلت، فإن الدولة، متمثلة فى وزارة الرياضة، تدعم كل المحترفين باعتبارهم واجهة لمصر. ■ كيف ترى أزمة تعديل القانون مع اللجنة الأوليمبية؟ - قانون الرياضة صدر منذ ما يقرب من العام، وهو قانون يحمل الكثير من الإيجابيات نتيجة جهد كبير من جانب جميع القائمين على إعداده، ولكن التطبيق على أرض الواقع أثبت وجود بعض السلبيات التى تحتاج تعديلاً، وهو الأمر الذى تم اقتراحه على مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية. ■ ما النتائج التى أسفرت عنها المباحثات مع «الأوليمبية»؟ - تم الاتفاق على تشكيل لجنة تضم قيادات من وزارة الرياضة واللجنة الأوليمبية وخبراء قانونيين وتنفيذيين، مع دعوة أعضاء مجلس النواب، للمشاركة فى فعاليات اجتماع اللجنة، خاصة أن الجميع يهدف للصالح العام وليس لمكاسب شخصية. ■ كيف ترى إعلان اللجنة الأوليمبية رؤيتها أن القانون لا يحتاج تعديلات عاجلة؟ - اللجنة الأوليمبية لها وجهة نظرها، التى تتم مناقشتها بكل شفافية ووضوح، ووزارة الرياضة من حقها طرح وجهة نظرها بشأن التعديلات المقترحة، فى ضوء احترام الدستور المصرى والمواثيق الدولية والأوليمبية. ■ هل يتحول الأمر إلى صراع سلطات بين الوزارة و«الأوليمبية»؟ - لا يوجد صراع سلطات، وعلاقتنا ب«الأوليمبية» قوية، والخلاف فى وجهات النظر طبيعى ومنطقى، ووزارة الرياضة لا تتدخل فى أمور الجمعيات العمومية أو الأمور الفنية، ولكن من حقها التواجد والتدخل فيما يتعلق باحترام الدستور ويسهم فى وضع حد للخلافات والصراعات، خاصة أن أى أزمة تحدث يطالب فيها الجميع بتدخل وزارة الرياضة، باعتبارها ممثلة للدولة، فى حين أن القانون منح كل الصلاحيات للجنة الأوليمبية، ومع ذلك نسهم فى حل جميع الأزمات من أجل الصالح العام، وأتمنى أن نصل إلى أى اتفاق وتوافق فى الرؤية حول تعديل القانون، خاصة- كما قلت وأكرر دائماً- أن الأمر لا يتعلق بصراع سلطات، وإنما بالصالح العام، خاصة أنه لا يخفى على أحد أننا ورثنا إرثاً به العديد من الأزمات، التى نسعى دائماً لحلها. ■ ما آخر المستجدات بالنسبة للتحقيق فى مخالفات الأهلى؟ - مجلس إدارة الأهلى أرسل ردا لوزارة الرياضة على ملاحظات لجنة التفتيش من قبل الوزارة بشأن الحصول على دعم دون موافقة الجهة الإدارية، وتم تشكيل لجنة خاصة من الوزارة لبحث رد النادى الأهلى، وهى تقوم بعملها فى المرحلة الراهنة وبمجرد الانتهاء من فحص الرد سيتم الإعلان رسميا عن النتائج فى إطار خطة الشفافية التى تتبعها الوزارة، ولم نغلق الملف كما تردد. ■ كيف ترى المشاركة فى انتخابات مراكز الشباب؟ سعيد بما تشهده مراكز الشباب من إقبال كثيف على الانتخابات فى محافظات الجمهورية المختلفة، بما يؤكد استرداد المراكز دورها بعد غياب 10 سنوات توقفت خلالها الانتخابات، والإقبال على معظم لجان الانتخابات فى مراكز الشباب على مستوى الجمهورية يؤكد قدرة شباب مصر على صناعة الفارق، وأن الشباب هم من سيديرون مراكز الشباب خلال المرحلة المقبلة فى إطار تعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحول مراكز الشباب لخدمة المجتمع ومنبر للوعى الثقافى ومراكز للتنوير وخدمة المجتمع. والانتخابات تجرى حاليا فى 1432 مركز شباب. وعلى سبيل المثال، فإن محافظة الغربية بها 282 مركزاً، منها 15 أعضاء بالاتحادات الرياضية وتتبع اللجنة الأوليمبية المصرية، وتجرى الانتخابات على 267 مركز شباب غير أعضاء بالاتحادات الرياضية. ■ ما الرسالة التى توجهها للشباب المصرى؟ كل الشكر لشباب مصر العظيم الذى لبى دعوتى للمشاركة فى انتخابات مراكز الشباب، والشباب هم قادة هذا الوطن وصُنّاع مجده على مر التاريخ، ومصر دائما تحيا بشبابها المخلصين، الذين يساهمون فى التصدى لأى محاولات للنيل من مقدسات مصرنا الحبيبة. وادعو كل فئات الشعب ممن لهم حق التصويت فى انتخابات مراكز الشباب، للمشاركة الجادة والفعلية فيما تبقى من انتخابات فى عدد من مراكز شباب الجمهورية، والتى ستنتهى فى منتصف ديسمبر المقبل. واشكر السادة القضاة ورجال الشرطة الذين ساهموا بشكل كبير فى نجاح الانتخابات والحفاظ على سير العملية الانتخابية وإزالة أى مشكلة من شأنها إعاقة العملية الانتخابية.
