فى لقاء صريح نابع من القلب بين الرئيس والشباب فى مؤتمرهم السادس المنعقد فى جامعة القاهرة وتحديداً فى فقرة «اسأل الرئيس»، فمن ضمن ما قاله الرئيس عبدالفتاح السيسى هو استعداد الدولة لإنشاء مراكز لإعداد الشبات والشبان للزواج، بعد أن تفشت ظاهرة الطلاق بين الشباب المتزوج حديثاً، وهذا ليس أول مرة يعبر السيد الرئيس عن قلقه تجاه هذه الظاهرة، وقد استكملت الوزيرة النشطة الدكتورة غادة والى، وزيرة التضامن الاجتماعى الشرح، وأوضحت أن للوزارة دراسات تقوم بها حالياً لإنشاء مراكز المشورة الأسرية، ونحن نثنى على هذه المبادرة المهمة، لأن الطلاق أصبح ظاهرة مرضية فى مجتمعنا، خاصة بين الشباب لأسباب كثير منها سطحى ينم عن قلة خبرة أو وعى. اسمحولى أن أقدم لكم خبرة الكنيسة الكاثوليكية فى هذا الشأن، فقد أصدر القديس البابا يوحنا بولس الثانى عام 1991 قانوناً كنسياً حول الزواج ومن تاريخه، لا يمكن إتمام زواج ومباركة فى الكنيسة الكاثوليكية إلا إذا مر على الخطوبة أكثر من ستة أشهر وانخرط المقبلون على الزواج فى دورة إعداد للزواج وأصبحت الكنائس الكاثوليكية فى العالم كله ملزمة بإعداد المقبلين لديها على الزواج. وفى مصر منذ 1997 بقرار من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك تم تفعيل القانون الكنسى الصادر عام 1991 ومنذ ذلك الحين لا يتم عقد زواج كاثوليكى إلا إذا انخرط المقبلون على الزواج فى الدورة للإعداد وأصبح لدى الأبرشيات المختلفة فى القاهرة والدلتا والصعيد مراكز لإعداد المقبلين على الزواج. وقد لاحظ آباء الكنيسة انخفاض مطرد فى حالات الانفصال بسبب هذه الدورات، هذا ليس معناه أن الخلافات بين الأزواج زالت ولكن على الأقل اكتسب الزوجان مهارات للحوار بينهما لحل مشاكلهما. مناهج هذه الدورات تدور حول - الزواج من الناحية الروحية ولماذا الله شرع الزواج - ولماذا الزواج ما بين رجل وامرأة - والزواج من الناحية القانونية - وكيفية إدارة الغضب والخلافات الزوجية - الزواج والمعنى الإنسانى للجنس مع شرح علمى كامل لهذا الموضوع من الناحية التشريحية والنفسية والعاطفية – وتنظيم النسل – كذلك كيفية إعداد ميزانية البيت وترتيب الأولويات وإلى آخره من المواضيع المرتبطة بالزواج، كما تتم دورات خاصة للآباء والأمهات لرفع التوعية على كيفية تربية أبنائهم تربية صحيحة ومتابعة الكنيسة للأسر الحديثة. كذلك الكنيسة الأرثوذكسية منذ اعتلاء قداسة البابا تواضروس الثانى أسرة البطرسية والكنيسة الإنجيلية أصبحت تنشئ هذه المراكز لما لها من منفعة للمتزوجين حديثاً، قوة مصر فى أن 65 % من شعبها من الشباب وعليهم أن يرسموا لأنفسهم مستقبلهم والدولة وجمعيات المجتمع المدنى والهيئات الدينية عليها المسؤولية فى إعداد الشباب والشابات للمستقبل ليس فقط من الناحية الاقتصادية وإيجاد وظيفة وسكن ومشفى ولكن الاهتمام النفسى والتربوى لمواجهة تحديات الحياة التى أصبحت كبيرة وكثيرة وتلقى بظلالها على المتزوجين حديثاً، فلنعمل جميعاً على مساعدتهم وإرشادهم لما هو صحيح.
