فى رسالة تحذير جديدة، قالت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» إن العالم يواجه تحدياً خطيراً يتمثل فى نضوب ونفاد المياه، سواء الجوفية أو السطحية الموجودة على كوكب الأرض. وأوضحت «ناسا»، فى دراسة علمية حديثة، أن شح المياه بات خطر القرن الحالى، وحددت 19 منطقة تعانى نفاداً حاداً فى مقدمتها الشرق الأوسط. وأضافت الدراسة التى أجرتها ناسا على مدار 14 عاماً باستخدام الأقمار الصناعية، وغطت نحو 34 منطقة، أن نحو 5 مليارات شخص يعيشون فى مناطق مهددة بالجفاف ونضوب المياه، من بينهم سكان الشرق الأوسط، وقالت إن السعودية وحدها فقدت 1.6 مليار طن من المياه الجوفية على مدار 14 عاماً متتالية ما بين 2002- 2016. وقال عالم الهيدرولوجيا، ماثيو رودل، الذى قاد فريق البحث، إن المشكلة فى السعودية أن المياه الجوفية لا تعوض بسرعة، خاصة أنه إقليم جاف ويحتاج إلى مياه غزيرة لاختراق التربة وتغذية المياه الجوفية، مضيفاً أن المياه الجوفية الموجودة فى السعودية تغذت منذ عشرات آلاف السنين، وبالتالى إذا خرجت هذه المياه لرى المحاصيل الزراعية فإنها تنفد. وتابع «رودل»: «تابعنا منطقة واسعة جنوب بحر قزوين تغطى جزءا كبيرا من الشرق الأوسط، مثل إيران والعراق وسوريا، ورأينا فى تلك المنطقة انخفاضاً حاداً فى حجم المياه الجوفية لأسباب عدة، منها استخدام المياه الجوفية لرى المحاصيل الزراعية فى مناطق جافة يتباطأ فيها تعويض المياه، وثمة سببان آخران لنضوب المياه يتمثلان فى النمو السكانى والتغير المناخى». وحذرت «ناسا» من أن عجز الحكومات عن إدارة موارد المياه سيقود إلى حرب، ولمنع نشوب هذه الحرب أعربت الوكالة الدولية عن تمنيها أن توفر دراستها هذه المعلومات الكافية التى من شأنها أن تدفع الدول إلى تطوير اتفاقيات لتقاسم المياه عبر الحدود، وموازنة استخدام المياه بين الرى الزراعى وصيانة المخزون فى باطن الأرض، وهو أمر لا تفعله فى الشرق الأوسط سوى دولة واحدة، ألا وهى إسرائيل، التى قالت الدراسة إنها نموذج للاستخدام المثالى للمياه، حيث تزرع محاصيل تستهلك كميات محدودة من المياه، وتمارس نظام رى مقتصدا وترشّد استخدام المياه المتاحة لهم. فى الوقت نفسه، تصر «ناسا» على المضى قدماً فى خططها نحو إتمام عملية هبوط مركبة «إنسايت» على سطح كوكب المريخ، المقرر فى نوفمبر المقبل، سواء أكان الكوكب يواجه عاصفة ترابية قوية أم لا، وفقا لما أكده قائد فريق برنامج الهبوط فى مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة «ناسا» بولاية كاليفورنيا، روب جروفر. وبعد رحلة لمسافة تزيد على 300 مليون ميل فى الفضاء، والوصول إلى الغلاف الجوى للكوكب، لن تمتلك المركبة سوى 7 دقائق فقط للهبوط بأمان على السطح باستخدام مظلة كبيرة تساعد على إبطاء السرعة التى ستصل إلى 14 ألف ميل فى الساعة عند اختراق الغلاف الجوى، ما يعتبر المرحلة الأكثر خطورة فى المهمة، وفقا للوكالة الفضائية. ويبلغ معدل نجاح الهبوط الآمن للمركبة على المريخ حوالى 40%، وإذا نجحت «إنسايت» فى ذلك فإنها ستمضى سنتين من الأرض، حوالى سنة مريخية واحدة، وسوف تدخل فى أعماق باطن الكوكب للحصول على بيانات تساعد على استخلاص عمق وكثافة وتكوين قلب الكوكب والغطاء الصخرى المحيط به، ما ينتج عنه أدلة عن كيفية تشكل المريخ.
