يصل ولي العهد السعودي الأمير، محمد بن سلمان، غداً الأربعاء، إلى المملكة المتحدة، في زيارة يلتقي خلالها، رئيسة الوزراء تيريزا ماي، وغيرها من الوزراء البارزين، وكذلك سيجتمع بأفراد من العائلة المالكة، ويتوقع مراقبون أن تستحوذ الاستثمارات والقضايا الاقتصادية على الجزء الأكبر من محادثاتها. وذكرت مجلة «ذا ويك» البريطانية، أن جدول لقاءات الأمير «بن سلمان» في بريطانيا غير معلن، ولكنه من المتوقع أن يتناول العشاء مع الملكة إليزابيث الثانية، في قلعة وندسور، قبل أن يلتقي رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، وقالت المجلة إن محادثات بن سلمان في بريطانيا سترمي إلى تعزيز العلاقات الأمنية والاقتصادية والدفاعية، بين البلدين، وأضافت: «ولكن نظراً للمعرفة المحدودة للغاية بشخصية بن سلمان والعلم بمدى أهمية العلاقات مع السعودية، فإنه من الممكن أن نقول بأن ثمة ترقب من الجانبين لنتائج الزيارة، فيما ذكرت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، أن السعودية وبريطان سيوقعان سلسلة من الاتفاقات خلال زيارة ولي العهد للمملكة، ونقلت عن دبلوماسيين غربيين توقعاتهم بأن تصل قيمة تلك الصفقات إلى أكثر من 100 مليار دولار. واستبقت صحيفة «تليجراف» البريطانية، الزيارة بحوار أجرته مع ولي العهد، قال خلاله إنه يأمل في أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيرات العميقة التي تحدث في بلاده، بعد إتمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأضاف أنه بعد «بريكسيت» ستكون هناك فرصٌ ضخمة لبريطانيا في ضوء رؤية 2030، وتطرق ولي العهد بشكل موسع إلى تأكيد العلاقة الخاصة القائمة بين بريطانيا والسعودية، التي تعود إلى أكثر من 100 عام. وتابع ولي العهد في حديثه للصحيفة أن الشعب البريطاني والسعودي بجانب بقية العالم سيكونون أكثر أمناً إذا كانت هناك علاقة قوية مع السعودية، معتبراً أنه من خلال تعزيز نظرة إسلامية أكثر اعتدالاً في بلاده تمثل الإسلام الحقيقي، يمكن للسعودية أن تلعب دوراً بارزاً في هزيمة التطرف، وقال «نحن بحاجة إلى العمل لترويج الإسلام المعتدل»، مضيفاً «نريد أن نُحارب الإرهاب، ونريد محاربة التطرف لأننا بحاجة إلى بناء الاستقرار في الشرق الأوسط، نريد نمواً اقتصادياً سيساعد المنطقة على التطور. وبسبب موقعنا المهيمن، فإن السعودية هي مفتاح النجاح الاقتصادي في المنطقة». وفيما يتعلق بإيران، قال «بن سلمان» إن بريطانيا تؤيد السعودية في مخاوفها المتعلقة بإيران وغيرها من مسائل الأمن الإقليمي، وأنها (بريطانيا) «دائماً حليف وتقف في صفنا». ونوهت الصحيفة إل أن ولي العهد تولى المهمة الشاقة المتمثلة في قيادة مجموعة واسعة من الإصلاحات تهدف إلى تلبية احتياجات وتطلعات الشعب السعودي، والذي يُعد أغلبه من الشباب، وأنه تحقيقاً لهذه الغاية، قام بتنفيذ عدد من الإصلاحات الرامية إلى جعل البلاد عصرية بشكل أكثر وتخفيف القيود تدريجياً على حقوق المرأة. في الوقت نفسه وصفت صحيفة ا«لرياض» السعودية، بن سلمان بأنه الأمير السعودي الشاب المسؤول عن تنفيذ أكبر أجندة إصلاح جذرية في تاريخ بلاده، وأنه «رمز للطاقة البشرية»، فيما سلطت صحيفة «عكاظ» السعودية، الضوء على زيارة «بن سلمان» للأزهر، ونقلت عنه قوله إن الزهر يقوم بدور مهم في مواجهة ما يحيق بالعالم الإسلامي والعربي من مخاطر، وذلك خلال زيارة ولي العهد لمشيخة الأزهر، أمس، مؤكاً حرص المملكة على تعميق العلاقات مع الأزهر.
