يمكن أن يكون هناك تفاوتا في الأجور في دول العالم ولكن هذا التفاوت يكون محسوب ومدروس وليس تفاوتا عشوائياً وكبيراً كتفاوت المسافة بين السماء والأرض ! وهذا التفاوت يؤدي بطبعه إلي موجة من السخط وعدم الاقتناع بان أصحاب الأجور الكبيرة يستحقونها فعلاً إذ أن هناك من أصحاب الدبلومات مثلا يتقاضون أجوراً تفوق أساتذتهم ممن درسوهم رغم فارق السن والمؤهل العالي وكذلك فان أصحاب الدخول الصغيرة دائما في مواجهة مع موجة الأسعار الجنونية واستحالة مجاراتها لقلة دخلهم بينما أصحاب الدخول الكبيرة بالطبع لا يشعرون بها وهناك من الأنماط المعيشية في المجتمع المصري ما يمكن وصفه بقمة الرفاهية وهم بالطبع قلة من المجتمع يعيشون في القصور ويركبون السيارات الفارهة ويتنقلون إلي أى مكان داخل البلاد وخارجها بينما تدور غالبية المجتمع ما بين مطرقة الأسعار وسندان الأجور ! فهل يعقل مثلا ان نتحدث عن أجور في حدود مائة وخمسين جنيها أو يزيد عنها بقليل وتستطيع هذه الأجور إن تلبي مطالب الأسر صغيرة كانت او كبيرة وتعيش بها حياة كريمة في الوقت الذي يشتري بها آخرون ساندويتش أو أكثر ! إن إصلاح الأجور أمر لابد منه للوقوف على الأجور الكبيرة وتحقيق العدالة الاجتماعية من خلال المساواة في الأجور مع مراعاة اختلاف الوظائف والإعمال بنسب معقولة يكون نتاجها في النهاية ارتفاع الأجور الصغيرة بما يحقق حياة كريمة للناس في ظل ثورة عظيمة تعيشها مصر داعمة في مقامها الأول لحياة الإنسان وحريته . أن الثورة المصرية العظيمة تحتاج منا جميعا تحمل المسئولية وان يكون هناك استعداد داخلي بأن يأخذ كل منا حقه فقط إن كان يأخذ أكثر ليدع غيره من أبناء وطنه يعيش .