الشيخ مصطفى عبدالرازق واحد من رموز الوسطية والاستنارة، ومما يذكر له أنه كان صديقا لرائد النحت المصرى محمود مختار، وكان من الداعين والمشاركين في حملة الاكتتاب الشعبى لإقامة تمثال نهضة مصر ولم يخرج بفتوى تحريم التماثيل، وكان من الداعمين لأم كلثوم حينما هبطت إلى القاهرة. كان رائدا من رواد الفلسفة الإسلامية وأول أستاذ جامعى يقوم بتدريسها من وجهة نظر إسلامية وهو مولود في 1888 بقرية أبوجرج مركز بنى مزار بمحافظة المنيا، وقضى طفولته في قريته وتعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن وانتقل وهو في العاشرة إلى القاهرة، والتحق بالأزهر ودرس الفقه الشافعى وعلوم البلاغة والمنطق والأدب وغيرها. ودعا إلى تحرير العقل من التقليد، وبعد حصوله على العالمية وفى 1911 سافر إلى باريس والتحق ب«السوربون» ودرس الفرنسية والفلسفة والاجتماع والأدب ثم تحول إلى جامعة ليون، وهناك نال الدكتوراه عن «الإمام الشافعى»، وعلى أثر اندلاع الحرب العالمية الأولى عاد في 1914وفى عام 1915 عُيِّن موظفا في المجلس الأعلى للأزهر ثم سكرتيرا له، ثم انتقل إلى القضاء الشرعى سنة 1920 وعمل مفتشا بالمحاكم الشرعية. وحين صارت الجامعة الأهلية جامعة حكومية انتقل إليها في 1927م أستاذا مساعدا للفلسفة بكلية الآداب، ثم اختير وزيرا للأوقاف عدة مرات فكان أول شيخ أزهرى يتولى الوزارة في مصر، ومُنح لقب الباشوية ولم يتخل عن زيه الأزهرى، و«زي النهارده»فى 27 ديسمبر 1945 عُيِّن شيخا للأزهر إلى أن توفى في 15 فبراير 1947.