كان السياسى الداهية «جوبلز» يقول (اكذب واكذب واكذب حتى يصدقك الناس) واستثمرت كثير من الأمم هذه المقولة فى خداع شعوبها وتحقيق مآربها، كما فعلت أمريكا بالادعاء كذبًا عن وجود أسلحة دمار شامل فى العراق، وظلت تكذب وتكذب حتى صدقها العالم واحتلت العراق ومن آمنوا معها بمقولة جوبلز من الأوروبيين، ومازالت تكذب وتكذب بأنها تسعى لتحقيق الديمقراطية فى العالم الثالث!! لكن الناس لم يصدقوها حيث مازالت الديكتاتورية تهيمن على مقدرات هذه الأمم.. وأخيرًا دخلت الجزائر لعبة الأمم واندفعت وسائل إعلامها تكذب وتكذب بالادعاء عن قتل مواطنيها فى شوارع مصر، وانفجرت الأزمة، وصدقها الغوغاء الذين امتلأت عقولهم بالهواء المضغوط كما كرة القدم ليسدوا بها الفراغ الذهنى داخل رؤوسهم الخاوية فيما لم يصدقها الحكماء والعقلاء من الناس، ونجحت أكاذيبها فى تحويل اتجاهات الرأى العام لدى شعبها المغلوب على أمره، فى تجنيد الميليشيات والعصابات فى الداخل والخارج من أجل تثبيت دعائم مقاعد حكامهم وتوريثها، ونتمنى أن يستوعب المسؤولون فى مواقع عملهم المختلفة فى مصر المحروسة كوارث مقولة جوبلز، وأن يصارحوا الناس بالحقائق بعيدًا عن ممارسة لعبة الأمم.. فعندما تباهى البعض بأن الحزب الوطنى قد حقق إنجازات غير مسبوقة فى الشارع لم يصدقهم الناس.. وعندما خرج واحد منهم ليؤكد أن العدالة الاجتماعية تنطلق إلى الأمام، والنعمة طالت الفقراء لم يصدقهم الناس.. وعندما ادعى أحدهم أن الزبالة فى الشوارع دليل رفاهية الشعب لم يصدقه الناس.. وقد تذكرت حكاية قديمة كان بطلها مواطنًا مشاكسًا يسبح فى البحر وظل يصرخ طالبًا النجدة وهو يعوم ضد التيار ثم تبين أنه كان يكذب، وعندما كرر نفس الاستغاثة لم يصدقه الناس فغرق، لأن الناس إذا كانوا قد صدقوه بعض الوقت فإنهم لم يصدقوه طول الوقت.. لذلك فإن العمل بعيدًا عن فلسفة جوبلز سوف يؤدى إلى إنقاذ سفينة الوطن ومن عليها من الغرق، وحتى لا تنجرف فى الاتجاه المعاكس، لأن الكذب للأسف أصبح لعبة الأمم فى عالم تاهت فيه الحقيقة داخل بحور الأكاذيب وعلى كل المستويات. [email protected]