تحقيقات النيابة تكشف تفاصيل جديدة في «فتنة أطفيح»

قالت مصادر قضائية بنيابة الصف في الجيزة، الإثنين، إن المنزل المتسبب في ما يعرف ب«فتنة قرية الواصلين» التي شهدت، الجمعة الماضية، اقتحام المئات لمنزل مسيحي بعدما تحول إلى كنسية، صادر بشأنه قرار إزالة من قبل مجلس مدينة أطفيح منذ 5 أيام، والقرار متوقف تنفيذه على إمضاء اللواء كمال الدالي، محافظ الجيزة.
وأفادت تحقيقات النيابة، برئاسة المستشار محمد حمودة، بأن عيد عطية، 63 عامًا، هدم جزء من منزل عائلته المبني منذ أكثر من 40 عامًا وبنى كنيسة على مساحة 250 مترًا عبارة عن طابق أرضي وطابقين أول وثاني وذلك بالمخالفة للقانون، إذ خصص الطابق الأرضي كحضانة أطفال، والطابقين الآخرين مكانًا لأداء الصلوات للأقباط.
واستمع فريق التحقيقات، الذي ضم محمد سراج، وأحمد حسنى، وإسلام نزاز، وكلاء النيابة، لأقوال ضابطي الأمن الوطنى والمباحث الجنائية، وقال الأول إنه رصد خلال تحرياته بشأن الواقعة أن العشرات من الأقباط ترددوا على منزل «عيد» قبل 3 أشهر لأداء الصلوات، وكان من بين المترددين على هذا المنزل والذي تحول إلى كنيسة، القس مرقس إدوارد، وهو أحد العاملين بكنيسة دار الآباء التابعة لمدينة أطفيح، مضيفًا أن «القس مرقس خلال زيارته لمنزل عيد كان يجلب معه الهدايا لتوزيعها على المسيحيين من الفقراء قاطني قرية الواصلين، ولاحظت أيضًا تركيب كاميرات مراقبة على أبواب المنزل بخلاف الأجراس وروائح البخور التي كانت تصدر من الداخل مما يؤكد أن العقار لم يكن للسكن والعيش».
وأنهى ضابط الأمن الوطني، بحسب التحقيقات، أقواله بأنه جارٍ تحديد هوية متهمين آخرين هاربين اشتركوا في وقائع العنف والتحريض على إثارة الفتن الطائفية وتهديد السلم الاجتماعى.
وذكرت التحقيقات أن ضابط المباحث ذكر أنه «تلقى بلاغا من الأهالي بتجهر لفيف من الناس واقتحموا منزل عيد، وبانتقاله إلى المنزل تأكد له أنه مبنى لصلاة الأقباط، ووجود تلفيات بداخله»، مشيرًا إلى أنه يقدر أعداد المتجمهرين بنحو 600 شخص على الأقل.
وأفادت التحقيقات بأنه جرى التحفظ على «سي دي» لكاميرات المراقبة التي سجّلت وقائع اقتحام المنزل والاعتداء على مالكه، وابنه، وشقيقه، وأُرسل ال«سي دي» إلى الجهات الفنية المختصة بوزارة الداخلية لتفريغ لقطات الفيديو وتحديد هوية مثيرو الشغب.
ودلت التحقيقات على أن أهالي قرية الواصلين تحدثوا إلى مالك المنزل «عيد» قبل أسابيع عن أنهم يشاهدون أفعالا غريبة داخل منزله وتحويله إلى كنيسة، لكن «عيد» نفى ما تناهى إلى مسامعهم، وقال:«لا، دا بيتي ويزورني ناس».
ووفقًا للتحقيقات، فإنه عقب انتهاء النيابة للمعاينة التصويرية لمكان الواقعة، وتسجيل التلفيات التي أحدثها المتهمون في محضر التحقيق، تم عمل «رسم كروكي» للمعاينة على الأوراق، حيث تم رسم المباني محل الواقعة من خلال منظور أفقي لتحديد أماكن الاقتحام، وكيفية الدخول وأسباب حدوث التلفيات، والوصول إلى تصور نهائى للواقعة تقوم النيابة بمقارنته بأقوال الشهود والتحريات.
وعقب انتهاء التحقيقات أصدرت النيابة قرارًا بحبس مالك المنزل، 4 أيام، بتهمة إدارة منشأة دون ترخيص، وكذا أمرت بإيداع متهم «حدث» 14 عامًا، داخل إحدى دور الرعاية لمدة أسبوع، إضافة إلى ضبط وإحضار 4 متهمين جرى تحديد هويتهم، وحددت النيابة جلسة، الثلاثاء، لنظر تجديد حبس 15 متهما باستغلال الدين كوسيلة لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتن مما يترتب عليه الإضرار بالوحدة الوطنية والتجمهر، والبلطجة، واستعراض القوة والتلويح بالعنف وإتلاف عمدي لممتلكات المجني عليه صاحب المنزل ودخول عقار مسكون بقصد ارتكاب جريمة والضرب.