بعيدا عن كل أشواكنا وخلافاتنا المشتعلة دوما وقضايانا التى لا تنتهى وحروبنا التى لا تتوقف وأوجاعنا التى لا شفاء منها والوقود الذى نحرقه أو يحرقنا.. يمكننا أن نستريح أو نهرب مؤقتا وننشغل دقائق بقضية رياضية من نوع آخر وفى مكان آخر.. ففى حوار صحفى مع جون ماكنرو.. نجم التنس الأمريكى القديم والشهير جدا.. سئل ماكنرو عن أفضل لاعب تنس فى التاريخ.. فتحدث عن كثيرين.. وحين سئل عن لاعبة التنس الأولى عالميا والبطلة الأمريكية الشهيرة سيرينا ويليامز التى تتصدر اللعبة وبطولاتها منذ عام 1999. مقالات متعلقة * بيلد الألمانية والفرحة المصرية السعودية * لائحة الوزير والبرلمان والأندية قال ماكنرو إن سيرينا لو كانت تلعب التنس وسط الرجال لكان ترتيبها الطبيعى هو رقم سبعمائة وليست الأولى على العالم.. وحين استضافته المذيعة الأمريكية الشهيرة لولو جارسيا نافارو فى السى بى إس بعد هذا الحوار الصحفى بيوم واحد وسألته عن سيرينا ويليامز بقصد توضيح وتفسير كلماته أو ربما الاعتذار لسيرينا ويليامز.. رفض ماكنرو الاعتذار وكرر نفس كلامه الذى تضمن الإساءة والسخرية من بطلة العالم لمجرد أنها امرأة.. وأشار إلى غلاف العدد الأخير من مجلة فانيتى فير الذى حمل صورة مثيرة لسيرينا ويليامز عارية وهى حامل فى شهورها الأخيرة.. فما كان من سيرينا ويليامز إلا أن كتبت على تويتر رسالتين لجون ماكنرو قالت فيهما إنها معجبة بالبطل ولاعب التنس الكبير والقديم لكنها ترجوه أن يبقى بعيدا عنها وأن يخرجها من دوائر اهتماماته وتعليقاته وأن يحترم خصوصياتها، حيث إنها حامل وفى انتظار طفل جديد وتمنت ويليامز فى نهاية رسالتها يوما طيبا لجون ماكنرو.. فعاد ماكنرو من جديد يؤكد أنه لم يكن يقصد الإساءة وأنه لا يريد إزعاج سيرينا وهى مشغولة بانتظار طفل جديد.. وكان من الطبيعى أن تعود سيرينا ويليامز أيضا للرد والتأكيد على أنه إن كان البطل القديم يسخر من المرأة وقوتها وقدرتها فعليه أن يدرك أولا معنى أن تكون لاعبة حاملا، ورغم ذلك ورغم الجو الحار جدا فى مدينة ملبورن إلا أنها تستطيع فى النهاية الفوز ببطولة أستراليا المفتوحة. وانتهى الأمر عند هذا الحد.. لم ينته فقط بالنسبة لنجمى التنس الكبيرين.. إنما أيضا بالنسبة لكثيرين جدا سواء كانوا معجبين بماكنرو أو سيرينا.. فكانت لهم تعليقاتهم المختلفة ومنهم من يدافعون عن جون ماكنرو أو عن سيرينا ويليامز.. منهم من تناول الحكاية بالتساؤل حول من الأقوى.. الرجل أم المرأة.. وكان هناك من أكد قوة الرجل، وكان هناك من أكد أن ضعف المرأة هو أكذوبة لأن المرأة فى النهاية هى الأقوى.. ووسط كل ذلك لم يشتم أحد ماكنرو أو ويليامز.. لم يتخيل أى أحد هناك أنه للتعبير عن رأيه وموقفه واختياراته يحتاج لإهانة أحد آخر أو يمارس الاستعراض فرحا بقدرته على إيذاء الآخرين. وبالتالى تحولت هذه الحكاية التى لا قيمة حقيقية لها إلى فرصة لنقاشات كثيرة.. وممتعة أيضا.. حول الفوارق الجسدية والنفسية بين الرجل والمرأة حيث يجتهد الكثيرون لتأكيد صحة آرائهم واختياراتهم. شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن
