للإعلام دور كبير فى تلميع ساسة وقادة ومسؤولين، وبما أن المرشح الوسطى إيمانويل ماكرون الأوفر حظَا لأن أغلب شرائح المجتمع الفرنسى والأوروبى يدعمونه ضد منافسته مارين لوبان، إلا أن الإعلام أبى إلا ألا يكون له دور فى هذا الدعم. فالصحف الفرنسية عادة ما تهاجم اليمين المتطرف بداية من جان مارى لوبان الذى ترشح للجولة الثانية عام 2002، إلى وصول ابنته لنفس الجولة عام 2017، ووصفت مانشيتات الصحف، فى المرتين فوزه أو فوز ابنته للجولة النهائية ب«الصدمة» أو «الزلزال»، الأمر الذى جعل حملة لوبان تصف ماكرون بأنه مرشح «الميديا»، وأكدت أن قناة «بى.إف. إم. تى. في» الإخبارية الفرنسية، التى يملكها اليهودى، بارتيك درعى، تدعم ماكرون بقوة. وأكد رئيس أئمة فرنسا، حسن شلجومى، ورئيس جمعية مصر فرنسا، خالد شقير، ل«المصرى اليوم» أنهما يدعمان ماكرون، وقال شلومى إن المجلة الوحيدة الداعمة ل«لوبان» هى «بيير أكتويل»، وأكدت حملة لوبان أن ماكرون يحظى بدعم قناة «آر. إم. سي»، وصحيفة «لاكسبريس»، وصحيفة «ميدى- ليبر»، فضلا عن دعم أهم رجال الأعمال، بيير بيرجيه، أحد المساهمين الكبار فى صحيفة «لوموند»، التى كتبت بعد نتائج الجولة الأولى فى افتتاحيتها: «نرفض الجبهة الوطنية»، وسخرت من كذب لوبان التى حاولت التقرب من المسلمين لكسب أصواتهم، وقالت ساخرة: إنها تريد أن تتحول للإسلام ونشرت لها صورة وهى ترتدى الحجاب، ودعمت ماكرون قائلة: «ماكرون سيكون رئيسا دقيقا». كما نال ماكرون دعم صحيفة «ليبراسيون» اليسارية، وقالت الصحيفة: «الذى سيقودنا إلى الأمام»، ورفضت وجود لوبان فى الجولة الثانية، وقالت بعنوان عريض تأكيدا لهذا الرفض «لا»، وفى عدد آخر، وضعت صورة لوبان على صدر الصفحة الأولى قائلة: «أنتى 100% يمين متطرف»، وخاطبتها قائلة: «أنتى سالكة الدرب الفاشى». كما نال ماكرون دعم صحيفة «لوفيجارو» المحسوبة على اليمين، وقالت إن «ماكرون هو رأس المرشحين وهو رأس السباق ويجب أن يكون رأس الدولة»، وأكدت أن لوبان ستوقع فرنسا فى فخ الخروج من اليورو بسبب مشروعها المجنون. ورفضت صحيفة «ليزيكو» و«لااومانيتيه» الفرنسيتان، لوبان وقالتا: «لا نريدك أبدًا»، مما يعنى دعمهما لماكرون، أما صحيفة «لوباريزيان» فقد وصفت ماكرون ب«الإحساس الفرنسى»، كما دعمته صحيفة «ريمفورم» ووصفته ب«المتراس أو الحاجز» الذى يقف فى وجه الجبهة الوطنية ليمنعها من دخول الإليزيه. وبعد المناظرة الأخيرة، غرد بعض مسؤولى حملة لوبان على «تويتر» بأنها خيبت أملهم فى القضاء على ماكرون فى الفرصة الأخيرة، مؤكدين أنها أصبحت عدوانية، وأكد البرلمانى السابق، أحد مديرى حملتها، جوليان روتشيدى، أن لوبان يجب أن تذهب من حيث أتت لأنها ستصبح كارثة على اليورو، فماكرون كان قويا وعادلا، ويتكلم بطريقة جيدة. وقال أودرى بييه أحد مسؤولى حملتها: «إنها كانت وضيعة، وأعتقد أن الحزب سيموت يوم الأحد، أمام ماكرون»، قائلاً: «حتى لو بقيت فى الحزب فإننا سنتهى». فى المقابل، وكعادتها دائما، سخرت مجلة «شارلى إيبدو» من المرشحين، ووصفت زوجة ماكرون بأنها مثل «الكلب» الذى يجره ماكرون مقتبسة شعار حزبه «إلى الأمام»، ووصفت المجلة الساخرة لوبان ووالدها بأنهما «خنزيران»، موضحة أن لوبان تقول لوالدها: «يجب أن أختار بين أمرين لأقوَّم بهما الدولة»، فقال لها: اختارى «اللاسامية»، بينما ردت هى قائلة: «لا.. سأختار الدولة العرقية».
