طوال الفترة الماضية، دائمًا ما كان الإيطالي ماسيميليانو أليجري، المدير الفني لنادي يوفنتوس الإيطالي، حريصًا على عدم وقوع لاعبيه في فخ الإفراط في الثقة، وقد سارت الأمور بالشكل الذي ربما كان يتمناه في الوقت الذي يعد فيه الفريق لمواجهة مضيفه موناكو الفرنسي، الأربعاء، في ذهاب الدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا. فقد واجه يوفنتوس فريقًا يتشابه جزئيًا مع موناكو في الاندفاع والسرعة الهجومية، حيث تعادل مع مضيفه أتالانتا «2-2»، الجمعة، ضمن منافسات الدوري الإيطالي، في مباراة شكلت اختبارًا مهمًا ليوفنتوس، وربما طوق نجاة له من الإفراط في الثقة قبل الاصطدام بموناكو. وجاء التعادل مع أتالانتا ليؤجل حسم يوفنتوس للرقم القياسي المتمثل في إحراز لقب الدوري الإيطالي للموسم السادس على التوالي، حيث يتفوق الفريق أمام أقرب منافسيه روما، صاحب المركز الثاني، بفارق تسع نقاط، مع تبقي أربع مراحل على النهاية. وقال «أليجري»، عقب مباراة أتالانتا: «نحتاج أن نتذكر أن الموسم لم ينته بعد، أمامنا مباراة ديربي أمام تورينو، السبت، وكذلك مباراة القمة أمام روما، في 14 مايو، وكان من الممكن أن يقال الليلة إننا فزنا، ولكننا لم ننجح في ذلك». وأضاف: «يجب أن يكون لك رد فعل وتنهض بعد مثل هذه المواقف، فقد تميل إلى التهاون عندما يسير كل شيء بشكل جيد، ويبدأ الناس في الحديث عن تتويجك باللقب». وتابع: «بدأت جماهير يوفنتوس، في أوائل إبريل الماضي، تتطلع إلى رقم قياسي بإحراز ثنائية الدوري والكأس، للموسم الثالث على التوالي، وذلك بعدما تأهل الفريق لنهائي كأس إيطاليا على حساب نابولي، لكن سقف الطموح ارتفع أكثر مع الفوز الثمين الذي حققه يوفنتوس على نادي برشلونة الإسباني في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا». وثأر يوفنتوس بهذا الانتصار، لهزيمته أمام برشلونة «1-3» في نهائي البطولة الأوروبية عام 2015، كما كرر التأكيد على قوة خط دفاعه، الذي لم يسمح باهتزاز الشباك سوى مرتين فقط طوال منافسات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم. وقال النجم الإيطالي المخضرم جيانلويجي بوفون، حارس مرمى يوفنتوس: «اعتقدت أننا أمام فرصة جيدة للتأهل، عندما فزنا ذهابًا (أمام برشلونة) بنتيجة (3-0)، لكنني بصدق لم أكن أتوقع أننا سنحافظ على شباكنا نظيفة في مباراة الإياب، على ملعب كامب نو، معقل برشلونة». وقوبلت وجهة نظر «أليجري» بشأن ضرورة تفادي الإفراط في الثقة بالنفس بالتأييد من جانب الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيش، الذي يقضي أول مواسمه مع يوفنتوس، بعدما توج مع برشلونة بلقب دوري الأبطال ثلاث مرات. وقال «ألفيش»: «أكبر خطأ يمكن أن نرتكبه هو اعتبار أننا حسمنا بالفعل اللقب لكوننا أطحنا ببرشلونة، علينا ألا نتوقع مباراة سهلة أمام موناكو». وأضاف: «هذا الفريق أكبر من مجرد نجم أو نجمين، فهو يؤدي بروح الفريق وبدون ضغوط، لديهم مطلق الحرية في استعراض قدراتهم، وهذا هو مكمن الخطورة». وسجل موناكو 95 هدفًا في المنافسات المحلية، متفوقًا على نادي يوفنتوس بفارق 25 هدفًا، وتعد مباراة يوفنتوس تحديًا صعبًا جديدًا له، خاصة وأنها تأتي أمام «بوفون»، الذي سجل، في مارس الماضي، المباراة الرسمية رقم 1000 في مسيرته الاحترافية. وشهدت مسيرة «بوفون» تتويجه بكأس العالم 2006 مع المنتخب الإيطالي، وتتويجه بسبعة ألقاب محلية مع يوفنتوس، لكنه لا يزال يفتقد لقب دوري الأبطال، الذي توج به يوفنتوس مرتين فقط، كان آخرهما في 1996. وعلى ملعب استاد «لويس الثاني»، ينتظز أن يتعاون لاعبا قلب الدفاع ليوناردو بونوتشي وجيورجيو كيليني مع «بوفون» في التصدي لمحاولات الكولومبي راداميل فالكاو، قائد موناكو، الذي سجل 28 هدفًا هذا الموسم، وكذلك النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي، الذي سجل 24 هدفًا. وقال «بوفون»: «تلقي هدفين فقط جاء نتيجة جهد مشترك من الفريق ككل، فالقدرات الدفاعية تبدو في المقدمة، ولكنها تعتمد أيضًا على عمل لاعبي خطي الوسط والهجوم.. الأمر يعتمد على الروح الجماعية». ويفتقد «أليجري»، الذي أجرى تغييرات طفيفة على تشكيلته الأساسية في الأشهر الأخيرة، جهود لاعب خط الوسط الألماني سامي خضيرة، بسبب الإيقاف، وينتظر أن يدفع بالإيطالي كلاوديو ماركيزيو مكانه. وفي المقدمة، يحظى الأرجنتينيان باولو ديبالا وجونزالو هيجواين بدعم الجناحين ماريو ماندزوكيتش والكولومبي خوان كوادرادو.
