قال السفير البريطاني في القاهرة، جون كاسن، إن الاستثمار في الطاقة هو الذي سينعش اقتصاد مصر عام 2017، وإن بريطانيا أكبر شريك لمصر، باستثمارات تبلغ 13 مليار دولار، تفوق صندوق النقد الدولي بأكمله. وجاءت تصريحات «كاسن» على خلفية حضوره، مع مبعوث بريطانيا التجاري السير جيفري دونالدسون، معرض «إيجبس 2017»، الذي افتتحه الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأوضحت السفارة البريطانية في بيان، الأربعاء، أن المعرض، الذي استمر خلال الفترة بين 14 و15 فبراير الجاري، يُعد هو أكبر معرض من نوعه لصناعة النفط والغاز في منطقة شمال أفريقيا، وأكدت أن المملكة المتحدة أدت دورًا بارزًا ورائدًا مع ما يربو على 40 شركةً بريطانية من بعثات تجارية إنجليزية واسكتلندية تعرض منتجاتها، وظهر فيه تمثيل بريطاني قوي في جميع حلقات النقاش. وأضاف «كاسن»، الأربعاء، أن: «كل من يزور هذا المعرض يمكنه أن يلمس بنفسه أن المستثمرين البريطانيين يتقدمون بالعمل السريع الحثيث الدؤوب، وبأكبر الاستثمارات، وأفضل التقنية العالمية لتحقيق الفائدة في 2 من المجالات الضخمة الجديدة لمصر بمنطقة البحر المتوسط»، وتساءل: «مَن سِوَى بريطانيا في هذا المعرض له جناحان وطنيان وأكثر من 40 شركة؟، مَن سوى بريطانيا له اثنان من كبرى 4 شركاته الوطنية هنا؟، من غيرنا يستثمر أكثر من 13 مليار دولار في السنوات الخمس المقبلة، وبأكثر من برنامج صندوق النقد الدولي بأكمله؟، ورد قائلًا: إنها بريطانيا فقط، شريك الاستثمار رقم واحد لمصر»، وأضاف: «تحدثت مع الشركات البريطانية، الكبيرة والصغيرة، وسعدت بهذا الحماس الكبير الذي وجدته عندهم لمصر وفخور بمستوى التعاون الذي يضعون أسسه مع نظرائهم المصريين في القطاعين الحكومي والخاص». وتابع أن الاستثمار في الطاقة هو الذي سينعش اقتصاد مصر في عام 2017، وكل من يزور هذا المعرض يمكنه أن يلمس بنفسه أن المستثمرين البريطانيين يتقدمون بالعمل السريع الحثيث الدؤوب وبأكبر الاستثمارات وأفضل التقنية العالمية لتحقيق الفائدة في اثنين من المجالات الضخمة الجديدة لمصر في منطقة البحر الأبيض المتوسط». والتقى «كاسن» بحسام المصري، وهو باحث ملتحق ببرنامج «تشيفننج»، يدرس في جامعة «أبردين» ومهندس يعمل بشركة «بتروبل»، وسوف يقوم المصري بتقديم بحث عن طريقة جديدة لزيادة استخراج النفط خلال المعرض، وأوضح كيف يجري تنفيذ التكنولوجيا الرائدة في بتروبل في مصر. وقال مسؤول وزارة التجارة البريطانية لدى مصر، إن زيارة الشركات البريطانية لمصر تدل على حرص المملكة المتحدة على زيادة التجارة والاستثمار بين البلدين، وأضاف أنه أجرى مناقشات مثمرة مع جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية وجمعية رجال الأعمال المصرية- البريطانية وجمعية رجال الأعمال المصرية الناشئين. وقام السفير البريطاني بجولة في جناح المملكة المتحدة وتحدث إلى الشركات المشاركة بما في ذلك flexitallic Ltd، وهي شركة عالمية تقوم بتصنيع حلول للغلق المحكم لقطاعات النفط والغاز والكيماويات والقطاع النووي وتحدث أيضا مع شركة Wolf Safety Lamp، وهي شركة رائدة في تصنيع الإضاءة المحمولة والمؤقتة في مناطق العمل الخطرة، وعرضت الشركات أحدث التقنيات البريطانية التي تقدم إلى مصر، وأعربت عن رغبتها في توسيع نطاق أعمالها في السوق المصرية. وقال مسؤول وزارة التجارة البريطانية لدى مصر: «إنني في غاية السرور أني تمكنت من الترحيب بعودة السير جيفري إلى مصر مع أربعة وفود تجارية تدعمها مؤسسة إنفست نورذرن أيرلاند Invest Northern Ireland، وغرفة التجارة المصرية البريطانية ومجلس صناعات الطاقة ووزارة التنمية الدولية البريطانية، مضيفاً: «وفي حقيقة الأمر إن زيارة ذلك العدد الكبير من الشركات البريطانية هذا الأسبوع إنما يدل على حرص المملكة المتحدة على زيادة سبل التجارة والاستثمار بينها وبين مصر، ولديّ أمل كبير في أن تشهد الشركات التي تزور مصر للمرة الأولى بنفسها إمكانيات السوق، وقد أجرينا بالفعل هذا الأسبوع بعض المناقشات المثمرة مع الدكتور أحمد درويش ومع جمعية رجال الأعمال بالإسكندرية وجمعية رجال الأعمال المصرية البريطانية وجمعية رجال الأعمال المصرية الناشئين، وقد أتيح للشركات أيضًا الدخول مباشرةً إلى ميناء العينة السخنة وموقع العاصمة الجديدة، حيث تمكنوا من أن يروا بأنفسهم حجم الاستثمارات التي تُجرى حاليًا، وأتطلع وفريقي لمواصلة تقديم الدعم الذي أرجو أن يحقق نتائج طيبة». وتابعت السفارة، في بيانها، أن حجم وفود مجلس صناعات الطاقة ووفود وزارة التنمية الدولية البريطانية يدلل على حرص شديد من المملكة المتحدة على مساعدة مصر في تنمية صناعتها في النفط والغاز ويؤكد على أوجه التآزر الطبيعي بين المملكة المتحدة وبين مصر، وتتمتع المملكة المتحدة بخبرة تربو على 50 عامًا في عملها في بحر الشمال، وهو أحد أكثر البيئات تحديًا في العالم، ويمكن أن تُستغل المهارات التي طورت في إنتاج النفط والغاز في المياه العميقة بعيدًا عن الشواطئ لدعم مصر في أن تصبح قوةً عظمى في منطقة شرقي البحر الأبيض المتوسط. يتسم عام 2017 بأنه عام حرج لاقتصاد مصر ويعد الاستثمار، إلى حد كبير، أهم عامل بوصفه مصدرًا للتدفقات الدولارية المستدامة وللوظائف والتنافسية العالمية. وتتميز المملكة المتحدة بأنها المستثمر رقم واحد في مصر، بيد أن شركات المملكة المتحدة حريصة على استكشاف الفرص سريعة التطور في ساحة الطاقة على صعيد مصر ومنطقة شمال أفريقيا، وتضيف شركة BP إلى استثماراتها التي تقدر بمبلغ 30 مليار دولار في مصر استثمارات أخرى بمبلغ 13 مليار دولار على مدار السنوات الخمس المقبلة، وهو ما يزيد في مجمله على برنامج صندوق النقد الدولي، ويمثل جزءًا من موجة استثمارات بريطانية أوسع نطاقًا. ورغم ذلك يتضح جليًا أن المملكة المتحدة تحرص على تعميق قنوات التعاون بشكل أكبر ودعم مصر في نموها الاقتصادي في هذه الفترة المهمة خلال جيل جديد من الاستثمارات.
