عندما عاد النبى «صلى الله عليه وسلم» من إحدى غزواته منتصراً، قال: «لقد جئنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر».. قال الصحابة: وما الجهاد الأكبر يا رسول الله. قال: «جهاد النفس». ونحن بالفعل قد عدنا من الجهاد الأصغر وهو تحرير أرض الوطن ممن كانوا يدنسونه من الصهاينة.. لكننا طيلة هذه السنين لم ندخل بعد فى الجهاد الأكبر!! وهو التنمية الحقيقية لموارد هذا الوطن، والقضاء على كل أشكال الفساد التى استشرت فى جسده، والالتفات إلى الإنسان وإعطائه حقه فى التعليم الجيد والصحة الجيدة.. فهل يعقل أن بلدا بعراقة مصر مازالت به أمية؟ هل يعقل أن البلد الذى عبر القناة لم يستطع عبور عدة أطنان من القمامة؟ هل يعقل أن البلد الذى حطم خط بارليف لم يستطع القضاء على الزراعات التى تروى بمياه الصرف الصحى غير المعالجة؟ هل يعقل أن الإنسان الذى حرر الأرض تداس كرامته فى أقسام الشرطة، وتهان آدميته فى المستشفيات المكدسة بالمرضى؟.. هل يعقل أن البلد الذى كان شعار جنوده (الله أكبر) يعانى اليوم من التحرش والانحلال الأخلاقى؟ هل يعقل أن نستطيع هزيمة الآلة العسكرية اليهودية ولا نستطيع هزيمة السحابة السوداء فوق رؤوسنا؟.. فيا أيها المصريون جميعا أنا أدعوكم للجهاد الأكبر.. جهاد العلم والمعرفة.. جهاد بناء وطننا الحبيب.. جهاد العودة للروح المصرية المتسامحة الطيبة.. جهاد يعلّى منزله العقل.. جهاد يحارب الفساد والمفسدين.. جهاد يجعل شوارعنا نظيفة.. جهاد يجعل قلوبنا طاهرة وبالإيمان عامرة.. جهاد يعيد لنا مجدنا.. جهاد يجعلنا نسبق جميع الأمم.. جهاد يعلّى من كرامة الفرد ويحفظ حقوق المجتمع.. جهاد على الجهل والأمية.. جهاد على الفقر والمرض.. جهاد على العشوائية.. يا أيها المصريون معركتنا اليوم معركة نماء وانتماء حتى لا نبدد ما حققه الأجداد فى معارك الأرواح والدماء. بنى عبيد - دقهلية