عاجل - عودة يحيى السنوار.. لماذا كان غياب رئيس المكتب السياسي لحماس؟    أبو الوفا رئيسا لبعثة منتخب مصر في موريتانيا    ريحة من الشيخ زايد إلى الحدائق، أسباب انتشار الدخان الخانق في 6 أكتوبر    تامر عاشور وحماقي في حفل واحد، اعرف الميعاد والمكان    اكتشفي أهم فوائد واستخدامات، البيكنج بودر في البيت    تغطية إخبارية لليوم السابع حول حقيقة انفجارات أصفهان وسيناريوهات الرد الإسرائيلى    ترامب: لو كنت رئيسا ما وقعت حرب أوكرانيا وروسيا    إيمان العاصي: استعنت بمدرب أداء لتقديم"برغم القانون"    45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    أمير توفيق يكشف سبب فشل صفقة انتقال محمد بن رمضان للأهلي    رد ناري من أمير توفيق على دونجا بشأن تفاوض الأهلي معه    ارتفاع حاد في أسعار النفط بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط    6 سيارات إطفاء لسيطرة على حريق محطة صرف صحي ب أبو رواش    جريمة هزت أسيوط| قتل شقيقه ووضعه في حفرة وصب عليه أسمنت    رياح وشبورة.. الأرصاد تكشف الظواهر الجوية المتوقعة اليوم الثلاثاء    دخان كثيف يغطي الشيخ زايد.. والأهالي يعانون من صعوبة التنفس    أسعار اللحوم والدواجن اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر بسوق العبور للجملة    قيس سعيد بعد فوزه بفترة رئاسية ثانية: سأبني تونس وأطهرها من الفاسدين    مفتي الجمهورية الأسبق يكشف عن فضل الصلاة على النبي    هل يوجد إثم فى تبادل الذهب بالذهب؟ أمين الفتوى يجيب    خطة النواب: مصر مطالبة بدفع 1.3 مليار دولار لصندوق النقد الدولي لهذا السبب    أمن مطار القاهرة يحبط محاولة تهريب كمية من النقد الأجنبي بحوزة مسافرة عربية    عمرو خليل: فلسطين ستظل في قلب وعقل مصر بعد عام من العدوان على غزة والضفة    سعر سبيكة الذهب 10 جرام btc اليوم الثلاثاء 8-10-2024 في مصر    منير مكرم يكشف آخر التطورات الصحية لنشوى مصطفى: عملت دعامات وخرجت من المستشفى    معلومات عن إلهام عبد البديع بعد طلاقها.. انفصلت في نفس شهر زواجها    إيمان العاصي تكشف ل«صاحبة السعادة» عن أصعب مشاهد «برغم القانون»    ملف يلا كورة.. مجموعات الأبطال والكونفدرالية.. تصريحات أمير توفيق.. وقرعة الدوري المصري    «أخذت أكبر من حجمها».. تعليق صادم من عصام الحضري بشأن أزمة قندوسي    لماذا كان يصوم الرسول يوم الاثنين والخميس؟.. «الإفتاء» تجيب    بلاغة القرآن| تعرف على تفسير سورة الناس    رياضة ½ الليل| 76 ركلة جزاء بين سموحة والزمالك.. الأبرز    «أحمد» يحول بدلة تحفيز العضلات إلى علاج لزيادة قدرة التحمل: تغني عن المنشطات    خمسة لطفلك| تعرف على أهمية الوجبات المدرسية للأطفال    صحة المنوفية تنظم دورات تدريبية للأطقم الطبية    غزه الفاضحة .. قناة فرنسية: الإمارات تشارك "اسرائيل" بعمليات عسكرية في غزة (فيديو)    ننشر نص التحقيقات مع صاحب الاستديو في واقعة سحر مؤمن زكريا| خاص    4 جثث و 6 مصابين إثر حادث تصادم في بني سويف    «إسقاط عضوية إسرائيل».. ننشر بيان مؤتمر التحالف التقدمي العالمي    حدث منتصف الليل| تفاصيل عودة خط قطارات السكة الحديد لسيناء.. والمهن الطبية تعلن زيادة مساهمات الأمرا    المدير الفني لنادي بلاك بولز: الزمالك أحد أكبر فرق إفريقيا ومواجهته صعبة.. والمصري البورسعيدي مميز    حسام حسن يحدد موعد انضمام صلاح ومرموش لمنتخب مصر    بالصور.. محافظ المنيا يشهد حفل الجامعة بالذكرى ال51 لانتصارات أكتوبر المجيدة    رئيس مجلس أمناء حياة كريمة: تجار أعلنوا رغبتهم المشاركة فى حملة توفير اللحوم بأسعار مخفضة    حزب الله يقصف تجمعًا لقوات الاحتلال وصفارات الإنذار تدوى فى الجليل الغربى    القس منذر إسحق: نريد الحياة للجميع ولا سلام دون عدل    أبناء الجالية المصرية بالسعودية يحتفلون بذكرى نصر أكتوبر المجيد    «فرعون شديد».. عمرو أديب عن تألق عمر مروموش    رسميا بعد الارتفاع.. سعر الدولار مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024 (تحديث الآن)    مصرع 5 أشخاص وإصابة 5 آخرين إثر انهيار منجم في زامبيا    شاهد جمال الممشى السياحي بكورنيش بنى سويف ليلاً    عمرو خليل: فلسطين هي قضية العرب الأولى منذ عام 1948.. فيديو    تنسيقية شباب الأحزاب: الرعاية الصحية ركيزة قادرة على دعم الحياة الكريمة    بالزي الفرعوني.. استقبال مميز للطلبة في كلية الآثار بجامعة دمياط    «النواب» يوافق على زيادة حصة مصر في صندوق النقد الدولي    جامعة عين شمس تنظم احتفالية كبيرة بمناسبة الذكرى 51 لانتصارات أكتوبر    رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة شغل وظائف معلم مساعد 2024    مرشح "الأوقاف" في مسابقة ماليزيا للقرآن الكريم يُبهر المشاركين والمحكمين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«المصري اليوم» تعيد نشر ملف «اعتقالات سبتمبر» (الحلقة الثالثة)
نشر في المصري اليوم يوم 06 - 09 - 2016

بطرقات قوية على الأبواب في فجر يوم 3 سبتمبر، فاقتحامات، بدأت قوت أمن الدولة تنفيذ أوامر السادات باعتقال عدد من رموز التيارات السياسية المختلفة، في مذبحة باردة لم يُعرف مغزاها في حينه، فحتى فكرة استهداف الرئيس للمعارضين غابت، لأنه القائمة مليئة بالمقربين وبعض المحسوبين عليه.
يومان كاملان على هذا الحال، تُطرق الأبواب وتُقتحم المنازل دون إنذار أو تفسير، حتى صباح 5 سبتمبر، يوم وقف السادات داخل مجلس الشعب ليلقي خطابا على الأمة، ليقول: «هناك فئة من الشعب تحاول إحداث الفتنة الطائفية، وأن الحكومة حاولت نصح تلك الفئة أكثر من مرة».
دفعت تلك الكلمات بالأزمة إلى مرحلة أصعب، في ظل سياسة كسب عداوات الجميع، اختلفوا في الأيديولوجيات واجتمعوا خلف سور المعتقل، دون مبرر منطقي أو تفسير واضح، سوى أن الرئيس يرى الرافضين لاتفاقية كامب ديفيد «دعاة فتنة»، وأن المعارضة في الوقت الحالي «تهدد وحدة الوطن» حسب تعبيره، وعليه استلزم الأمر إعمال المادة 74 من الدستور المصري، والتي تنص على أن «لرئيس الجمهورية إذا قام خطر يهدد الوحدة الوطنية أو سلامة الوطن أو يعوق مؤسسات الدولة عن أداء دورها الدستوري، أن يتخذ الإجراءات السريعة لمواجهة هذا الخطر»، فكان قرار الاعتقال.
اليوم، يمر 35 عامًا على ما عرف وقتها ب«اعتقالات سبتمبر»، التي شملت ما يزيد عن 1536 من رموز المعارضة السياسية في مصر، إلى جانب عدد من الكتاب والصحفيين ورجال الدين، بجانب إلغاء إصدار الصحف المعارضة، في مشهد لن ينساه التاريخ، خاصة أن بعض المحللين يضعوه بين الأسباب الرئيسية لاغتياله في حادثة المنصة بعدها بشهر واحد.
«المصري اليوم» تعيد نشر حلقات عن الواقعة قدمتها للقراء منذ 10 سنوات، في ملف فتحه الزميل محمد السيد صالح، رئيس تحرير الجريدة، مع كافة الأطياف، حول آرائهم في الاعتقالات التي سبقت اغتيال السادات بشهر واحد، من خلال مجموعة من الحوارات والتقارير، ليضع الضوء حول هذا الحدث وملابساته وأثره، فالتاريخ مرآة الأمم، يعكس ماضيها، ويستلهم من خلاله الدروس لمستقبلها.
****
السادات عزل البابا وحدد إقامته.. وقدم مبرراته في شهر كامل
8/ 9/ 2006
أظهر السادات في أحاديثه الإعلامية حرصه علي الوحدة الوطنية وعبر عن ذلك برفضه تعبير عنصري الأمة للدلالة علي المسيحيين والمسلمين، مؤكداً أنهما عنصر واحد فقط، لكنه واقعياً، أقدم علي عدد من المممارسات التي ألهبت الفتن الطائفية في القاهرة وصعيد مصر، ثم خرج في «شهر المحنة» ليعلن عن إجراءاته التعسفية لإعادة الإمور إلي نصابها.
وشن السادات حملة قاسية علي البابا شنودة متهما إياه بالإضرار بالأقباط في أحداث الزاوية الحمراء. وقال الرئيس الراحل في خطابه يوم 9 سبتمبر: يؤسفني أن أعلن أنه لم يضر أحد بالمواطنين الأقباط مثلما فعل ذلك الرجل «الأنبا شنودة»، وسوف يسجل عليه التاريخ أنه قد أضر بمصر، لأن الأقباط هم جزء من مصر.. جزء من البلد.. جزء من التاريخ وهم شركاء في كل شيء. وقال تعقيباً علي تساؤل حول عزل شنودة: الدولة لاتتدخل في التقاليد الكنيسية التي تقرر انتخاب البابا، ويظل هو البابا إلي أن يموت..
ولكن هناك شقاً آخر، وهو أن مزاولة البابا لعمله تصدر بقرار جمهوي.. والتقاليد الكنيسية تقضي بانتخاب البابا.. كما تقضي بوجود من يقوم بأعمال البابا.. شخص واحد.. أو لجنة من ثلاثة.. أو من خسمة.. وفي حدود سلطتي الدستورية فضلت أن تكون لجنة القيام بالمهام البابوية من خمسة أساقفة.
وأضاف السادات: لقد تصرفت في حدود مسؤوليتي ولكن إذا سألتني عن فكرتي فإنني أفضل أن يبقي الرجل في ديره كما كان يفعل من قبل، ودعونا نقول: إن كل ما أفسده فيما يتعلق بالأقباط هنا يجب أن ينتهي مثل مقابلة شخص ما أو تحريض وإثارة الأقباط في أوروبا وأمريكا، وأظن أنه قد آن الأوان لكي يبقي في ديره.
وأكد السادات أن ما وصفه بسوء نية الأنبا شنودة في الشحن ضد المسلمين مشيراً إلي أنه تعامل معه بدون أي محاولة لإملاء الإرادة في موضوع بناء الكنائس.
وقال السادات في خطابه: كان في تقديري أن الأزمة انتهت، وبأسلوب الرسائل الهادئة زي ما سمعتوني لما رأس الكنيسة الأنبا شنودة طلب كنائس لما سألته عايز إيه.. قال عايز أعبد ربي وعايز كنائس.. قلتله يعني مادام منتش عايز تعمل زعيم لا، لك حق تطلب الكنائس كام في فكرك كده، قال من 20 إلي 25 كنيسة، قلت له لأ، خليهم 50، أنا أقصد رسالة في هذا الذي قلت إن المسألة موش مسألة أبداً تحكم أو محاولة إملاء إرادة من المسلمين علي المسيحيين.
وعندما اتهم حزب التجمع الحكومة بأنها هي التي عملت الفتنة الطائفية لتلهي الشعب عن ضرب إسرائيل المفاعل النووي «العراقي» قال السادات يوم 23 سبتمبر: «أرفض أي إسفاف ولعب بمقادير مصر كلها، الفتنة الطائفية عملية تحرق كل شيء».
ووجه السادات اتهامه إلي عدد من الجماعات المسيحية إضافة إلي الإسلامية بالضلوع في أحداث الفتنة الطائفية، حيث قال في خطابه الشهير يو 5 سبتمبر: طيب إيه حكاية الفتنة الطائفية.. إحنا حنفضل بقه نهب لجماعات إسلامية وجمعية إخوان مسلمين وشنودة في الناحية الثانية.. ومدارس الأحد واحنا كل يوم نخش في مرحلة.
وفي وصف السادات لمافعله شنودة قال يوم 9 سبتمبر: هو الذي حرض الشعب المسيحي الذي هو جزء من الشعب المصري.. هم جزء من التاريخ لأنهم هنا في هذا المكان الذي أتواجد فيه الآن وهو «ميت أبوالكوم» فإن نصف الأرض في ضواحي ميت أبو الكوم للمسيحيين.
واتهم سياسيين بإثارةالمتطرفين الدينيين من الجانبين في أحداث الزاوية الحمراء.
وأكد السادات أن تصاعد أحداث الزاوية الحمراء لم يتم إلابتدخل عناصر أخري حرصت علي زيادة الشحن بين الجانبين المسيحي والإسلامي. وفي الخطاب نفسه، تحدث مطولاً عن تحقيقات النيابة العامة عن أحداث الزاوية الحمراء وقال: أبلغ مصنع العلف بالزاوية الحمراء التابع للمؤسسة المصرية العامة للدواجن بحدوث تعد من المواطن كامل مرزوق سمعان علي قطعة أرض مملوكة للمصنع معدة لإجراء توسعات ولإقامة مصلي للعاملين به، وحسم هذا النزاع بالقرار الإداري رقم 6 في 12/6/81 الذي صدر من حي شمال القاهرة ونص علي إزالة التعدي، ونفذ القرار بالفعل وانتهي النزاع عند هذا الحد، أي بدأ بمشكلة عارضة ممكن أن تقع في أي مكان، وفي 17/6 حدث شجار بين أفراد أسرتي موريس صاروفيم إبراهيم ومحمد محمد سليمان بسبب سقوط مياه قذرة من بلكونة مسكن الأول علي ملابس بشرفة مسكن الثاني، وأسفر الشجار عن إصابة بعض أفراد الأسرتين إصابات بسيطة تقرر لعلاجهم منها مدة لاتزيد علي عشرين يوماً.
وعقب السادات بأن بعض مثيري الشغب استغل هاتين الواقعتين ووضعوهما في إطار طائفي، بعيداً عن الحقيقة وبالغوا في تصويرها، وأشاعوا أن وفيات وإصابات حدثت فاندفع البعض دون ترو لارتكاب الحوادث المؤسفة التي وقعت. ونشرت الصحف يوم 8 سبتمبر ما أسمته بالقصة الكاملة لأخطر قضيتين أمسكت بهما المخابرات العامة في الفترة الأخيرة وكانتا خطراً علي الوحدة الوطنية أبرزهما قضية أستاذ جامعي بكلية الزراعة.
وحسب وصف الصحف فإن هذا الأستاذ، الذي يتلقي أولادنا وبناتنا كل يوم العلم والأخلاق علي يديه ظل ثلاث سنوات كاملة يكتب الخطابات المليئة بالحقد وبأقذع العبارات والإهانات للدين الإسلامي ورجاله وعلمائه ويرسلها إلي من يختاره : عالم في الأزهر.. صحفي.. كاتب إسلامي.. شخصية عامة.. بل إنه تهجم علي رئيس الدولة والمسؤولين فيها.
وحكت الأهرام : كانت البداية لأخطر قضية تهدد السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية في أواخر عام 1979، بدأت ببعض الخطابات ترد إلي بعض علماء الأزهر والشخصيات العامة وبعض الصحفيين، كانت هذه الخطابات صورة فريدة في نوعها حيث كانت تحوي تهجماً سافراً علي الدين الإسلامي وتعاليمه وتحوي ألفاظاً بذيئة وجارحة ومثيرة.
منها: «الملاحظ أن المشايخ أصحاب العمائم الخشبية والعقول الصخرية يحلو لهم الغمز في الدين المسيحي والأديان الأخري في حين أن أحداً من رجال الدين المسيحي لا يفكر في أن يتكلم عن الدين الإسلامي لأننا لا نعترف به».
ميلاد حنا: شكراً للسادات.. لو لم يعتقلني لأحسست أنني «سياسي قِلّة»
8/ 9/ 2006
من مارينا وفي تصريح عبر الهاتف يقول الدكتور ميلاد حنا المفكر السياسي أنه لو عاد به الزمان.. أو عاد السادات للحياة لشكره علي اختياره ليكون ضمن هذه الصفوة من أبناء مصر الذين اعتقلهم في سبتمبر 1981، يضيف «كنت سأحس أنني «ِقلِّة» بين السياسيين إذا لم أنل هذا الشرف. ويشير إلي أن السادات أراد أن يغير وجه التاريخ في لحظات سريعة فكانت قراراته الكثيرة والعديدة تخرج بشكل غير مدروس.. مما أدي به إلي النهاية سريعاً، يقول «السادات زال.. ولم يحدث أي تغيير لا للمصريين ولا لمن يحكمهم.
فلم تظهر قوي اقتصادية أو سياسية جديدة كل ما فعله السادات لم يكن سوي ضوء بسيط في مسيرة التاريخ. «وعادت مصر بعدها لمسارها الطبيعي، ورغم الهزات الكبيرة التي حدثت في هذه السنوات لم يتغير نظام الحكم، ولم يتغير برنامجه أو ملامحه رغم تغير اسم الزعيم. يسترجع ذكرياته البارزة في سجن وادي النطرون استقبال طرة قائلاً: «كنا نتحاور فيما بيننا كمثقفين ووصلنا إلي قناعة غريبة بأن السادات سيأخذنا جميعاً إلي منطقة الطور في سيناء في 25أبريل 1982، يوم تحرير سيناء، وأننا سنقف صفاً واحداً، ومن يعلن تأييده للزعيم..
ويعتذر عما بدر منه بعد الإقرار وبصوت مرتفع أن السادات كانت رؤيته صحيحة وسليمة فإنه سيتم فك أسره.. وسيكون مقرباً من الزعيم. أما من يقول لا..، لا أوافق علي المعاهدة أو السلام أو أعارض الزعيم فإنه سيكون ضمن الطابور المسافر إلي جبل الطور في اعتقال بلا نهاية. ويشير ميلاد حنا إلي أن الزنزانة أفضل ما يصنع النسيج الواحد.. ويقول «هي صنعت تحالفاً سياسياً حقيقياً..
وأصبحنا جبهة واحدة ضد السادات، وكنا مستعدين لإسقاطه. ويترحم ميلاد حنا علي الدكتور عبدالعظيم أبوالعطا الذي مات في السجن نتيجة الإهمال الطبي، ويقول: أنا خريج هندسة الإسكندرية دفعة 1945، وهو دفعة 1946، وعملت معيداً عليه خلال هذا العام.
موسي صبري : لست «كلب سلطة» وإجراءات السادات أخطر من قرار أكتوبر
8/ 9/ 2006
في مقال له بعنوان «أخطر من قرار أكتوبر» كتب موسي صبري رئيس مجلس إدارة «أخبار اليوم» ورئيس تحرير الأخبار يوم 8 سبتمبر 1981 أن قرار إبعاد قداسة الأنبا شنودة عن منصب البابا..
يمكن أن يكون له تأثيره العاطفي في قلوب الأقباط بصفة عامة لأنها تعد السابقة الأولي في التاريخ المصري الحديث.. ولأن منصب البابا يحمل رمزاً دينياً للمسيحيين الأقباط.. وأعرف أيضاً أن بعض الشباب المشحون قد يري في هذا القرار إيلاماً لمشاعره.
واقترح الكاتب الصحفي القبطي الذي أيد السادات وهاجمته الكنيسة ، أن «يكون طرح الحقائق.. هو الأسلوب الأوحد.
«إن لقداسة الأنبا شنودة كل احترام كرجل دين.. يؤدي رسالته الدينية في الدير الذي اختاره دائماً لأيام اعتكافه، وأن علاقته مع الله هي التي لا يمكن أن يمسها إنسان.. ولا ينكر أحد أنه علي علم غزير. أما المسؤولية في منصب البابا فهي منهج عمل.. وهي أكبر الخطر، إذا هي لم تدرك أبعاد الالتزام بما ينقذ مصر كلها.. الأقباط والمسلمين.. من كارثة حرب طائفية.. تحولنا إلي لبنان أخري.. أو إلي إيران أخري.
وأرجو أن يفهم الشباب الأقباط المتأثرون بعملية الشحن، أنني لم أكتب هذه السطور لأنني «كلب السلطة»، السلطة هي سلطة مصر، لاسلطة استعمار، وسلطة حاكم متعصب. السلطة هي القائد الذي حرر مصر، من الاستعمار السوفييتي والاستعمار الإسرائيلي.. السلطة هي الزعيم الذي أعطي شبابه وحياته من أجل مصر.. السلطة هي رب العائلة الذي عرف الفقر والمعاناة وعاش الشارع المصري بكل دمعه ونبضه.
أكتب هذه السطور عن اقتناع كامل، بأن مصر كانت مقبلة علي كارثة.. وليس هذا رأياً جديداً لي، بعد أن صدر القرار بإبعاد الأنبا شنودة.
هذا رأيي الذي حاولت بكل جهدي أن أقنع به البابا خلال سنوات التيسير لا التعسير، المرونة لا الصلابة، المسؤولية الدينية لا المسؤولية السياسية، التهدئة الإيجادية.. لا مواقف السلب، اختيار الوقت المناسب للمشكلة المناسبة، ترك القرار لرئيس الدولة لأنه راعي الجميع.. وأب الجميع.. حاكم مسلم لا يعرف شيئاً اسمه تعصب.. حاكم مؤمن يثق في المسيحي كما يثق في المسلم..
لا يغمط حق أحد، بسبب دين، ليس هو فقط.. أسرته أيضاً، كل أفراد أسرته، ولكن لا يمكن أن يكون مصير البلاد كلها - وهناك العناصرالمتطرفة من الجانبين التي أدخلت السياسة في الدين - متروكاً للحلول الوسط.. أو الحلول التي لا تراعي أي اعتبار شكلي أو تقليدي.. إلا إنقاذ مصر من هلاك محقق.. خاصة بعد أن دخل بعض السياسيين من الأحزاب المعارضة في اللعبة الخطرة.. وأرادوا أن يشعلوها ناراً تأكل المسلمين والأقباط.. لشهوات أتفه من أن يضروا فيها، بوحدة شعب.. ووحدة مصر،
لا أفهم أن هناك شعباً قبطياً في مصر، أفهم أن هناك أقباطاً هم جزء لا يتجزأ من شعب مصر. وأنهي مقاله الذي جاء علي صفحة كاملة بأن «هذه القرارات الضاربة لكل جذور الفتة الطائفية، الحامية لمصر.. مصر الأم لكل أبنائها من مسلمين وأقباط.. لم يكن ليستطيع أن يصدرها إلا أنور السادات، الأمر جد خطير.
قرارات ضرب الفتنة هي في رأيي أخطر من قرار حرب أكتوبر.. لقد حررنا قرار أكتوبر من الاستعمار والمهانة.. وقد حررتنا قرارات الفتنة من أن نهلك جميعاً».
جمال أسعد: أقباط المهجر قذفوا السادات بالبيض والطماطم.. فتأثرت علاقته بالبابا
8/ 9/ 2006
يقول السياسي جمال أسعد عبدالملك: إن العلاقة بين السادات والبابا شنودة كانت قد وصلت إلي أسوأ مراحلها وحالاتها قبيل أحداث سبتمبر، ومما زاد الطين بلة أن الرئيس الراحل عندما زار واشنطن قبيل الاعتقالات، رشقه أقباط المهجر ومناصروهم بالبيض والطماطم والشتائم التي لم يكن السادات يقبلها علي نفسه. وعن ظروف اعتقاله هو يقول «لم يتم اعتقالي لأسباب دينية، ولكن لقربي وعلاقتي بحزب التجمع وزعيمه خالد محيي الدين»، ويضيف «قمت بدعوة محيي الدين زعيم الحزب إلي مركزي القوصية في أسيوط.. واعتبرها المحافظ محمد عثمان إسماعيل الذي كان له دور بارز في إشعال الفتن، نوعاً من التحدي من جانب شاب مسيحي يعمل تحت إمرة المحافظة وظيفياً».
وأمر المحافظ رئيس مركز القوصية بأن «يفبرك» مظاهرة قادها أحد خطباء مساجد السلطة ضد خالد محيي الدين، وعقب ذلك قال الصحفي أحمد فرغلي وكان عضواً بمجلس الشعب عن حزب العمل: إنه كانت هناك محاولة لاغتيال خالد محيي الدين أثناء زيارته لمنزل جمال أسعد، الشيء الذي استغله موسي صبري «صحفي السادات كما يسميه» في التمهيد لفصل أحمد فرغلي من مجلس الشعب، وقد تمت فبركة الفصل من خلال تقديم أحد الأعضاء بمجلس الشعب طلب إحاطة للنبوي إسماعيل حول موضوع اغتيال محيي الدين في القوصية.
وبالفعل تم فصل النائب.. ووضعي علي قائمة المطلوب اعتقالهم حين تأتي الفرصة، ويضيف «تتابعت الأحداث.. وحدثت معركة بين المسلمين والمسيحين في الزاوية الحمراء وهي تدخل في إطار الفتنة الطائفية، فعلاً لا قولاً، مما أربك السادات.. ويوم 4 سبتمبر 1981، تم القبض علي في القوصية..
وتم ترحيلي إلي معسكرات الأمن المركزي في أسيوط.. ثم إلي سجن استقبال طرة.. مع مجموعة من الأقباط، وكان جميع الأقباط يتم ترحيلهم إلي أبوزعبل لكنهم استبقوني في طرة.. وقضيت ليلة السبت 5 سبتمبر هناك، واكتشفت أن جميع الموجودين هم أعضاء الجماعات الإسلامية والإخوان والشيوخ المعتقلون. ويوم الأحد، 6 سبتمبر، فوجئ الجميع بإصابة جميع المعتقلين بحالة إسهال، مما آثار الرعب والذعر بين الجميع، فكانت حالة هياج شديد داخل الزنازين، حيث ضرب المعتقلون «قروانات» الأكل بأبواب الزنازين، مما أحدث صوتاً مرعباً لا يحتمل.. ورافق ذلك هتافات ضد الدولة وضد المسيحيين، وكانت هذه الهتافات جديدة علي مسامعي فأحدثت ذعراً في داخلي مضافاً لحالة التوتر التي مرت بي.
ولما هدأت الأوضاع بعد الحوار بين مأمور المعتقل وممثلي الجماعات، طلبت أن يتم نقلي بعيداً عن طرة، إما مع السياسيين زملائي أو مع المسيحيين الذين رحلت معهم من أسيوط. ويصف جمال أسعد معاناته مع التعذيب والإذلال في سجني أبوزعبل ووادي النطرون الذي تحسنت فيه الأمور نسبياً، يقول: في ليمان طرة لم يبق من السياسيين سوي أنا وميلاد حنا وسمير تادرس، وتم ترحيل ميلاد حنا إلي طرة.
وبعد فترة تم ترحيلنا إلي المرج، « وكان بالمرج مع المساجين المسيحيين 24 قسيساً و8 أساقفة أبرزهم الأنبا بيمن أسقف ملوي والأنبا بمرا أسقف دير الرزيقات، والذي قيل إنه كان يحدث معجزات داخل السجن، أما الأنبا بيشوي فيصفه جمال أسعد بأنه كان مريضاً بحب الذات، فالبرغم من أن الجميع كانوا معتقلين، إلا أنه كان يلزم القسس بخدمته، وكان يعامل الجميع باستعلاء، وكأنه أسقف خارج المعتقل.. والآن هو سكرتير المجمع المقدس وهو الذي يحاكم الكهنة.. وتسبب في العديد من المشاكل والأزمات بين الكنيسة وبين بعض أبنائها مستغلاً علاقته بالبابا، أما الأنبا بنيامين فهو أسقف المنوفية وسبق أن زاره السادات في مدرسته التي تعلم فيها.
أما الأنبا ويصا، وكما يصفه جمال أسعد فكان مشاغباً، وقام ببعث رسائل إلي بعض المعتقلين عن طريق المساجين المدسوسين علي السياسيين، مما تسبب في إحراج وقلق للجميع.
ويقول: «الأنبا ويصا أيضاً هو أسقف البلينا الذي قام بدور في أحداث الكشح الأولي.. حيث لم يعالج الموقف بحكمة، وتدخل هو والأمن بطريقة غير لائقة، حيث كان الود مفقوداً بينهما.. وكان دوره في الكشح» الثانية هو تصعيد الأمور بمطالبته تدخل الخارج في المسألة القبطية أما الأنبا فام أسقف طما، وهو حاصل علي بكالوريوس علوم..
ومن المفترض أن يكون تفكيره علمياً، إلا أنه قام بالدعاية لأحد القسس المتوفين وجعله قديساً يذهب المسيحيون إليه تبركاً وللحصول علي جزء من الرمال المحيطة بمقبرته وخلطها بالماء لشربها شفاءً من الأمراض. ويخرج جمال أسعد من رواياته عن المعتقلات والقساوسة، إلي استدعائه يوم 25 نوفمبر، وذهابه إلي المدعي العام الاشتراكي مقيداً بالحديد.. ثم إذا بالسيارة التي تحمله وانضم إليه فيها د. حلمي مراد نائب رئيس حزب العمل تسير بهم قاصدة قصر العروبة.. بعد تحسين هندامهم.. وما هي إلا دقائق حتي وجدوا الرئيس الجديد حسني مبارك يستقبلهم بدلاً من المدعي الاشتراكي.
ويشير إلي أنه عاد لمعتقل المرج ولم يكن مأموره يعرف بإجراءات الإفراج وتم حجزه إلي عصر اليوم التالي.. ثم اتصل به مدير مصلحة السجون، وكان قد شاهد مقابلتهم مع الرئيس، يقول «خرجت إلي الشارع ولم يكن معي مليم واحد.. وركبت سيارة من الجيزة إلي أسيوط وطلبت جنيهاً من السائق بدلاً من إعطائه الأجرة، لكنني كنت مشهوراً في هذا اليوم وعرفني الركاب لأنهم رأوا اللقاء عبر التليفزيون... ووصلت منزلنا دون أي ديون.
البابا كان يتوقع الأسوا
لم يعتقل السادات البابا شنودة لكنه حدد إقامته فى دير وادى النطرون ونقل سلطته إلى لجنة معينة بقرار منه، ولم يتفاجأ شنودة بمثل هذا الإجراء.. ولكن المقربين منه كانوا يؤكدون أنه كان يتوقع مثل هذا الجراء منذ هاجمه السادات لأول مرة فى اجتماع البرلمان يوم 14 مايو 1980.
يقول هيكل، فى كتابه، خريف الغضب كان ابابا يعرف أن عدداً من الأقباط المسفدين من الانفتاح يؤيدون السادات ضده، كما أنه كان يعرف إيضاً أن بعض رجال الدين المسيحى، وفى مقدمتهم الراهب متى المسكين، على اتصال وثيق بالسادات، وفى يوم 2 سبتمبر عرف البابا أن مئات من الأساقفة والرهبان والقساوسة قد جرى اعتقالهم ولكن أحداً لم يكن أقترب من البابا نفسه حتى ذلك الوقت وفى صباح 5 سبتمبر، عرف البابا أن الدير الذى يقيم فيه جرى تطويقة يواسطة قوات من الشرطة والأمن المركزى، يذكر أن عدداً من الاسافقة جرى اعتقالهم من دخل دير وادى النطرون.
3 فئات للمعتقلين الأقباط
رصدنا نحو 152 قبطيا ضمن ال 1536 شخصا الذين طالتهم اعتقالات سبتمبر وينتمى هؤلاء الأقباط إلى ثلاث فئات سياسية.
الأولى: مجموعة الأساقفة والقساوسة والقريبين من البابا شنودة
الثانية: الأقباط المشاركون أو المتورطون فى أحداث «الفتن الطائفية» خاصة الزواية الحمراء.
الثالثة: عدد محدود من الشخصيات العامة القبطية ومعظمهم كانوا ضمن التيار اليسارى القومى.
كرامات البابا.. وصلاته على صموئيل!
كان الأنبا صوئيل أسقف الخدمات أحد الأسافقة الخمسة الذين اختارهم السادات لتولى مهام ومسؤوليات الكرسى البابوى، مع قرار السادات بعزل البابا شنودة.. وبعد 21 يوماً من اختيار صموئيل وبينهما كان جالساً إلى جوار السادات فى المنصة أصابته رصاصة قاتلة ومات إلى جوار من اختاره ويؤمن كثير من الأقباط حتى اليوم بأن كرامات البابا شنودة قد تجلت فى هذه اليوم وحلت على الذين ظلموه أو ساعدوا ظالميه وخرج البابا شنودة مرة واحدة من الدير فى فترة الحصار، وكان خروجه لحضور قداس جنازة اقيمت فى الكاتدرائية الكبرى فى القاهرة على روح الأنبا صموئيل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.