شارك مسلمو فرنسا، اليوم، تلبية لدعوة الكنائس في قداديس في أنحاء البلاد، بعد 5 أيام من قتل كاهن بأيدي جهاديين داخل كنيسته في بلدة سانت اتيان دو روفريه قرب مدينة روان غرب فرنسا، في تحرك يؤكد وحدة المجتمع الفرنسي، وصفته صحف ومواقع إخبارية فرنسية بانه يوم «المؤمنين»، مشيدة باللفتة الطيبة التي قدمها المسلمون بمشاركتهم القداس لمشاركة إخوانهم المسيحيين أحزانهم والدعوة للسلام والحب. «جئت لمشاركة ألمي مع إخواني وأخواتي المسيحيين»، هكذا قالت سيدة محجبة في السبعين من عمرها، ليرد عليها كاهن كنيسة روان: «شكرا جزيلا لك على وجودك معنا»، بحسب صحيفة «لوبس» الفرنسية، موضحة أن هذه هي الأجواء في الكنيسة الباريسية، حيث تجمع مئات المسلمين لمؤازرة ومواسية أخوانهم المسيحيين. وذكر موقع «أر تي أل» الفرنسي، أن صلوات شارك فيها مسيحيون ومسلمون في عدة مدن، فيما لا تزال فرنسا تحت وطأة الصدمة إثر قتل الأب جاك هاميل ذبحا أثناء إقامته قداسا في كنيسته. وفي كنيسة بلدة سانت اتيان دو روفري، تجمع كاثوليك ومسلمون أمام صورة للكاهن محاطة بباقات أزهار، للاستماع إلى كلمة الكاهن، التي شدد فيها على أن «الأخوة لا تزال قائمة بين الديانتين». ونقل الموقع عن طارق أوبرو إمام مسجد بوردو قوله «هذه فرصة لإثبات أننا لا نخلط بين الإسلام والجهاد الإسلامي، مثلما لا نخلط بين الكاثوليكية والأصولية». أطلقت صحيفة «لو ماتان» الفرنسية، على يوم أمس اسم «يوم المؤمنين»، بعد تجمع آلاف المسيحيين والمسلمين وآخرين من جميع الأديان وممثلين عن الكنائس الكاثوليكية والبروتستانتية والبوذية واليهودية في مكان واحد بنية الحب والسلام والتأمل والصلاة فقط. وذكرت صحيفة «لو ديباش» الفرنسية، أن المسلمين قدموا لفتة رقيقة أثناء القداس وعانقوا الكاثوليك، ثم جاء أحد الكهنة لاحتضان المسلمين المصطفين في الكنيسة. ونقل موقع قناة «بي أف ام» الفرنسية، عن أحد المسلمين الذين حضروا القداس، قوله: «هذا الاختبار لن يفرق بيننا بل زادنا قربا»، موضحا أن الكاثوليك عبروا عن امتنانهم لوقوف المسلمين بجوارهم. وأضاف: «جئنا لإيصال رسالة السلام والتضامن كما يأمرنا رسولنا محمد». مشيرا إلى أهمية هذه اللحظة التي انتهت مع بادرة للسلام بين ممثلي الديانتين. وذكرت صحيفة «لو جورنال دو ديمانش» الفرنسية، إنه إذا كان الإسلام قد وجد مكانته في الجمهورية، فتوجد حاجة ماسة لبناء ميثاق حقيقي مع هذه الديانة التي تعتبر ثاني أكبر الديانات في فرنسا من حيث عدد أتباعها.
