اعتبرت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية للأنباء، أن الاعتصامات العمالية التي تشهدها مصر، تكشف أن"النظام الحاكم "غير فعال"، و"مستبد" يصر على الحفاظ على سلطته، مؤكدة أنه يعمل على"إطعام النخبة بدلاً من الأغلبية الساحقة من المواطنين المصريين". ورصدت الوكالة في تقرير لها اليوم، تزايد ما أسمته "اليأس والإحباط"بين المصريين، جراء ارتفاع أسعار كل شيء من الغذاء إلى المسكن، مؤكدة أن ظهور علامات التحول السياسي على هذا الغضب هو ما يثير قلق الحكومة المصرية، مشيرة في ذلك إلى الاحتجاجات والاعتصامات على رصيف البرلمان، والتي "ألقت الضوء على التفاوت في الدخل،وعبرت عن صميم مشاكل مصر الاقتصادية والاجتماعية". وأشارت إلى أن هناك أكثر من 40 % من المصريين يعيشون تحت أو قرب خط الفقر، وأن تراكم الإحباط بين المصريين يأتي في "وقت حرج" بالنسبة للحكومة، مشيرة إلى الانتخابات البرلمانية وانتخابات الرئاسة المقبلتين، وإلى وجود منافس بارز محتمل للرئيس حسني مبارك وهو الرئيس السابق لوكالة الأممالمتحدة للطاقة الذرية الدكتور«محمد البرادعي»"الذي برز بوصفه شخصية معارضة تدعو إلى إجراء إصلاحات ديمقراطية شاملة"، مضيفة أنه في ظل هذه الخلفية، فإن الاحتجاجات ضد أسعار المواد الغذائية، والمرتبات، والإسكان ومجموعة كبيرة من القضايا الأخرى الموجودة بمثابة رسالة "مشئومة" للحكومة المصرية. وأكدت الوكالة أنه حتى الآن لم يتم دمج هذه الاحتجاجات الاقتصادية مع نظيرتها السياسية التي ازدادت وتيرتها مؤخراً للمطالبة بإصلاحات سياسية، مشيرة في ذلك إلى مظاهرات 3 مايو الماضي ضد قانون الطوارئ، مؤكدة أنها انتهت بعنف، حيث قامت شرطة مكافحة الشغب بضرب واعتقال بعض المتظاهرين، واستطردت، لكن في المقابل اتخذت الحكومة موقفاً"أقل حدة"مع المحتجين على القضايا الاقتصادية وقدمت تنازلات صغيرة لتلبية مطالبهم. ونقلت الوكالة عن «محمود العسقلاني» من مجموعة مواطنين ضد الغلاء ومنظم حملة مقاطعة اللحوم، قوله "إن الشعب المصري أصبح مثل الخشب على استعداد لالتهام النار"، مضيفاً أن "السلام الاجتماعي في مصر أصبح مهدداً"، وذلك بسبب ارتفاع معدل السرقات وجرائم القتل وغيرها من الجرائم حيث المال هو الدافع. كما نقلت عن «هاني صبرا» خبير مصري مع مجموعة أوراسيا الأمريكية، قوله،"نمو الاقتصاد لم يحقق صداه، والغالبية من السكان لا تزال في وضع سيئ للغاية"،مضيفاً،"لا أرى قيام ثورة في مصر أمراً وشيكاً، ولكني أرى معارضة أكثر عنفاً".
