تباينت ردود الفعل بين مرشحي الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، حول حادث تفجير ملهى ليلي في مدينة أورلاندو بولاية فلوريداالأمريكية والذي راح ضحيته 50 شخصا وأصيب 53 آخرون، ووفقا لتقرير صحيفة واشنطن بوست الأمريكية كان ترامب الأكثر حدة في التعامل مع الأمر، خاصة في إطلاق الأحكام قبل بداية التحقيقات، أما كلينتون كانت الأكثر هدوءاً في التعامل مع الأمر. وقال ترامب على صفحته بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «إنه كان محقا بشان الإرهاب الإسلامي المتطرف»، ووجه سؤالا للرئيس الحالي باراك أوباما، قائلا: «هل ستذكر في خطابتك (الإرهاب الإسلامي المتطرف)»، وطالب باستقالة أوباما على الفور طالما لن يقر هذه الجملة صريحة. في حين جاءت التدوينة الأولى لكلينتون تحمل القلق حول الضحايا، مؤكدة أنها سننتظر البيان المبدئي للتحقيقات، وبعد ساعات أصدرت بيان بوعودها لمعالجة القضايا الرئيسية التي أدت إلى هذه المأساة كالإرهاب، وحقوق المثليين جنسيا والسيطرة على تداول الأسلحة، لكنها لم تذكر الإسلام كأحد الأطراف في الحادثة. فطريقة «ترامب» في التعامل مع المسلمين خدمته في الانتخابات التمهيدية للجمهوريين، خاصة بعد موقفه من حادث كاليفورنيا ودعوته لحظر تام وكامل لدخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة، لكن أصبح من غير المؤكد كيف سيتفاعل مع هذه الطريقة الجمهور الكبير من خارج الحزب الجمهوري والذي طالب «بجحيم أسوأ بكثير» للتعامل مع ما أطلق عليه الإرهاب الإسلامي المتطرف، وفقا لصحيفة واشنطن بوست. ويري ستيورات ستيفنز، كبير الاستراتيجين في حملة ميت رومني الانتخابية في عام 2012، أن تصرفات ترامب «صبيانية»، مضيفا أن ترامب يجد كل يوم وسيلة مختلفة يظهر بها أنه غير مؤهل ليكون رئيس الولاياتالمتحدة، «فاليوم يستقبل ترامب التهاني في الوقت الذي تم فيه قتل 50 شخصا.» وبرر نيوت جريجريتش، رئيس مجلس النواب الأمريكي، وحليف «ترامب»، في مقابلة صحفية، ما فعله «ترامب» بأنه اندفاع طبيعي من مواطن أمريكي متأثرا بالحدث، قائلا: لا يمكن التعايش بسلام مع هؤلاء الناس مشيرا في حديثه للمسلمين، مضيفا «أنه يجب أن يتم القيام بحملة موجهة على وسائل الإعلام الاجتماعية لضربهم». أما «كلينتون» فدعت في بيانها إلى مضاعفة الجهود الوطنية للدفاع عن البلاد من التهديدات في الداخل والخارج، وفرض القيود على تداول الأسلحة النارية، وتأكيد ضمان حقوق المثليين جنسيا، وأن يتم ضمان حقوق الأقليات بما فيها الجنس والنوع والديانة. وأطلقت كلينتون حملتها الانتخابية بناء على خطط للسيطرة على السلاح وضمانات حقوق الأقليات بما فيهم المثليين جنسيا كقضايا مركزية في الحملة، واعتمد الرئيس أوباما في وقت لاحق نهجا مماثلا. وقالت كلينتون في بيانها أنها دعت مرارا وتكرارا إلى وضع حد للتميز بين أفراد المجتمع، خاصة الأقليات في حملتها الانتخابية. وقال جيمس برادي، المتحدث باسم البيت الأبيض، إن أوباما يعتبر هذه الحادثة كلحظة تحتاج فيها الأمة أن تكون جنبا إلى جنب لدعم التقاليد الأمريكية في التنوع العرقي والتسامح. ولم يذكر أي إجراءات لحظر المسلمين أو أي اختيارات دينية مصممة لدخول واللاجئين المسلمين من سوريا والعراق لدخول الولاياتالمتحدة، ودعا الأمريكيين إلى عدم «الاستسلام للخوف، وأن يكونوا مع بعضهم البعض».
