75 عاما عمر نقابة الصحفيين، وقفت شامخة على مدار العقود الماضية تدافع عن الحريات وحق الشعب فى الحصول على المعلومة والمعرفة، نضال لا يتوقف وأقلام لا ينضب حبرها وكاميرات لا يتوقف فلاشها وللصحفى والصحفية تاريخ مهنى ونقابى طويل وحاضر كان ولايزال محفوفا بالمخاطر ومستقبلا مفعما بالأمل. للصحفيات دور كبير ورائد فى تاريخ مهنة الصحافة، فمنهن من شاركت فى تأسيس نقابة الصحفيين ومنهن من كن أعضاء بمجلس النقابة التى تضم فى عضويتها 9035 صحفيا، موزعين ما بين جدول المشتغلين وجدول تحت التمرين بينهم 6191 ذكورا و2844 إناث،منهم من يعمل بالتحرير ومنهم من يعمل بالتصوير الفوتغرافى والفيديو. لم تسلم الصحفيات من التعرض للإيذاء ووصل الأمر للقتل أثناء ممارستهن عملهن، فمنهن ميادة أشرف وحبيبة عبدالعزيز اللتان استشهدتا أثناء عملهما بعد ثورة 30 يونيو. قدمت الصحافة المصرية فى السنوات القليلة الماضية شهيدتين للوطن هما: ميادة أشرف التى كانت تعمل صحفية بالدستور وقت استشهادها، وهى من مواليد قرية «إسطنها» بالباجور فى المنوفية فى 18 إبريل 1992، وتوفيت متأثرة بإصابتها قبل أن تتم عامها ال22، إذ رحلت فى يوم 28 مارس 2014 على إثر إصابتها بطلق نارى أثناء تغطيتها الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين من جماعة الإخوان فى منطقة عين شمس. ميادة هى أول صحفية تستشهد أثناء تأدية مهمتها المهنية. والثانية حبيبة عبدالعزيز، التى كانت تبلغ من العمر، وقت استشهادها 26 عاما، تعمل مراسلة فى مجلة «جولف نيوز» الإمارتية، وتعيش فى الإمارات، جاءت إلى مصر لتغطية اعتصام رابعة واستشهدت هناك يوم 14 أغسطس 2013 أثناء فض الاعتصام. يذكر الكاتب الصحفى أحمد رجائى دور الصحفية فى رئاسة العمل الصحفى ورئاسة تحرير بعض الصحف، بأن المرأة سبقت الرجل فى عالم الصحافة، والدليل شهادة شيخ الصحفيين ونقيبهم الراحل الأستاذ حافظ محمود، بأنها لم تكن متخلفة عن الرجل فى مجال الصحافة، بل قال إنها للحق كانت سباقة للرجل!! فعندما أصدر الدكتور البقلى باشا كبير أطباء مصر مجلة «يعسوب الطب» عام (1866)، كانت مساعدته هى المحررة الوحيدة فى المجلة.. وهى جليلة «تمرهان»:.. ولكن تم اختيار مناسبه صدور مجلة «الفتاة» التى أصدرتها «هند نوفل» عام (1892) لتكون تأريخا لمولد الصحافة النسائية فى مصر، ثم أصدرت ألكسندر افرنيو مجلتها «أنيس الجليس» عام 1899. وأصدرت «لبيبة هاشم» مجلة «فتاة الشرق» عام 1906.. وبعدها أصدرت فاطمة اليوسف «روز اليوسف» مجلتها المشهورة.. ثم أصدرت «أمانى فريد» «بنت الشرق» عام 1954، وأصدرت «درية شفيق» مجلة «بنت النيل». وشاركت نبوية موسى فى تأسيس النقابة وتعتبر من الرائدات الصحفيات، حيث أصدرت العدد الأول من مجلتها «الفتاة» فى 20 أكتوبر 1937. وكانت أمينة السعيد أول صحفية عضواً بمجلس النقابة لثلاث دورات منذ عام 1954، أما سناء البيسى فكانت عضواً بمجلس النقابة من 1987 إلى 1991. وتتحدث الكاتبة الصحفية الكبييرة أمينة شفيق بأنه فى عام 1923 حصلت المصريات على حق التعليم الثانوى ثم فى عام 1930 حصلت على حق التعليم الجامعى، تلى ذلك انخراطها فى العمل وبالتالى، يمكن القول إنها حققت جانبا من قفزاتها النقابية والسياسية والعملية على مراحل طوال القرن العشرين. ولكن لا يمكن أن ننكر أن المرأة المصرية غير المهنية انخرطت فى النشاط النقابى العمالى فى عشرينات القرن الماضى حتى قبل أن تحصل على حقها فى التعليم المتساوى أو حتى قبل أن تنخرط ثم تشارك فى قيادة النشاط النقابى المهنى.