أعتقد إنه حان الوقت لنتكلم و لن أطيل عليك و لكن لكي قصة قصيرة أحب أن أسردها لك سريعا .... سيدي أنا مصرية من الصميم ... مصرية حتى النخاع ... مشكلتي في هذه الدنيا و التي يعتقد البعض إنها بسيطة جدا هي أني مصرية و لا استطيع التنازل عن مصريتي ... مشكلتي هي حبي لهذا الوطن .... حبي لمصر ... مصر التي كانت تسبق كل العالم و تقوده ... و الله سيدي هذه مشكلتي و الله أنا أعشق مصر ... أحبها جدا ... و الله أحبها "بعبلها" كما يقولون و لا أدّعي أني وحدي في هذه المشكلة ... أنها مشكلة ملايين من المصريين الذين أبوا أن يتركوا هذا الوطن و ملايين أخرين تركوها مجبرين و يحلمون مثل حلمي تماما عندما كنت بخارجه ... سيدي لقد عشت طفولتي خارج هذا الوطن و عشت بعض سنين شبابي أيضا خارجه و لكن لم أتذوق طعم سعادة أبدا إلا في هذا الوطن ... وطني ... وطني الذي أعشقه ... أعشق هواه ... أعشق نيله ... أعشق بحاره ... أعشق شمسه ... أعش ناسه بل أعشقه كله ...وطني ... الذي أري عشقه في عيون الكثير من المصرين ... الكثير الذين أيضا لديهم الكثير ليعطوه لهذا الوطن ... سيدي لم أحلم أبدا بالسفرو لا أرغب فيه ثانية رغم العروض الكثيرة التي قد احصل عليها بطبيعة عملي و عمل زوجي و لكن أحلم بمصر قوية و أبية كما علمتمونا في كتب التاريخ ... كنت دائما أفخر بمصريتي في كل بلد أزوره و كنت أعتقد أن الجميع يروني مصرية و لكن أسفا أقول إني صدمت بما وجدت من رددات الفعل .... نعم لقد جعل النظام هذا المصري الذي صنع التاريخ غير قادر على صنع أي شئ حتى رغيف عيشه ... سيدي أملي الان أن أرفع رأسي ثانية و أفول بصوت يسمع̛ العالم نعم أنا مصرية ... و أفخر سيدي إني أثق في قدرات هذا الشعب كما أثق في أمكانات هذا الوطن ... و لكن كنا دائما ينقصنا الأمل ... الأمل الذي وجدناه يوم 25 يناير ... الامل الذي جعلنا نستنشق هواء غير الذي تعودناه من قبل ... هواء الحرية و نسيمها ... سيدي لا تضيعوا حلمنا فنموت و لا تتهاونوا في تحقيقه فيضيع ... سيدي لن تستقيم الأمور ابدا إلا إذا أخذ كل منا حقه أو جزائه و لن تستقيم إلا بتحقيق كل مطالبنا و لن تستقيم إلا عند عودة كل قرش منهوب ... سيدي لقدانحزت للحق في ثورتنا و لكن تبقى ان تنحازوا لمطلبها ... سيدي أراها فرصتكم لتكتب أسمائكم في هذا التاريخ بماء من ذهب و ليقول التاريخ يوما إنكم الذين عبرتم بمصر من هذا المأزق .... و أنكم الذين نصرتم الحق و قدمتم كل صانعي الفساد لينالوا عقابهم ... سيدي أنها أيضا فرصتكم لتغسل ذنوبكم بماء و ثلج و برد ... سيدي إنه حلمنا فلا تضيعوه و فرصتكم فأغتنموها ... فلن نعيش لنصنع ثورة أخرى و لن تعيشوا لتنصروا غير ثورتنا ... بقلم د. سماح الصحفي