صَعَّد الفلسطينيون «انتفاضة السكاكين» ضد قوات الاحتلال والمستوطنين اليهود فى الأراضى المحتلة، بالتزامن مع زيارة نائب الرئيس الأمريكى، جوزيف بايدن، إلى إسرائيل، دون أن يحمل معه أجندة حول دفع عملية السلام المتوقفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. واستُشهد فلسطينيان بنيران الاحتلال، أمس، عقب قيامهما بإطلاق أعيرة نارية وإصابة مدنى بجروح خطيرة بضواحى القدس القديمة، واستُشهد فلسطينى ثالث برصاص الجيش عند حاجز قريب من قرية الزاوية شمالى الضفة الغربية، بعد أن حاول طعن جنود إسرائيليين. وشهدت إسرائيل 4 هجمات مماثلة، أمس الأول، قُتل خلالها سائح أمريكى، وأُصيب 9 آخرون فى ميناء يافا بتل أبيب. وانتقد «بايدن» القادة الفلسطينيين بشكل ضمنى، لعدم إدانتهم الهجمات ضد الإسرائيليين، وقال- بعد لقائه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو- إن «الولاياتالمتحدة تدين هذه الأعمال». وأضاف: «هذا النوع من العنف الذى شهدناه، والفشل فى إدانته، والخطاب الذى يحض على العنف والانتقام الذى ينجم عنه يجب أن يتوقف». وتوجه «بايدن»، مساء أمس، إلى رام الله للقاء الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن». واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية ب«إعدام الشبان الفلسطينيين، والاستمرار فى سياسة القبضة الحديدية الدموية والحلول الأمنية»، بينما كشفت مصادر إسرائيلية عن مقتل أحد ضباط جهاز الأمن العام الإسرائيلى «الشاباك» على حدود قطاع غزة، أمس الأول، فى ظروف وصفتها ب«الغامضة». وتأتى هذه الحوادث فى إطار «انتفاضة السكاكين» التى اندلعت فى أكتوبر الماضى، وراح ضحيتها 192 شهيدا فلسطينيا، كما قُتل خلالها 30 إسرائيليا و3 أجانب. وفى ظل التصعيد المتبادل بين الفلسطينيين والاحتلال منذ 5 أشهر، لا يتوقع المسؤولون الأمريكيون حدوث أى انفراجة خلال زيارة «بايدن»، الذى بحث بشكل أساسى التوتر بين إسرائيل والولاياتالمتحدة، على خلفية إلغاء نتنياهو زيارته لواشنطن، ورفضه الاجتماع مع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ورد البيت الأبيض على إلغاء الزيارة بقوله إنه «فوجئ» بعلمه أولاً من وسائل الإعلام الإسرائيلية أن نتنياهو قرر عدم حضور المؤتمر السنوى للجنة الشؤون العامة الأمريكية- الإسرائيلية «إيباك»، كبرى جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل فى الولاياتالمتحدة، فيما بررت إسرائيل قرار نتنياهو إلغاء الزيارة برغبته فى ألا يبدو كأنه يتدخل فى الانتخابات التمهيدية الأمريكية.
