للمرة الثالثة في عامين، زار الرئيس عبدالفتاح السيسي، الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، وجّه خلالها رسائل لأقباط مصر، أهمها: «محدش هيقدّر يفرق بينا»، واعتذر عن التأخير في ترميم الكنائس التي جرى حرقها عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة: «أرجو أن تقبلوا اعتذارنا عما حدث، وإن شاء الله السنة القادمة لن تكون هناك كنيسة أو بيت من بيوتكم إلا وقد تم ترميمها». قبل هذه الزيارة بحوالي 9 أشهر، وتحديدًا في فبراير الماضي، عزّى السيسي، البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، في استشهاد 21 قبطيًا بالأراضي الليبية على يد تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». وقال السيسي: «الشعب كله مجروح مما حدث للمصريين في ليبيا، والدولة والقوات المسلحة ستثأر لأبنائها»، مشيرًا إلى أن وحدة الشعب وتماسك المصريين والتفافهم حول الدولة، يمنع حدوث ذلك. زيارة «السيسي» لتقديم العزاء، سبقتها زيارة أخرى إلى «الكاتدرائية» في السادس من يناير 2014، لمشاركة الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد، وهي خطوة لم يقدم عليها أي رئيس مصري منذ افتتاحها في عهد الرئيس جمال عبدالناصر عام 1968، فالرؤساء بداية من «ناصر» إلى عدلي منصور، لم يحضروا قداس عيد الميلاد. «كان ضروري إن أنا أجيلكم علشان أقول لكم كل سنة وأنتم طيبيبن، وأرجو ألا أكون قطعت صلاتكم».. بهذه الكلمات شارك «السيسي» في قداس عيد الميلاد، وزاد على حديثه: «من المهم أن الدنيا تشوف المصريين، ومينفعش حد يقول غير كلمة المصريين، نحن قادرون أن نعلم العالم الإنسانية والحضارة، ومن المهم أن ينظر العالم إلى هذا المشهد الذي يعكس وحدة المصريين الحقيقية، ونؤكد للعالم من هنا أننا جميعًا مصريون فقط، وسيحب بعضنا البعض بجد دون أي تفرقة لأن هذه حقيقة المصريين». ورغم أن الزيارة لم تستغرق أكثر من 15 دقيقة، إلا أنها أحدثت صدى كبيرا في وسائل الإعلام المحلية والعربية، واعتبروها بداية مرحلة جديدة من علاقة «الكاتدرائية» برؤساء مصر، بعد تاريخ طويل من الشد والجذب. يذكر أن «الكاتدرائية» بُنيت في الستينيات في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وحضر الأخير حفل افتتاحها، ولم يزرها مرة أخرى، فيما كان هناك صراع مكتوم بين «السادات»، والبابا شنودة، بطريرك الكرازة المرقسية آنذاك، ورغم ذلك زار الكاتدرائية مرتين، أما «مبارك» زارها مرتين الأولى عام 2000 لتأدية واجب العزاء في الفريق فؤاد عزيز غالى، قائد الجيش الثانى الميدانى في حرب أكتوبر، والثانية كانت في قداس جنازة المستشار حنا ناشد عضو المكتب السياسى للحزب الوطنى المنحل ديسمبر 2006، كما أن الملف القبطى في عهده، كان في يد جهاز أمن الدولة المنحل. أما الرئيس المعزول محمد مرسي لم يزر «الكاتدرائية» عندما كان رئيسًا للجمهورية، فيما زارها الرئيس السابق عدلي منصور مرة واحدة في الخامس من يناير 2014، وقدم التهنئة بأعياد الميلاد للبابا تواضروس.
