في عالم كرة القدم هناك من يتوق دائمًا لمتابعة الاخبار وهناك من يهتم أكثر بالتفاصيل، ولهواة التفاصيل، دعوة للتفكير فيما تحمله رأس جوزفالدو فيريرا، المدير الفني لفريق الزمالك قبل مباراة نهائي الكأس أمام الأهلي، وهل لهذه الدرجة كان البرتغالي واثقًا من الفوز على سموحة للدرجة التي جعلته يستخدم اللقاء كإعداد للنهائي فأشرك من يحتاج لمزيد من المشاركة أساسيًا وأراح من يحتاج للراحة، وشارك من يحتاج ألا يجعله بعيدًا دون أن يعرضه للاجهاد في جزء من اللقاء . مصطفي فتحي لا يحتاج للتجهيز وكذلك حفني بقدر احتياج كلً منهما للراحة، على العكس، يحتاج كل من محمد إبراهيم وحمودي للعب المزيد من الوقت، ولكن بحساب حتى لا تتعرض عضلاتهم للاجهاد نتيجة الابتعاد لفترة عن اللعب بشكل منتظم، إبراهيم شارك كأساسي في مباراتي الصفاقسي واورلاندو، وحمودي شارك كبديل، فقرر فيريرا أن يعكس الأمر هذه المرة، فلعب حمودي لمدة ساعة ولعب إبراهيم ما تبقى من المباراة على عكس ما حدث في المباراتين الأفريقية . لنعد للخلف قليلًا، وبالتحديد إلى مباراة الأهلي والزمالك الأخيرة في الدوري، والتي حسمها الأحمر لصالحه بهدفين دون رد في واحدة من أسوأ مباريات الزمالك هذا الموسم وبالأخص مع فيريرا، ونطرح سؤالًا هامًا: ما الذي استخلصه فيريرا بعد اول مباراة خاضها مع الزمالك امام الأهلي؟ اللاعبون يفقدون ثقتهم في أنفسهم حينما يتعلق الامر بمواجهة الأهلي، وما لم يستخلصه فيريرا هو أن طريقة لعبه هي أقصى ما يتمني المدير الفني للأهلي حتى يفوز على الزمالك بمنتهي السهولة. ولكن الآن، دعونا نتحدث أكثر عن الأولى، عن ما استخلصه فيريرا، لأن هذا الأمر هو ما سيحدد طريقة تفكير فيريرا قبل اللقاء. العجوز البرتغالي سيلجأ لاختيار لاعبين يملكون الشخصية القوية التي تمكنهم من التعامل مع مباراة الاهلي دون قلق أو خوف، أو دون أن يفقد أحدهم ثقته بنفسه، والأقرب إلى ذلك بحسب رؤية فيريرا، الثنائي أيمن حفني ومحمد إبراهيم، لسابق إثبات كل منهما ذلك في مباريات سابقة شارك فيها إبراهيم من ناحية وتألق وسجل، وأيمن حفني شارك في مباراتين وتألق وسجل، أما حمودي وكهربا فلم يشارك ايًا منهم في أي مباراة قمة قبل قمة يوم الاثنين التي ستحدد هوية بطل الكأس. ولكن، كعادة مباريات الأهلي والزمالك في السنوات الأخيرة، يحدث أمر ما من شانه أن يربك كل حسابات المدير الفني، كإصابة حفني في مباراة الدور الثاني اوشيء من نوع آخر يربك الفريق ككل كهروب باتشيكو قبل مباراة الدور الأول، والآن يُصاب محمد إبراهيم بعد تدخل عنيف من ابن الأهلي ولاعب سموحة أحمد نبيل «مانجا»، وهو أحد أهم الأوراق التي كان ينوي المدرب البرتغالي الاعتماد عليها «لكسر شوكة» لاعبي الأهلي كما يقال. وكثير من جماهير الزمالك يعي ذلك، والكثير منهم أيضًا لا يعترف بقدرة إبراهيم على قلب الموازين أمام الأهلي، ويرى أن إبراهيم لم يصل بعد للحالة التي تمكنه من فعل ذلك. محمد إبراهيم صار بالتأكيد خارج الديربي، فكيف سيتصرف فيريرا، هذا ما ستجيب عنه ال 90 دقيقة التي تنطلق في السابعة من مساء الإثنين.
