أعلن نادي بروسيا دورتموند رسميا عن تعيينه للألماني توماس توخيل كخليفة لمدربه يورجن كلوب بداية من الموسم المقبل، وذلك لينهي كلوب فترة ذهبية مع أسود الفستيفاليا ويبدأ الفريق في عهد جديد مع مدرب شاب جديد قادم من ماينز أيضًا، كما هو حال كلوب عندما وصل لدورتموند في 2008. - من هو «توخيل»؟ ويبلغ «توخيل» من العمر 41 عاما وبدأ مسيرته الكروية في شتوتجارت كيكرز في 1992 ثم أولم في الدرجات الأدنى الألمانية، ولكن إصابة في الركبة أبعدت «توخيل» وهو بعمر ال24 عامًا عن الملاعب نهائيًا، لتنتهي مسيرته مبكرًا ليترك كرة القدم ويتفرغ للدراسة حيث حصل على شهادة في إدارة الأعمال. ولكن في عام 2000 عاد «توخيل» لكرة القدم وهذه المرة كمدرب حيث قام رالف راجنيك مدربه السابق في أولم في إستعدائه لينضم للطاقم الفني لأكاديمية الناشئين في شتوتجارت، التي كان راجنيك يتولى تدريب فريقها الأول في ذلك الوقت، وظل «توخيل» مدربا في الأكاديمية حتى عام 2004 عندما تم تصعيده لتدريب فريق تحت 19 عاما بالنادي. ولم يستمر «توخيل» سوى موسم واحد كمدرب لفريق 19 عاما في شتوتغارت قبل الإنتقال لتدريب نفس الفريق بنادي أوجسبورج ثم ماينز في 2008 قبل أن يتم تصعيده لتدريب الفريق الأول بداية من 2009 وذلك لخلافة جورجن أندريسين، الذي كان خليفة ل«كلوب» الذي رحل عن ماينز بعد أن هبط بالفريق للدرجة الأدنى في ألمانيا، وفشل في الصعود بهم مرة أخرى، ولكن «أندريسين» أستطاع إعادة ماينتس للدرجة الأولى وسلم الفريق إلى «توخيل». وظل «توخيل» مديرًا فنيًا لماينز في الفترة من 2009 وحتى 2014 عندما قرر بالتراضي الرحيل عن إدارة الفريق وظل طوال الموسم الحالي بدون عمل نظرا لإستمرار عقده مع ماينز وعدم التوصل إلى إتفاق لإيقاف العمل بذلك العقد الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي ليكون «توخيل» جاهزًا بعدها لتدريب بروسيا دورتموند رسميا بداية من هذا الصيف. وقاد «توخيل» في مسيرته مع ماينز الفريق مرتين إلى بطولة الدوري الأوروبي، الأولى في 2010-2011 بعد تحقيقه المركز الخامس، ولكنه خرج مبكرًا من البطولة والثانية في 2013-2014 بعد تحقيقه للمركز السابع مع الفريق ولكنه رحل في اليوم الأخير قبل بداية الموسم الحالي مقررًا الجلوس في بيته هذا الموسم للراحة. ورغم أن «توخيل» تولى تدريب ماينز، والفريق صاعد حديثًا، وهو شخصيًا في تجربته التدريبية الأولى كمدير فني لفريق أول، إلا أنه لم يقترب أبدًا من مناطق الهبوط خلال الخمس سنوات التي قضاهم مع الفريق، بل يعتبر ماينز سادس أفضل فريق في ألمانيا مع «توخيل» خلال آخر ثلاث سنوات للمدرب، حيث حقق معهم 65 إنتصار و239 نقطة ليأتي خلف بايرن ميونخ، دورتموند، ليفركوزن وشالكه ويتعادل في عدد النقاط مع بروسيا مونشنجلادباخ، الذي يتفوق بفارق الأهداف خلال تلك الفترة. - فلسفته يحب «توخيل» طريقة لعب برشلونة ويسعى لتنفيذها وهي التي تعتمد على الاستحواذ على الكرة لأطول فترة ممكنة بالتمريرات القصيرة السريعة للوصول إلى مرمى المنافس عندما تكون الكرة مع فريقه أما في حالة فقدانها فإن الضغط العالي المبكر على الخصم من نصف ملعبه هي الطريقة المفضلة للمدرب الألماني، وطريقة الضغط تكون على هيئة ضغط دائري منظم من لاعبي فريقه على لاعبي المنافس وتضيق المساحات بين لاعبي فريقه. وإن كان الأحتفاظ بالكرة أمرًا صعبًا على فريق «توخيل» فإنه يتجه إلى الدفاع المنظم والمحكم بإغلاق المساحات والإعتماد على الكرات المرتدة وتلك الطريقة أعطته ثلاث إنتصارات في تسع مواجهات أمام العملاق البافاري في الدوري المحلي وهو رقم متميز جدًا نظرًا للهيمنة البافارية على الدوري الألماني في الفترة الأخيرة. وتعتبر طريقة 4-3-1-2 هي الخطة المفضلة ل«توخيل» طوال مسيرته والتي يتبناها ويحاول تنفيذها دائما ولكن الأمر لا يخلو من بعض المرونة والتغيرات التكتيكية والفنية في حال لزم الأمر ويعتمد بشكل أكبر على لاعب الإرتكاز الدفاعي لتغطية تقدم الأظهرة هجوميا وتنفيذ الضغط العالي على المنافس بشكل أكبر. كما لا يؤمن «توخيل» بتثبيت التشكيل فطوال مواسمه الخمسة مع ماينز قام «توخيل» بإستخدام كل لاعبيه المسجلين بالقائمة فكل مباراة لا تخلو من اسم جديد في تشكيلة الفريق على حسب المطلوب مما يعطي لفريقه دائما ميزة عدم المعاناة من الإرهاق في حال وجود ضغط في الجدول، وعدم التأثر كثيرًا بالغيابات بجانب إتباعه لسياسة «القوة الخادعة» فكثيرا ما يجلس نجوم فريقه خصوصا الهجوميين على دكة البدلاء منذ بداية المباراة ليستخدمهم عند الحاجة ليعطي لفريقه قوة إضافية في حال إحتاجها خلال المباراة. ويعتبر «توخيل» من المدربين القلائل الذين يسامحون لاعبيهم عند إرتكاب الأخطاء مع إعطائهم فرص أخرى فالأخطاء بالنسبة له هي أفضل الطرق نحو النجاح بشرط التعلم منها وعدم تكرارها. وخارج الملعب فإن الإلتزام والإحترام هو شعار «توخيل» في التعامل مع اللاعبين أو بين بعضهم البعض ووضع القوانين التي يسير عليها لاعبي فريقه خارج الملعب يعتبر أحد الأمور المهمة ل«توخيل» بدون أن يبدو كالوحش الكاسر في السيطرة على الفريق وكان أشهرها وضع قاعدة بعدم السماح لأي لاعب بترك طاولة الطعام قبل 20 دقيقة من البدء وذلك بعد أن لاحظ أن بعض من لاعبي الفريق يأكل سريعًا ويرحل قبل أن ينتهي زملائه. إضافة إلى ذلك يفضل «توخيل» إبعاد نفسه وفريقه عن الإعلام والتلفزيون والإبتعاد عن صخب المدينة والإقامة في معسكرات تدريبية هادئة للإعداد الذهني الأفضل قبل المباريات والمنافسات الكبيرة. - المثل الأعلى والكلمات المحفزة: وعن مثل «توخيل» الأعلى في التدريب فهو هيرمان باديشتوبر «والد هولجر باديشتوبر مدافع بايرن ميونيخ الحالي» والذي يعتبره «توخيل» مثله الأعلى تدريبيا حينما كانا معا في أولم وقال «توخيل» عن هولجر في حديث سابق «لقد كان أستاذًا في التفكير خارج الصندوق فهو لديه القدرة على تنمية وتطوير موهبة أي لاعب ليس فقط بالعمل الجاد ولكن أيضًا بالتواضع». «لقد كان له تأثير كبير على شخصيتي داخل وخارج الملعب سواء على المستوى الشخصي أو المهني». هذا بجانب تأثره بطريقة لعب برشلونة كما ذكرنا من قبل وإعجابه بأفكار مدربها السابق والمدير الفني لبايرن ميونخ الحالي بيب جوارديولا الذي سيكون بشكل كبير منافسه الأول الموسم المقبل. أما عن الكلمات المحفزة التي يستخدمها «توخيل» فهي تلك التي قالها لاعب كرة السلة الأشهر مايكل جوردن «لقد سددت 9000 كرة خاطئة في مسيرتي، خسرت 300 مباراة وفي 26 مناسبة أتخذت قرار تسديد الكرة في اللحظات الأخيرة للفوز بالمباراة ولكني أخطأت وظللت أخطئ وأخطئ طوال مسيرتي وذلك هو سر نجاحي». وكان الإستخدام الأول العلني لتلك المقولة بعد ثلاث هزائم متتالية لماينز في الدوري الألماني وخروج مخيب للآمال للفريق من الدوري الأوروبي على يد فريق روماني في بداية موسم 2011-2012 حيث لم يحقق ماينز سوى 7 نقاط في أول سبع مباريات وهو السجل الأسوأ ل«توخيل» طوال مسيرته في إنطلاقة الدوري الألماني. وجلس «توخيل» ساهرًا في غرفته بعد ذلك الخروج المخيب من البطولة الأوروبية وفي اليوم التالي وبدلا من شرح أسباب الخروج الأوروبي للاعبين قام «توخيل» بعرض تلك الكلمات القصيرة على لاعبي فريقه قبل ساعات قليلة من عودة ماينز القوية وتحقيقه لفوز مهم على باير ليفركوزن بهدفين نظيفين في الدوري الألماني وعودة الثقة مرة أخرى للفريق. ويدعم «توخيل» لاعبيه نفسيًا بشكل جيد فهو يحفز ويعطي دروسًا للاعبين الشباب لتطوير أنفسهم دائما مهما كان المستوى أو الإنجاز الذي حققوه وليس فقط الشباب بل أيضا اللاعبين أصحاب الخبرات الكبيرة، فطبقا ل«توخيل» في مقال سابق له نشر بأحد المواقع الألمانية «الكلاب العجوزة تتعلم خدع جديدة أيضًا».
