خبراء عسكريون: المنطقة العازلة «ضرورة».. ومقاومة الأهالى «متوقعة»

أجمع خبراء عسكريون على أن إنشاء منطقة عازلة على الحدود الشرقية لمصر أصبح أمرا ضروريا لا مفر منه، مؤكدين أن مقاومة أهالى سيناء ورفضهم الفكرة «أمر طبيعى»، وشددوا على أهمية أن تقدم القوات المسلحة إغراءات تتمثل فى إنشاء مدن جديدة للأهالى تعويضا لهم عن ترحيلهم من منازلهم، مع إقناعهم بأن وجودهم فى المنطقة أصبح خطراً على الأمن القومى.
وأشاروا إلى أن المنطقة العازلة ستكون تطبيقا لقرار حظر التملك، الذى صدر فى وقت سابق، وعلى القوات المسلحة أن تتخذ التدابير التى تراها لازمة لخدمة أغراض الأمن القومى.
وقال اللواء طلعت مسلم إن المنطقة العازلة أصبحت ضرورة أمنية لا غنى عنها، مؤكداً أن القضاء على الإرهاب فى سيناء أصبح مرتبطاً بإخلاء المنطقة من المدنيين، مضيفا: «من الطبيعى أن يقاوم أهالى سيناء الفكرة نظرا لارتباطهم بالأرض، ولذلك يجب على القوات المسلحة تقديم مبرراتها الأمنية، وأيضاً تقديم إغراءات لأهالى سيناء حتى يتقبلوا القرار عن طريق إنشاء مدن وقرى جديدة لهم، تضم جميع الخدمات اللازمة لتعويضهم عن منازلهم».
وأكد «مسلم» أن خطر الأنفاق لن يتم القضاء عليه إلا من خلال إخلاء المنطقة، التى يستغلها الإرهابيون فى تخطيط وتنفيذ مخططاتهم ضد الدولة والجيش، ونوه بأن المنطقة العازلة المفترضة سوف تكون فى حدود 5 كيلومترات من الحدود، وهى نفس المنطقة التى نص عليها قرار حظر التملك، الذى أصدرته المؤسسة العسكرية فى وقت سابق.
وقال اللواء فؤاد حسين إن القوات المسلحة عليها إصدار قرار فورى بإخلاء المنطقة الحدودية فى منطقة ال 5 كيلومترات، بحيث تكون المناطق خالية وجاهزة لاستخدامها فى حالة الضرورة ولمواجهة الإرهاب.
وأضاف: «من خلال تعاملى السابق مع أهالى سيناء وقت عملى بالمخابرات، أستطيع القول إنه من المتوقع أن يقابل القرار برفض واسع ومقاومة شديدة، لكن على أهالى سيناء الاقتناع بأن الوقت الحالى هو وقت حرب، وأن التهجير أو الإخلاء فكرة ليست جديدة، وحدثت أكثر من مرة فى حرب الاستنزاف وفى حرب أكتوبر، حيث تم تهجير الأهالى من قراهم حتى انتهاء فترة الحرب».
وتابع: «على أهالى سيناء تقبل الأمر واعتباره فترة مؤقتة حتى تستطيع مصر القضاء على الإرهاب، وإعلان سيناء منطقة خالية من الإرهاب».
ولفت «فؤاد» إلى أن مصر تواجه الحرب ليس فى سيناء وحدها وإنما فى عموم الجمهورية، مشددا على أن فكرة محاولة إرضاء كل الأطراف أو الحديث عن حقوق الإنسان فى وقت الحرب «سخيفة» ولا تؤدى إلى نتائج ملموسة.
وأضاف أن معظم المناطق الموجودة على الشريط الحدودى هى صحراوية، باستثناء منطقة بسيطة فى شمال سيناء، وليس هناك ضرر لأحد. وأشار إلى أن إثارة أزمة فيما يخص المنطقة العازلة هى نوع من اللغط السياسى، لافتا إلى أن التخوفات من تولد العنف فى حالة اتخاذ قرار بإخلاء المنطقة من قبل الأهالى غير وارد، لأن معدن أهالى سيناء معروف، وهناك فرق بين الجماعات الإرهابية والأشخاص الطبيعيين.
واستطرد: «لكن لابد أن نعترف بأن هناك خطأ فى التعامل مع أبناء سيناء، فمازال التعامل الأمنى هو سيد الموقف، وهو ما خلق نوعاً من عدم الثقة بين الأهالى والحكومات المتعاقبة، مما يجعلهم يرونها دائماً تقف عقبة أمام مصالحهم، لذلك فهم يقبلون أى شائعات».
وطالب بضرورة تغيير النظرة الحكومية فى التعامل مع أهالى سيناء، والاستماع للشباب وليس للمشايخ الذين لم يصبح لهم أى تأثير على أبناء قبائلهم، والكف عن محاورتهم ومناقشتهم كممثلين عن أبناء سيناء وتجاهل الشباب.
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة