أكد عدد من أهالى سيناء أن الاقتراح الذى تداوله خبراء استراتيجيون على شاشات قنوات فضائية، بإخلاء الجيش لأهالى سيناء من المناطق الحدودية، أو التى يوجد بها أحداث إرهاب «مرفوض». وقالوا ل«الوطن» إن كل ما يحدث فى سيناء حالياً هو نتيجة لعدم تنمية سيناء طوال السنوات الماضية، وهو ما ساعد فى انتشار الإرهاب. يقول الشيخ مصطفى الحوص، أحد أهالى سيناء: «الكلام عن تهجير أهالى سيناء وإخلائهم من أراضيهم لا يمكن تقبله، وليس حلاً، فالأهالى لديهم منازل وأراض، وإذا حدث لهم تهجير فإلى أين يذهبون؟ ليس هذا هو الحل»، مضيفاً: «لا يمكن أن تأتى حلول من أشخاص يجلسون على شاشات الفضائيات ويتحدثون عن سيناء من داخل الغرف المكيفة، وليس لهم أى معرفة بمكان الحادث». وأيد «الحوص» إخلاء مسافة 5 كيلومترات على الحدود داخل سيناء، على أن يتم ذلك خلال فترة مؤقتة لحين القضاء على الإرهاب، وإعادة الأمن مرة أخرى إلى المنطقة، لكن ما يحدث فى سيناء الآن هو أمر مرفوض تماماً، لن يقبل أهالى سيناء كل هذه الدماء التى تسيل على الأرض دون وجه حق. وأوضح أن كثيراً من الأهالى ذهبوا عقب الحادث المروع إلى مستشفى العريش العام للتبرع بالدم، من أجل إسعاف المصابين، مضيفاً: «ربنا يحفظ بلادنا من اللى بيحصل فيها ويحميها». وقال الدكتور حسام رفاعى، نقيب الصيادلة بشمال سيناء، إن المطالبة بإخلاء سيناء من أهاليها تصب فى النهاية لصالح إسرائيل، لأنها ترغب فى إخلاء المنطقة الحدودية لتكون منطقة سكن للفلسطينيين الذين تريد تهجيرهم من قطاع غزة. وأوضح «رفاعى» أن المؤسسة العسكرية لم تتحدث فى هذا الشأن، لأن ذلك كلام فى غاية الخطورة، يجب العلم أن السبب الرئيسى وراء الإرهاب فى سيناء هو إخلاؤها من السكان، ووجود مساحات كبيرة بها دون أى تنمية، فكيف يمكن أن نأتى اليوم للحديث عن الإخلاء، أحد الحلول هو إعمار الأرض بالسكان وعمل تنمية حقيقية، فجميع أهالى سيناء ضد كل ما يحدث. وتابع أن الحديث عن التهجير ليس فى صالح الأمن القومى المصرى، لأنه يجب وجود الأهالى فى هذه المناطق الحدودية، لأن الوضع الحالى ما هو إلا نتيجة لسنوات مضت من الإخلاء والتهميش وعدم التنمية، فقدوم الإرهاب كان بسبب إخلاء المنطقة «ج» من الجيش والأهالى، وتركها منطقة منزوعة السلاح، وهو ما يحقق مصالح إسرائيل، فالخطر موجود وأساسه الفراغ والعزلة التى توجد عليها سيناء، ويجب أن يكون هناك حلول حتى تأتى بنتائج، لكن الحديث عن الإخلاء ليس الحل. وذكر الشيخ عبدالله جهامة، رئيس جمعية مجاهدى سيناء، أن تطبيق حالة الطوارئ التى أعلنها الجيش خلال الفترة المقبلة سيكون كافياً لانتشار الأمن بصورة أكبر مما هى عليه، أما الحديث عن الإخلاء وتهجير السكان فأمر مرفوض الآن، لأنه قرار يصعب تنفيذه.