ذكرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن مصر أبلغت إسرائيل، بوسائل مباشرة وغير مباشرة، بأنها لا تعتزم دعوة إسرائيل إلى مؤتمر إعادة إعمار غزة المنعقد، الأحد، في القاهرة. وقالت إن المسؤولين المصريين خشوا من أن العديد من الدول العربية، وخاصة السعودية والإمارات، لن تشارك إذا علمت أن إسرائيل ستشارك. ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، أن ديوان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ظل لأسابيع يبعث، عبر قنوات مباشرة وغير مباشرة، رسالة تفيد بأنه لن تتم دعوة إسرائيل، مضيفا أن المصريين طالبوا إسرائيل بتفهم الأمر. وقال المسؤول إن القاهرة ترى أن من المتوقع أن تدفع الدول الخليجية معظم تكلفة مشروع إعادة الإعمار، وليس الاتحاد الأوروبي ولا الولاياتالمتحدة، وبالتالي فإن حضور إسرائيل سيفسد الحدث. وأشار إلى أن المصريين أعربوا عن خشيتهم من أن يلغي الفلسطينيون مشاركتهم في المؤتمر إذا علموا بحضور وفد إسرائيلي إلى القاهرة. وأوضحت الصحيفة، نقلا عن المسؤول الإسرائيلي، أن مشاورات عدة جرت حول ما إذا كان يتعين على إسرائيل الإصرار على المشاركة في المؤتمر. ورأى مسؤولو وزارة الخارجية الإسرائيلية ضرورة الضغط على الحكومة المصرية لإرسال دعوة إلى تل أبيب، مضيفين أن المؤتمر سيبحث قضايا تؤثر على إسرائيل ومن ثم لا بد من أن تشارك. وقال مسؤولو الخارجية الإسرائيلية أيضا أن غياب إسرائيل عن المؤتمر سيبث رسالة سلبية إلى الرأي العام الدولي، مفادها أن إسرائيل تقبل برضا تام أن تتم مقاطعتها أو اضطهادها. كما قالوا إنه في الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، على منصة الأممالمتحدة اهتمامه وحرصه على التعاون مع الدول العربية من اجل دفع عملية السلام مع الفلسطينيين، فإن ثمة مصلحة واضحة لإسرائيل في حضور هذا المؤتمر. إلا أن نتنياهو ومساعديه فكروا في الأمر بطريقة مختلفة. وأوضح المسؤول الإسرائيلي أن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر الاستجابة للطلب المصري، وأبلغ القاهرة بأنه لن ينزعج إذا لم تتم دعوة إسرائيل للمؤتمر. وأوضح المسؤول الاسرائيلي أن محتوى الرسالة التي بعثها ديوان نتنياهو إلى مصر كان أن «إسرائيل تتفهم الوضع والحساسية، ولن تضغط عليهم لدعوتها». وقالت الصحيفة إن مؤتمر «إعمار غزة» يعد اختبارا دبلوماسيا للرئيس عبدلفتاح السيسي لكونه أكبر مؤتمر دولي تستضيفه مصر منذ انتخابه للرئاسة. وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد انتقدت مصر لعدم دعوتها إسرائيل إلى المؤتمر، مع إبراز لتصريحات مسؤولي الحكومة الإسرائيلية، وعلى رأسهم وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان، التي هاجمت القاهرة وطالبت بضرورة مشاركة وفد إسرائيلي. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة