المتحدث السابق ل«البنتاجون»: مرسى حكم كديكتاتور..والسيسى تدخل لإنقاذ مصر من كابوس «الإخوان»

رأى جيفرى جوردون، قائد البحرية الأمريكية المتقاعد، المتحدث السابق باسم وزارة الدفاع (البنتاجون)، أن مصر هي مفتاح هزيمة التطرف الإسلامى في المنطقة، قائلاً إن «سحق القاهرة للمتطرفين هو بمثابة نموذج لمعالجة التهديد الإرهابى الأوسع في الشرق الأوسط».
وأثنى جوردون، في مقال بصحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية، الجمعة، على تركيز اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام في نيويورك على وقف التهديد العالمى الذي يشكله الإسلام المتطرف، معتبراً في الوقت نفسه أن «خطة الأمم المتحدة للعمل في هذا الاتجاه ليست كافية».
وتابع: «ينفذ الإسلاميون المتشددون منذ السبعينيات هجمات أدت إلى خسائر هائلة في الأرواح، في جميع أنحاء العالم، وليس هناك أي بوادر على تراجعهم، والآن بات هناك تنظيم داعش الذي يشن إبادة جماعية ضد المسيحيين والأقليات الأخرى في العراق وسوريا، وجذب نحو 30 ألف مقاتل، ما يؤكد أن معدل الوحشية سيزيد».
ورأى جوردون أنه «على الرغم من محاربة التحالف العالمى الذي تقوده الولايات المتحدة الإسلاميين المتطرفين في أفغانستان منذ 13 عاماً، في أعقاب هجمات 11 سبتمبر 2001، فإنه بات من الواضح أن المعركة القائمة لوقف هذه الأيديولوجية السامة لم تنته بعد».
وتابع: «العمل العسكرى كان ضرورياً في أفغانستان آنذاك، وكذلك الآن ضد داعش في العراق وسوريا، ولكنه لن يكون كافياً، فحتى نستطيع وقف الإسلام المتطرف فإنه يجب استئصال الأفكار الكامنة وراءه مثل السرطان، وأفضل من يمكنهم القيام بذلك فعالية شديدة هم المسلمون المعتدلون».
ومضى يقول: «يجب أن نجد وسيلة للقضاء على الإسلام السياسى المتعصب الذي انتشر كالنار في الهشيم منذ الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، ومصر هي الوحيدة التي تملك المفتاح لكسب معركة الأفكار».
وأوضح جوردون أنه على مدى التاريخ كانت مصر مركزاً ثقافياً في الشرق الأوسط، والآن أصبحت دولة قوية تحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم الإسلامى، ولذا فإن لديها بعض النفوذ.
وقال جوردون إن سكان القاهرة كانوا حتى السبعينيات علمانيين، مشيراً إلى أنه «بمجرد رؤية الصور والأفلام في ذلك الوقت نرى أن النساء كُنَّ يرتدين الفساتين، ويتمتعن بالمساواة بشكل يشبه الدول الغربية».
وأضاف أنه «على الرغم من هيمنة الوهابية السعودية التي تم تصديرها للعالم الإسلامى، فإن قادة مصر الآن في موقف يمكنهم من كسر هذا النموذج، وسن إصلاحات نحو مجتمعات حديثة وعلمانية مرة أخرى، وذلك بدءاً من القاهرة».
وتابع: «حكام مصر يعرفون أن ذلك سيكون صعباً، ولكنهم حاربوا جماعة الإخوان المسلمين منذ تأسيسها في العشرينيات، والتى كانت تزعم أنها ستكون حركة سياسية واجتماعية للنهوض بالمسلمين، ولكنها تعمل منذ ذلك الحين كجماعة إرهابية معادية للحرية وللغرب، وللأسف فإن اختراق الإسلام الراديكالى لمصر في الثمانينيات منح الإخوان الشرعية وعزز شعبيتها، ولذا فإنه ليس من المستغرب وصولها إلى الحكم في أعقاب سقوط نظام حسنى مبارك».
ومضى يقول: «كما أنه ليس من المستغرب أيضاً سقوط الجماعة من الحكم بعد عام واحد، حيث شكَّل هذا العام كارثة كاملة، وذلك لأنه ليس لديها خبرة في الحكم، وكانت في الأساس جماعة إرهابية، فحكم الرئيس المعزول محمد مرسى كديكتاتور، ووضع نفسه فوق المحاكم، وضيق الخناق بشدة على المعارضة، ولكن تدخل الرئيس عبدالفتاح السيسى لاستعادة الاستقرار بعد مظاهرات ضخمة في الشوارع شلت البلاد لإنقاذ مصر من كابوس حكم الإخوان المسلمين».
ورأى جوردون أنه يجب على مصر الآن استخدام وضعها الحالى، بعدما وجهت لكمات موجعة للإسلام الراديكالى، وأخرجته من البلاد مغلوباً، لتدمير الأيديولوجيا المتطرفة القادمة من المملكة العربية السعودية ودول الخليج وإيران.
وتابع: «يمكن لقادة مصر أن يدخلوا البلاد إلى العصور الحديثة، مثلما فعل رئيس تركيا الأول مصطفى كمال أتاتورك في العشرينيات، وذلك من خلال تجديد نظام التعليم، ومنح المرأة حقوقاً متساوية، وتعزيز سيادة القانون وانتهاج سياسات اقتصادية سليمة للنمو، وللأسف فإن تركيا عضو حلف شمال الأطلسى تبدو عالقة في الاتجاه المعاكس في عهد الرئيس رجب طيب أردوغان».
وختم جوردون مقاله: «حتى يحمى الغرب نفسه من ضرب الجماعات الإرهابية الإسلامية فإن أفضل طريقة هي العمل مع المسلمين المعتدلين، وقادة مصر هم الأنسب لهذه المهمة بعد انتصارهم ضد الإخوان ولذا فإنهم سيلعبون دوراً حيوياً في هذا الصدد».
اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة