إلى كل مسئول قادم هذه تحذيرات شديدة اللهجة لتدير أمورك أو مؤسستك أو هيئتك أو وزارتك بشكل صحيح لأن الثورة والتغيير الذي حدث لن يسمح لك أو لغيرك بالعودة إلى الوراء لن نسمح بالتراخي والتخاذل والفساد لن نتركك تلعب بحياتنا وبلدنا وسوف نلاحقك في كل الصحف والشاشات والمحاكم إذا أخطأت فأحذر ممن حولك، أولئك البارعين في صناعة الفراعنة، الذين يبحثون عن مصلحتهم في رأسك وفي جيوبنا الذين لايفقهون شيئا عن العدل والضمير ويهيمون حولك أملاً في عود غير حميد للعصر السابق الذي كان يقدس المصالح والسبوبة والتظبيط والفساد أحذر وأعلم ... وهذه بعض النصائح لتنجو من أيدينا حين تجلس على كرسيك سيشغلونك بالأوراق، الروتين، فكرة الاستحالة، عموميات بلا أتجاه، الأزمات حين تتحمس لشخص ما أو فكرة ما سيومؤون بإشارة تحذير مخفية حتى تصيبك الحيرة وتتصور أن هناك سر وحينها تبدأ الشك وسوف يصلون بك إلى بر عدم الإزعاج فتتراجع عما كنت نويته دون حتى أن تدقق أو تتأكد ..... سيجعلونك تنسى القراءة .. 500 ورقة في اليوم الواحد فالأفضل بالطبع أن تستمع إلى ملخصات حينها سيقفز أحدهم واقفا جانب مقعدك ليقلب الأوراق منتظرا توقيعك .. ويسرد لك الملخصات السريعة على كل ورقة .. توقيعات بلا ضمير ولا قراءة تعنى عددا وافرا من المظالم سيلتفون حولك عارضين خدمات لم تكن تتوقعها .. حمل الحقيبة ،هدية لابن سيادتك ، تعظيم سلام ، الإنصات للمحاتك وحينها سيتمكنون منك ولن تستطيع أن ترفض لهم طلبا والذي يتحول بسرعة إلى أمر .... سفريات وحفلات سيتخذون تدابير جهنمية لكي تسافر كثيرا .. مؤتمر ايه ،ندوة أيه ، وفد أيه ،اتفاقية أيه، مراجعة أيه ، أبصر أيه مدرك أيه يذيقونك المتعة الدولية لتعتاد على الثراء فتثرى ويثرون معك بأي طريقة ممكنة .... سيشرحون لك كل التعقيدات الإدارية ويصيبونك بالهلع من أي قرار جريء ... المادة هذه والمادة تلك والقرار هذا واللائحة ... الخ فتصبح مرتعشا خائفا في عمل شئ إلا فيما يوصون به .... لن يسمحوا باختلاطك بالآخرين .. ألف طريقة وحجة حتى لا تتحدث مع باقي الموظفين .. سيغلقون بابك عليك وتصبح معهم فقط .. لن يتنازلو عن وجود ألف قفل على بابك بحجة الهيبة وإذا صادفت أحد هؤلاء الموظفين وحين يسرد لك شكواه سيهمس أحدهم في أذنك بأي شئ تافه يعني أن الرجل يبالغ أو مدعي أو .... الخ .... لن يسمحوا لك بالتأمل في القرار أو المستقبل أو مراجعة الأمور... دائما ستجد ثرثرة وأوراق واجتماعات ومقابلات ومشاكل وكل ذلك مغلف بكلمات التبجيل سيادتك ، يا ريس ، سعادتك ، يافندم ، أأمر ودائما أنت عظيم و مٌخلص وذكي ومختلف .... بعد قليل ومع هذه الدائرة لن تعرف شيئا وستصبح بلا فائدة ستصبح مجرد قلم للتوقيع على ما لا تفقهه، مجرد آلة ميكانيكية بينما هم يخبرون ويدبرون كل شئ .... هم بارعون في التمثيل وتقمص الشخصيات المعذبة والنقية بنفس الوقت ... ستجدهم يبكون لأنهم يريدون إقناعك بطرد فلان أو التراجع عن القرار الفلاني أو الموافقة على زيادة مرتباتهم .... الشعار الأساسي (كله تمام) مهما حدثت من مصائب ومشاكل ومظالم لن تسمع سوى كله تمام .... لن تتمكن من الخروج من الشبكة التي صنعوها لك .. ستقبل وتقبل وتوقع وتشارك وتضحك وتتواطأ وترفض وفي النهاية تفسد وتتفرعن إحذر واعلم .... سنلاحقك .