قال نبيل فهمي، وزير الخارجية، إن مصر سوف تستخدم من جانبها آليتين رئيسيتين للوفاء بمسؤولياتنا وواجباتنا لمواجهة التحديات الخاصة بالقارة الأفريقية. وأضاف «فهمي» إن هاتين الآليتين هما: الوكالة الجديدة المصرية للشراكة من أجل التنمية، ومركز القاهرة لحل النزاعات وحفظ السلام في إفريقيا، وهما الآليتان اللتان يستندان على مبدأ أساسي «إيجاد حلول إفريقية للمشكلات الإفريقية» في الوقت الذي سنفتح فيه الباب للتعاون والشراكة مع الأصدقاء الحريصين علي السلام والأمن والرخاء في إفريقيا، وعلي رأسهم اليوم اليابان. جاء ذلك في كلمة الوزير، الأربعاء، خلال مراسم توقيع المرحلة الجديدة من دعم حكومة اليابان لمركز القاهرة الإقليمي للتدريب على تسوية المنازعات وحفظ السلام في إفريقيا بين وزارة الخارجية وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية، بحضور السفير اليابانيبالقاهرة، وذلك في الدور ال33. وأشار «فهمي» إلى العديد من التحديات التي تواجه القارة الإفريقية، موضحا أنه ولمواجهة هذه التحديات يتعين علي الحكومات والشعوب الإفريقية مواجهة تحديات السلام والتنمية بقوة وبشكل شامل، وفي الوقت الذي يتم فيه الإعداد لأجندة التنمية ما بعد عام 2015، فإن القارة الإفريقية للأسف لازالت مثقلة بمشكلاتها الوطنية ودون الوطنية والإقليمية والقارية والعالمية. وأوضح أن هذه الحزمة من التحديات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية سوف تحتاج بشكل مستمر للانتباه العاجل لها، والجهود المركزة لمواجهتها، وذلك في الوقت الذي يجب أن نعمل فيه على كسر الحلقات المفرغة التي تسببت في تأخر القارة الإفريقية عن استغلال الفرص الضخمة المتاحة بها. وأعرب «فهمي» عن سعادته أن يشهد إطلاق هذا المشروع الهام الذي يستهدف «تعزيز قدرات الفاعلين المحليين في جهود تعزيز السلام والاستقرار في شمال إفريقيا، ومنطقة الساحل ومنطقة البحيرات العظمي»، والممول من قبل الحكومة اليابانية من خلال برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، ويتم تنفيذه بواسطة مركز القاهرة لتسوية النزاعات وحفظ السلام في إفريقيا. وأضاف أن هذا المشروع هو شهادة أخري، نحن لسنا بحاجة لها، علي عودة الاهتمام المصري تجاه إفريقيا والدور القيادي الذي تلعبه في تحقيق التطلعات الإفريقية المشروعة نحو السلام والاستقرار والرخاء للجميع، كما أنه يعد معلماً هاماً من معالم الشراكة طويلة المدى، والتي تستند إلي المنفعة المتبادلة بين مصر والحكومات اليابانية، وتعبيراً عن المصالح المشتركة والالتزام بمواجهة التحديات العالمية والإفريقية. ووجه «فهمي» الشكر كذلك لبرنامج الأممالمتحدة الإنمائي، وجميع وكالات الأممالمتحدة العاملة في مصر لمساهمتهم المستمرة في التنمية في مصر وداخل إفريقيا. وأشار «فهمي» إلى أن الوكالة المصرية للتنمية في مراحلها الأولي، ولكنها في الوقت نفسه فهي تطوير للصندوق المصري للتعاون الفني مع إفريقيا، والذي استمر طوال 30 عاماً في المساهمة في التنمية والتقدم في العديد من الدول الإفريقية. وأوضح أن مركز القاهرة لعب، من جانبه، دوراً رائداً في تعزيز السلام والاستقرار في إفريقيا، حيث تطور منذ إنشائه من 20 عاماً من مجرد قسم صغير في وزارة الخارجية ليصبح مركزاً دولياً وإقليمياً متميزاً للتدريب علي بناء السلام وحمايته وإدارة الأزمات وإدارة الحدود. وأعرب عن أمله في أن يكون مشروع اليوم خطوة إضافية علي الطريق الطويل تجاه هدفنا المشترك من خلال تحديد تحدياتنا العاجلة والحقيقية التي يتعين مواجهتها، والشراكة بيننا في شمال إفريقيا وتجمع الساحل والصحراء ومنطقة البحيرات العظمي، وكذا من خلال الشراكة مع أصدقائنا في حكومة اليابان ومنظمة الأممالمتحدة، وإني علي يقين أن هذا سوف يتحقق. واختتم «فهمي» كلمته بتوجيه الدعوة للسفراء من الدول الإفريقية الشقيقة الحاضرين اليوم لاستغلال الفرص المقدمة من الوكالة والمركز وكلاهما يحظي بدعم كامل من الحكومة المصرية.