دعا الرئيس الأمريكى باراك أوباما الفلسطينيين والإسرائيليين إلى استئناف مفاوضات السلام، فيما تواصل الحكومة الإسرائيلية الإعلان عن عقوبات متزايدة بحق الفلسطينيين ردا على المصالحة بين حركتى فتح وحماس. وقال أوباما إنه ما زال من مصلحة إسرائيل والفلسطينيين التوصل إلى اتفاق سلام، رغم إعلان إسرائيل، أمس الأول، تعليق محادثات السلام التى ترعاها الولايات المتحدة مع الفلسطينيين، بعد أن توصل الرئيس الفلسطينى محمود عباس بشكل مفاجئ إلى اتفاق مصالحة مع حركة حماس. وحذر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو من أن اتفاق المصالحة الفلسطينية سيؤدى إلى «قتل عملية السلام». وأضاف نتنياهو فى مقابلة خاصة مع شبكة تليفزيون «فوكس نيوز» الأمريكية أن استمرار عباس فى اتفاق المصالحة سيدفن بالضرورة مباحثات السلام - على حد قوله - ووصف الاتفاق بأنه صفعة للسلام ولإسرائيل وللشعب الفلسطينى الذى قال إن عليه أن يختار بين المضى إلى الأمام أو الرجوع إلى الخلف من خلال الاتفاق مع حماس. وأكد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى - فى تصريحات مقتضبة أدلى بها بمقر وزارة الخارجية - بأن الولايات المتحدة ليست على استعداد لإنهاء مفاوضات السلام فى الشرق الأوسط حتى فى ظل الظروف الراهنة، مطالبا القادة الفلسطينيين والإسرائيليين بتقديم التنازلات اللازمة، التى بدونها يصبح السلام غير قابل للتحقيق. وطالب وزير الإسكان الإسرائيلى أورى أرئيل باستئناف البناء فى مستوطنات الضفة الغربيةالمحتلة، ردا على توقيع اتفاق المصالحة بين حركتى فتح وحماس. وكشف وزير الجبهة الداخلية الإسرائيلية جلعاد أردان عن سلسلة عقوبات اقتصادية بحق الفلسطينيين، أولها وقف كامل فى أموال المقاصة الشهرية المستحقة للفلسطينيين، وهى الأموال التى تحصلها إسرائيل، نيابة عن الفلسطينيين عن السلع والخدمات الصادرة والواردة من وإلى فلسطين، عبر الحدود الدولية، والبالغ متوسط قيمتها الشهرية أكثر من 140 مليون دولار. من جانبه، أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، أن حماس حركة فلسطينية ليست إرهابية وغير مطالبة بالاعتراف بدولة إسرائيل. ووصف- فى تصريح لقناة «سكاى نيوز» بالعربية- تدخل إسرائيل فى الشأن الفلسطينى بالوقح والسافر، مشيرا إلى أن إسرائيل تعلم أنه لا يمكن تحقيق دولة فلسطينية على حدود 67 دون مصالحة بين الفصائل الفلسطينية. وأضاف أن إسرائيل تذرعت باتفاق المصالحة الفلسطينية لإيقاف مفاوضات السلام، معتبرا فرضها عقوبات على السلطة بمثابة بلطجة، وقال «لا يمكن العودة إلى التفاوض إلا بعد وفاء إسرائيل بالتزاماتها».